الاثنين ١١ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم مسلم محاميد

بلا استئذان

تثورُ عليَّ أقلامي
وأشعاري ويترُكُني ويهرب من يدي
الورقُ
وتجحدني عناويني
وأسمائي
وتنكرُني، وتُنكِرُ خطوتي
الطرقُ
جذوري في ذرى قممي تعانقُها
وأغصاني وأثماري
غَدَتْ في الأرضِ دونَ الأرضِ
يمحوها بها
غرقُ
فيافا لا تغنّي لي
وعكّا أنكرتْ وجهي
وحيفا لا تسامرني
إذا ما حلَّ بي أرقُ
ذيولُ الشّمس
متعبةً تمرّ، وفوق
جبهة صبح أيامي
سيوفٌ من بقايا الوقتِ
تدميني
فيرشف ماءَ شرياني
ويلبسُني، ويلبسُ حلَّتي
الشّفقُ
فأهرب من شراييني
وأخرج من صدى وقتي
إلى من في الهوى احترقوا
وأبحث في متاهاتي
وتبحث فيّ غاباتي
وأبحث عنكِ، ألقاكِ
فيُفْرِحُنا بِنَا الغسقُ
فلا تبكي
إذا دخلتْ
شراييني شرايينَكْ
إذا ارتشفتْ
مواويلي مواويلَكْ
إذا اتّحدتْ مدامعُ ثورتي الأولى
ونجمُكِ عندَ ذاك الليلِ والأحلامُ والأشعارُ
واتفقتْ على قتلِ الحنينِ
بلهجةِ العتبِ المتوجِ فيكِ تضحيةً
كما اتفقَ الأحبّةُ بعدَ أن ماتوا
هواهُمْ يقتُلُ الأحلامَ في العينينِ
تقديساً، وما اتّفقوا!!!
ولا تبكي، إذا قرأتْ
عيونُ الصمتِ في عينيك
أمالي وآلامي
بلا استئذانْ
نَعَمْ يا حلوتي إنِّي
دخلتُ إليك مشتاقاً
بلا استئذانْ
أحبك دونَ أنْ أستأذنَ العبقَ
المعانقَ مرفأيْ جفنيكِ، يا مَنْ في الهوى
ارتسمتْ كلوحةِ عاشقٍ زرعَ الدماء على
حدودِ اللوحةِ الأولى
بلا استئذان
اقبِّلُ فيك مرساةً
وشاطئَ عشقِ أحلامٍ
يودُّ العودةَ الأولى، يودُّ العودةَ الأخرى
وحيفا تفتحُ الصدرَ الرحيبَ تعانق
المرساةَ في وطني .. بلا استئذان
وأشدو فيك مأساةً
طغتْ، لم يلبثِ المقتولُ أن غنّى
وعانقَ بسمةً رُسمتْ على الشفتينِ
في ليلٍ، عميقِ الحزنِ يشدوها
بلا استئذان
ولا تبكي ..
فهذي الروضة الغنّاءُ
لو فتحتْ زهورُ الحب
أعينَها، تعانقُ نسمةً مرّتْ
فهل .. يستأن العبقُ ؟!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى