الخميس ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم حسن الخباز

جرائد تحشم تدخلها للدار

منعت مؤخرا العديد من الدول مواقع إلكترونية إباحية ، قاطعة الطريق بذلك أمام كل ما يمكن أن يفسد شبابها الذي هو عمودها الفقري ومستقبلها، فما قامت به هذه الدول سواء الغربية منها أو العربية، هو عين العقل، لكون الجنس أهلك أمما شتى، والتاريخ خير شاهدعلى ذلك .

عندنا في المغرب بالاضافة لهذه المواقع الخليعة التي تفسد الأخلاق، وتصنع مجتمعا مفككا، لدينا أيضا سينما تفتقد للحبكة الدرامية والإخراج المتميز، فتعوضهما باللقطات الجنسية والكلام الساقط، سينما آخر ما تضع نصب عينيها، أنها موجهة لمجتمع مسلم . يشجعها مدير المركز السينمائي المغربي الذي عرى زوجته أمام العالم.

فضلا عن سينمانا الخليعة هناك أيضا جرائد تدعي الإستقلالية، و تحاول قدر الإمكان إثارة غرائز المراهقين، عبر نشر صور داعرة يندى لها جبين الحياء، وتتنافس على نشر الصور الأكثر إثارة، سعيا وراء جني دراهم، رغم يقينها بالخراب والدمار الذي تحذثه في مجتمعنا، الذي ميعته المسلسلات التركية والميكسيكية والأفلام الهندية وبالطبع المغربية التي تبت باستمرار قنواتنا العمومية التي نزودها بالطاقة لتحقيق الإستمرار، من أموالنا التي تقتطع من فواتير الكهرباء كل شهر.

لقد أحسنت صنعا المقاهي التي تمنح لروادها فرصة الإطلاع على أغلب الجرائد الوطنية بالمجان، لكونها بذلك تجعل الزبون يطلع على ما يهمه في الجرائد، دون أخذها معه لمنزله .آش غايدي معاه، مصيبة ؟؟؟
والله أحتاط كثيرا، عندما آخذ معي إحداها، وأحاول قدر المستطاع أن لا أقرأها أمام أهلي، لكوني ذات مرة وضعت في موقف حرج، حيث كنت أقرأ الصفحة الأولى من الجريدة، لكني لم أنتبه لكون الصفحة الأخيرة تحتوي على صورة كبيرة لفتاة من لابسة من غير هدوم، بتعبير إخواننا المصريين.

واستغرقت مدة غير يسيرة لقراءة الصفحة الأولى، وما عارفش أني داير الشوهة فراسي، فقد عرضت الصورة إياها - دون أن أدري - على أنظار كل الذين في الجهة المقابلة من أفراد أسرتي . شفتو الشوهة كيدايرة؟؟؟.

في جريدتنا نحتار في اختيار صور الصفحة الفنية، فمن شبه المستحيل أن تجد صورا محتشمة لبعض الفنانات، لكن في المقابل هناك من صحافيي الجرائد الأخرى من يستغرق وقتا طويلا للبحث عن الصور الأكثر إغراءا باش يبيع، ولا يهمه الجرم الذي يرتكبه في حق مجتمعه، وأغلب هؤلاء عندهم هاد الشي عادي فدارهم .

والله أحتار لأمر هؤلاء الصحافيين، لكن تزول حيرتي حين أتذكر تسابق جلهم على الأنشطة التي يصاحبها الويسكي والشامبانيا، وهذه أيضا إحدى طامات مهنة المتاعب، يجب منعها، الصحافي مهمته تغطية الأحداث ولا يجب إرشاؤه بحفل الشاي الذي لا يقتصر على الشاي إنما يتجاوزه للراي والكابال وحاجات أخرى .

من أخطر ما ابتليت به مهنة المتاعب، إنها فعلا تعبة من أفعال بعض روادها، فبعض رؤساء الأقسام يختارون متدربات صحافيات، ويكلفوهن بإعداد ملفات حوال مواضيع إثارة، وبشكل خاص الدعارة لغرض في نفوسهم المريضة، يهم بالأساس إعدادهن لليالي حمراء، وتسهيل عملية تقبلهن لهذا الأمر.
هذا هو واقع جزء كبير من صحافتنا المستقلة التي حكم عليها القارئ، بأن هجرها وتركها كتطيب بالشمش فالأكشاك . أليس بربكم هذا هو العقاب الذي تشتحقه مثل هذه الصحافة الصفراء التي تقتات من العهر والخلاعة، عوض أن تقوم بدورها المتمثل في التثقيف والإخبار والترفيه...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى