السبت ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد الرزاق الدرباس

بيادر الورق

شكرا لعطرك حيث عشش في مخيلتي..
وغادرني طريح شذاك والوجع اللذيذ..
على شفير الأمنيات.
يا ضفة الحلم الشهي وغيمة البخور..
ما كنا قراصنة اللقاء..
ولا فجعنا ليلة الحناء بالضوء الجسور..
ولا فضحنا ما تخبأ في دهاليز النفوس من المحبة..
واحتراق المفردات.
شكرا لهاتفك الجريء معربدا في صمت ليلي..
حيث أشعر أنني ما زلت أزحف..
وسط أودية الحياة.
كرسيك الباكي هناك..
يضج من ألم الفراغ..
ونادل المقهى يفكر بالثنائي الجميل..
لم انتهى ؟
وبيادر الورق الحزين تلم صوت الريح..
فوق الطاولات.
 
*** *** ***
شكرا لموعدك المقدس..
حيث تأتين كنبع السفح دون تمنع..
كتراقص الخبز الشهي على أكف الأمهات.
فنجان قهوتك الضحوك..
يذيب ما ترك الجليد على مداراتي..
وحب الهال يرقص في شفاهك..مثل عصفور ذبيح..
خاض ملحمة الممات.
 
*** *** ***
شكرا لصوتك حين يؤنسني..
يسافر في فضاء العزلة المنثور في روحي..
وضفة حسرتي
ومراكب الحب التي قطعت حبالا للنجاة.
لعبت خيولك في ميادين انتظاري..
واستبد رماد حسنك في عيون قصيدتي..
فتبعثرت كل التفاعيل الكسيحة واللعوبة..
في فضاء البصرة الثكلى وأهوار الفرات.
شكرا لأزرار القميص..
لأنها بخلت علي بما يقيم الأود في سنوات جوعي..
ولأنها احتكرت غذاء الروح في الأهراء..
رغم علوصيحات الجياع على هدير مطاحن الحسن المصون..
ولا فتات.
رجفت أصابعك المحناة ابتهاجا..
بالتحية والقصيدة وارتقاب الموعد الآتي..
وطارت من فراشات المحبة بعض أسراب مكسرة الجناح..
وفوق إسفلت اشتياقك بعد أن قادتك نحوي..
متعة اللقيا وأحلام البنات.
 
*** *** ***
شكرا لخاتمك السعيد..
ورنة المفتاح يأذن بالدخول إلى سراديب الخفاء..
عبثا ستذكرنا الأصابع..
بعد أن خنا محابسها القديمة..
في لهيب الأمسيات.
لم يبق من عينيك غير النظرة الخجلى..
وطيف سرمدي لا يغادر مهجتي..
وبقية من سحر بابل..
بعد أن هدأت غبار العاديات.
شكرا لوقع حذائك الملكي..
فوق رخام أشرعتي وعتبات التلاقي..
حيث ريح الوعد تبعدني عن الميناء دون مخطط..
وأحس بوصلتي أصيبت بالعمى..
فأعود لا ألوي على معنى الجهات.
لم تدر ساعتك الثمينة..
أنها سرقت من العمر القصير قوافل الوقت المغربل..
وانزوت تجتر ملح رجولتي وصبابتي..
وخمور عينيك التي سفحت كؤوس المعصرات.
كل الذين تمرغوا في وحل نعمتها..
استغاثوا بالدعاء وبالتعاويذ المكررة التي تستحضر الأرواح..
من رحم المقادير الغريقة..
في مجاهيل السبات.
 
أرثيك أم أبكيك لا أدري ؟؟
وهذا البوح يفضح ما حرصت – الدهر – أن أخفيه..
في بئر بعيد عند باب الليل..
تحت الشائعات.
شكرا لكل مساحة شهدت لقاءك بي..
وكل دقيقة عبرت من الزمن الجميل إلى دمي..
فعلى ظلال مقامك العالي مددت حصيرتي..
بعد الفوات.
لم يدر وجهك أنه هدم التماثيل المقامة فوق رابية المحال..
وزلزل الأيقونة الولهى على كفني..
ولون ساحة الأمل المقرفص..
في سنابل جوع ملحمتي..
وخارطة الشتات.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى