السبت ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم السعيد موفقي

باسطوس...

لا يدري كيف تسللت إليه أفكار العاهرة الفرنسية عندما دعته ذات يوم إلى طعامها وتقاسما المكان بثمن مسروق...انتبه لبعض أشيائها المهملة في زاوية البيت...وكان ينتظر شرابها أيضا...رغم برودة الطقس الذي تحاول أن تخففه ببعض قطع الخشب القديمة المنبعث وهجها من موقدها الذي ورثته من السيّد...يتأمل أدواتها وخلفيات مثيرة حديثة التجديد والطلاء، يفرك بعض اللوز المكوم في صحن جديد بينما سيجارته "باستوس" تبعث في نفسه نشوة باريس عندما كان شابا يافعا يقطن بضواحي "مارساي" يسحب رجله الأخرى التي كانت ممدودة على الآركة، يعتدل كمن يتهيأ لعراك...كانت المائدة التي تشبه "شانزيليزي "من الأشياء التي أثارت انتباهه أيضا، رغم حرصه الشديد لألاّ يسقط في بعض ما انتبه له، في صفحة الجريدة ينتبه لإعلان شركة تبحث عن عمال لإنجاز مشروع حفريات لمدينة أثرية تتربع على مساحة كبيرة من موقع المكان...يثير فضوله الكلمات المتقاطعة وكلمة السر، السؤال: زعيم فرنسي قاد ثورة فرنسية في القرن التاسع عشر...جد الكلمات ثم اجمع الحروف لتعرف من هو؟

كانت السيّدة قد أحضرت الشراب ثم قالت : ألم تعرفه؟

تذكرهم واحدا واحدا ثم طوى الجريدة ونفث ما برئتيه بعمق...وشرب الكأس على نفس واحد أيضا

*- نوع من السجائر القديمة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى