الجمعة ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
انتظار العمر فى يوم القيامة
إذا أساء البحرُتعصفهُ الرياحْوإذا أساء البرُتحفرهُ الجراحْوإذا اصطلانا الليلُيُبرِؤنا الصباحْمِن صفعة التشريد والتغريب يا أُماةُ لن أعبأ!فغُلامِنا المسروق والمدقوق يا أماة لن يبرأ!حتى قيامة هامُنا المذعوم يا أماة لن نهدأ!لا شئ يُبقى الجُرح فينا مثلما يشاءفكبيرونا أخطأ ورثاؤنا قد ساءأماةلماذا يأمرون الطير بالإخلاءْ؟لماذا تركوا بقايانا ‘وجمعوا هذه الأشلاءْ؟هل هنا أحدٌ أساءْ؟وهل أشلاؤنا تعنى لهم أشياءْ؟فى الفرات لا أرى إلا الدماءْ!لا صدى غير العويل أو البكاءْ!لا نداءُ سوى النساء على النساء!غُرباء فى الوجهِ المُلّثم بالجليد وبالشتاء!والحديد مع الحديد مع الحديد... يقطعُ الاثداءْ!!أماه...ياأماه... ياأماه!!كانت هنا عندالشجيرات القديمةخلف جدارنا المهدوم!كانت تصلى والذبيحُ مكبلاًوالفجر مصلوب القدوم!والحكايات القديمة عن صلاحتناثرت خلف الغيوم!وغبار ضيعتنا الممرد بالدماءمقيدٍ معدوم!أماهأين معصم أبىوالمنجل المكسور فى حقل الهموم؟أماه!!الشمسُ تُشرق عند أقذام القبيلةوالفجرُ لم يأتى هنا ‘وأبى تيمم منذ عامٍ للصلاةْ!وعلى الرُحا بعض البقايا من أخىالطير يرحل من هنا يأباهْ!منذ عامٍ كان موقدُ دارنا لا ينطفئوالشمس والطير هنا أدناهْوعلى رحيلِ الفجرِ عامٌ قد مضىوأبى يصلى على موتاهْ!!أماهتلُ الحريق وعصبة الدخان والرمزُ المعلقعيدُنا الأكبرْ!والرمل والنهر والرافدينكلمات ودمعاتمحظورة تكبرْ!والصمت فى الوطن العجيبإرثٌمن أشعثٍومن أغبرْ!فلا تبكى رحيلُ عشيرتىفنسورنا ليست صقور اللهكى تنحرْمن خَصَركِ الليل الذى وشموهبالجوع المضّفرْبذندِ الغولة السوداء والزرقاء فى الأحمرْأماههل خِرزةُ النابين فى شرياننا ستسود؟وهل تمنح كؤس الدم معجزة الخلود؟والإرتواءُ من الفرات يُمرمرُ طينُنَا المعقود؟والفستق المنثور فى صدر الارامل...أأصبغَ الحناءُ فى جذر الصمود؟وتجمد الحيض...أأشاع بغربة التكوين كعهدنا المولود؟أماهتلك الجسور حشائش الموتى‘وزبد الدماء على الفراتطعامنا المعهود!وقديد لحم صغارناأنسام رائحة التمّنىوالتسلق للجمود!أماه!!هل لى أكُنْ...لوليدُكِ أبٌّ؟كى نقتسم نهديكِ!!ونطفئ فى حناجرنا الكلاموجوع الماء والقمحونُخرج...من أصلابكِ... عتمة التصريحومنها عتمة الصرحونُخرج...عتمة التزيف والتجريفوالتحريف والصفحوعتمة الأشداق والأحداقوالجدران والقرحدعى أصلابكِ تُخرجْتلك الحمامة من جديدوالقتلى... من الألوان والتجريدغباراً... يعفُرٌ..فى وجه الغبارخرافة التشريددعى أمطاركِ تدمىحريق الزيت فى قصر الجريدفالقنفذ المستنسخ فى أظافركِشمسُاً...لا تحرق الخفاش فى نهر الجليدأماهأنا فى إنتظار العمر فى يوم القيامةومعى أخى وأبىوخرافة الرؤياوزعامة التنديدفوليدكِ...متناثراً عند الفراتمكفناً بترابكِ المفتوتمن لحم القديدأماةأنا فى إنتظار العمر فى يوم القيامةفدعى القيامة للقيامة