السبت ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم عبد العزيز زم

بالأمس كان لنا وطن

بالأمسِ كان لنا وطنْ
بالأمسِ كان لنا وطنْ
كنـّا نداعـِـبُ غـصنَهُ
كنـّــا نداري حـزنـهُ
كنـّــا نسابقُ ريحَـهُ
كانَ المكانَ ترابُـهُ
وفصولهُ تعني الزمَنْ
بالأمسِ كانَ لنا وَطـنْ
بالأمسِ كنـّا قطرةً في مائهِ
نصبو إلى عليائهِ
ونشمُّ عطرَ أريجهِ
فيريحُـنا منْ هـمِّنا ومنَ الشَجَـنْ
بالأمسِ كانَ لنا وطن
كانَ الغطاءَ لبردنا
كان الغفورَ لذنــبـنا
كان المقيلَ لعَــثرِنا
كان الكتومَ لسرِّنا ، والمؤتمن
بالأمسِ كانَ لنا وطنْ
بالأمس كان لنا زمنْ
واليومَ أيـّـامٌ تسابقُ بعضها
لاشيء يبدو في ملامحِ فجرِهَا
إلا المآسي والمِحَــنْ
بالأمسِ كانَ لنا وطن
 
هذي دمشقُ تقيأت من قُـبحنا
قد أنجبت بعد اغتصابِ جمالها
سِقْطَ النجاسةِ والعَـفَـنْ
بالأمس كان لنا وطن
هذي حلبْ، شهْـباءُ كانتْ مِنبراً
وقصيدةً خُطّـتْ على بحرِ
الشرائِعِ والسُنَـنْ
نُـقِـشتْ بماءِ الياسمينِ نقاوةً
وانسلّ رسمُهَا في الحضارةِ واقـتَرَنْ
بالأمسِ كانَ لنا وطن
واسودّتِ الأعلامُ حينَ استيقظت
من نومِها بِدَعُ التطرفِ والفـِـتَـنْ
بالأمسِ كانَ لنا وطن
 
عذراً دمـشقُ حبيبتي
عذراً حَلبْ
عذراً لأهل الفبرَكَة
صوتٌ وحيدٌ يعلُ صوتَ المَعرَكة
هوَ صَوتُ أنـَّـاتِ الوَطـنْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى