تطوّح بي مدائنكم

-1-

تطوِّح بيْ مدائنكمْ

شعوْب الْعلْم والْدّفْتر

فعدْل الْلَّهُ موْجودٌ

بظلِّ الْفحْش والْمنْكر

أعيْش بحقْل أوْطانٍ

هي الأشْجار لا تثْمر

تحمّلنيْ قصائدهمْ

حروْف الْعزّ والْمرْمر

بطوْلاتٌ وأشْعارٌ

بها تاريْخنا يفْخر

عطايا شعْبنا الْأسْمر

كنوْزٌ قوْمنا تَذْخر

فتافيْتٌ من الْسّكّر

وشهْدٌ ريْقه مسْكر

وفيْها الْنّهْج لا يفْتر

ولا أكْثر .. لا أكْثر

 

-2-

تعذِّبنيْ ضمائركمْ

شعوْب الْخبْز والْزّعْتر

فحقْل الزّيْت فيْ وطنيْ

وسهْل الْعطْر والْعنْبر

لأجْل الْغيْد لا أكْثر

لأجْل الْقائد الْمُظْفر

وجنْد الْحُكْم والْعسْكر

لأنّيْ منْك يا وطنيْ

ورغْم الْذّلِّ والْمهْجر

سأبْقى صوْتك الْشَّادي

وأبْقى فرْعك الْأذْفر

فأنْدبْ حظّنا الْأعْثر

لأنّي منْذ أنْ كنْت

ومازلْت بلا مئْزر

أعيْش بصوْت ضوْضاءٍ

ولا أذْكر .. لا أذْكر

 

-3-

أهَذَا الْسُّحْتُ يا وطناً

له الْتّاريْخ يَنْتَصِر

أهذا الْظّلْم يا أمماً

به الْأيّام تَفْتَخِر

ألا أبْكيْ على وطنٍ

به الْحُكّام تُخْتَصَر

ونصْرٌ فيْه يُقْتَدَرُ

بقاء الحُكْم لا الْبَشر

أعانيْ فيْك يا بلداً

فركْب الْجّهْل يَنْتَشِر

وصوْت الْعقْل مَقْموْعٌ

وجنْدَ الْفِكْرِ يَحْتَضِر