الأحد ٢٩ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم بلقاسم بن عبد الله

بـلـحسـن في ذكراه وملتقاه

.. ومن منا لا يزال يذكر أديبنا الجميل الطويل عمار بلحسن الذي كان يكتب قصة قصيرة بامتياز؟.. أي رصيد جديد أضافه للأدب الجزائري المعاصر وللبحث العلمي الجامعي؟.. وماذا عن الملتقى الأدبي الذي يحمل إسمه، والمنتظر إقامته بتلمسان قبل نهاية العام الحالي، بعد أن تأجل مرتين لسبب من الأسباب؟.. تلك تساؤلات شرعية واجهتني وصافحتني قبيل أيام قليلة من تخليد ذكرى وفاة الأديب الباحث الإجتماعي المرحوم عمار بلحسن الذي رحل عن الدنيا ومتاعها ومتعها يوم 29 أوت 1993 عن عمر لا يتجاوز الأربعين سنة.

ماذا أقول عن العلاقة المتينة التي جمعتني مع الأديب بلحسن طوال عشرين سنة (73-93)..؟. ماذا أحكي عن تجربتنا معا في الكتابة والصحافة، ونشاطاتنا ضمن اتحاد الكتاب الجزائريين والملتقيات الأدبية والثقافية؟. هل من حقي أن أتساءل عن كتاباته المتناثرة وأوراقه الملونة المنسية؟.. سأحاول أن أتحدث عن اللحظات الهاربة من وجه الزمن الجميل، وأكتب بالاختصار المفيد عن بلحسن الذي نعرفه ولا نعرفه، من خلال المحطات الموالية:

1- في اتحاد الكتاب: عرفت عمار بلحسن أول مرة من خلال قصصه القصيرة وكتاباته الأدبية التي كان يبعث بها إلى ملحق الشعب الثقافي خلال سنتي 72 و 73 وكنت وقتئذ ضمن هيئة التحرير، كنت أشعر بأن ما يكتب عمار أكبر من حجمه وأصغر من قامته الفارعة. ثم التقينا بصدر وهران في ربيع 74 وتوالت جلساتنا الأدبية والحميمية، إلى أن شرعنا في التحضير الجدي لتأسيس أول مكتب جهوي لاتحاد الكتاب الجزائريين.

وتوجت هذه الجهود المتواصلة بتنصيب مكتب الإتحاد بصفة رسمية يوم 20 نوفمبر 1975 من طرف كل من الأستاذين: الدكتور عبد الله ركيبي، والدكتور عبد الله شريط، وليضم المكتب الأسماء الموالية: عبد الله المالك مرتاض، يحيى بوعزيز، بلقاسم بن عبد الله، وعمار بلحسن. وباشرنا العمل الجماعي سويا لإثراء المشهد الأدبي والثـقافي بالغرب الجزائري، من خلال تنظيم المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والقصصية، لتتوج بإقامة أول ملتقى للنقد الأدبي بوهران في أواخر ماي 83 بمشاركة نخبة من المختصين.

كان عمار يومئذ نموذج المثقف الشاب العملي، يتحرك بفعالية وسط ورشة ثقافية، يتدخل أثناء الندوات والملتقيات، يبدي رأيه الصريح دون تعصب، ويناقش ببرودة أعصاب، و"يٌنكت" كثيرا في الجلسات الحميمية بين الأصدقاء المقربين.

2- في الملتقيات و المهرجانات: شارك عمار في معظم الملتقيات والمهرجانات الأدبية التي أقيمت بداخل الوطن، في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات حول المحاور التالية: النقد الأدبي (وهران) والقصة القصيرة (سعيدة) الرواية (قسنطينة) الأدب والثورة (سكيكدة). كما ساهم بمداخلاته ومناقشاته في بعض الملتقيات المتخصصة خارج الوكن مثل: الأدب الثوري (ليبيا 1981)، أدب و تراث المغرب العربي (فرنسا 1981) بناء الدولة في المجتمعات العربية (الولايات المتحدة الأمريكية 1958) مهرجان المربد الشعري (العراق 1988).

و أتذكر جيدا نشاطاته الفعالة في معظم تلك الفعاليات، فقد كان يجاهر برأيه ويدافع عن أفكاره بأسلوبه الدقيق المركز مما يجعل الآخرين يحترمون رأيه و إن اختلفوا معه.

.. ولنا موعد مقبل لمواصلة الحديث عن نشاطات أديبنا عمار بلحسن في الحقل الإعلامي، وأوراقه المطوية والمنسية..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى