الاثنين ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم زينب خليل عودة

جرائم الحرب تتصاعد والمدنيون يدفعون الثمن

صعدت قوات الاحتلال من عدوانها على نحو بالغ الخطورة، ومع الوقت بدأت هجماتها تتسم بتعمد استهداف المدنيين والمنشآت المدنية ولاسيما المنازل السكنية، وفيما استمرت في كثير من الحالات باستخدام آلية التحذير القاتل عن طريق القصف بصواريخ طائرات الاستطلاع، أصبحت تقصف منازل بقذائف تدمير المنازل والبنايات بالكامل على رؤوس ساكنيها كما حدث مع عائلة الدلو وتشير حصيلة أعمال الرصد والتحقيقات الميدانية التي يواصلها مركز الميزان للخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم إلى ارتفاع أعداد الضحايا حيث بلغ عدد الشهداء (69) من بينهم (15) أطفال (9) سيدة، والجرحى (598) من بينهم (182) طفلاً و(102) سيدة ومن بين الجرحى. وبالإضافة إلى مئات الشقق السكنية التي لحقت بها أضرار طفيفة، بلغ عدد المنازل سكنية المدمرة (561)، من بينها (44) دمرت كلياً و(317) لحقت بها أضرار جزئية ومن بينها (69) كانت أضرارها جسيمة. كما أن من بين المنازل المدمرة (16) استهدفت بشكل مباشر، ومن بينها (7) منازل حذر سكانها بالصواريخ. كما دمرت قوات الاحتلال عشرات المنشآت العامة التي لحقت بها أضرار متفاوتة من بينها مركزين صحيين لحقت بهما أضرار جزئية و(25) مدرسة، ومقر جامعة و(9) مؤسسات أهلية و(14) مسجداً، و(8) مؤسسات إعلامية، ومنشأتين صناعيتين، و(25) محلاً تجارياً، ومركز تموين تابع للأونروا. ومقرين لوزارات، و(11) مقراً أمنياً، وموقعي تدريب لفصائل المقاومة.

في مدينة غزة، التي تشير المعطيات الميدانية إلى مقتل (9) من أفرادها جميعهم من النساء والأطفال كما قتل اثنين من سكان منزل مجاور لمنزلهم المستهدف[1].

وفي سياق سياسة التحذير القاتل قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 21:55 من مساء يوم الأحد الموافق 18/11/2012، منزل المواطن جلال محمد صالح نصر، (36 عاماً)، الكائن على مفترق أبو شرخ "السكناجي" بجباليا في محافظة شمال غزة، ما أسفر عن إصابة مالك المنزل وعدد (2) من عائلته، ومقتل ابنه الطفل حسين (6 أعوام)، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان حالة الجرحى بالمتوسطة والطفيفة، كم تضرر المنزل بشكل جزئي. وتفيد التحقيقات الميدانية أن الاحتلال أطلق الصاروخ على سطح المنزل بطريقة مطابقة لعمليات التحذير بالصواريخ.

وفي جريمة أخرى في السياق نفسه قصفت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 11:30 من صباح اليوم الأحد الموافق 18/11/2012، منزل المواطن بهاء سليم أبو العطا (36 عاماً)، والواقع بالقرب من سوق الجمعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبعد حوالي 5 دقائق قصفت طائرة حربية إسرائيلية بثلاثة صواريخ منزل المواطن رفيق سالم حلس (65 عاماً) والملاصق لمنزل أبو العطا المستهدف بصاروخ الاستطلاع، ما أدى إلى تدمير منزل حلس بشكل كلي وهو بناية مكونة من طبقتين ومقام على مساحة 250 م2، ويقع في الطابق الأول (الأرضي) أربعة محلات تجارية، وفي الطابق الثاني توجد شقتين أحدهما مستأجرة لعائلة حلس، والأخرى فارغة، حيث أن صاحب البناية مغترب في دولة السعودية ويستفيد من إيجار البناية، في حين لحقت أضرار بالغة في منزل المستهدف بهاء أبو العطا، وهو منزل مكون من طبقتين مقام على مساحة 300 م2، وتقطنه ثلاثة عائلات، عائلتين منهم هما من عائلة حلس ويستأجرون شقتيهما من عائلة أبو العطا، في حين تستأجر مؤسسة تعاونية الأمل لتشغيل النساء الطابق السفلي وهي مؤسسة تديرها السيدة آمال محمد علي. كما لحقت أضرار بالغة في منزلين آخرين قريبين من المنزل المستهدف ويعودان إلى كل من عادل عايش أبو غنيمة وهو منزل مكون من ثلاثة طبقات، والآخر يعود للمواطن تيسير مطر يوسف حميد وهو مكون من أربعة طبقات. كما لحقت أضرار جسيمة بمدرسة الشجاعية المشتركة أ وب وهي مدرسة تتبع للأونروا.

وفي سياق قصف المراكز الشرطية والأمنية وعدم الاكتراث بحياة وممتلكات السكان المدنيين الذين يقطنون في محيطها قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بخمسة صواريخ، عند حوالي الساعة 07:10 من صباح اليوم الأحد الموافق 18/11/2012، مقر شرطة التفاح في منطقة المحطة شمال شرق مدينة غزة، وقد تسبب القصف في تدمير أربعة منازل بشكل كلي يقطنها (40) فرداً منهم (20) طفلاً. كما أدى القصف إلى قتل المواطنة نوال فرج محمود عبد العال (53 عاماً) حيث انتشلت من تحت الأنقاض بعد ثلاث ساعات من القصف كما أصيب (10) أشخاص من بينهم (6) أطفال. كما لحقت أضرارا جزئية في عشرات المنازل المحيطة بالمكان المستهدف. والمنازل المدمرة هي: منزل المواطن عثمان حسين عودة عبد العال (56 عاماً) مكون من طبقتين وهو مقام على مساحة 450م2 وتقطنه ستة عائلات يبلغ عدد أفرادها (22) فرداً من بينهم (16) طفلاً، وهو المنزل الذي قتلت بداخله نوال وأصيب (5) أشخاص من بينهم (3) أطفال. ومنزل المواطن عارف فاضل عطالله الجمل، (46 عاماً)، مقام على مساحة 100م2 مكون من طابق أرضي مسقوف بالباطون، وتقطن فيه أسرة مكونة من (8) أفراد منهم طفل واحد وقد أصيب أحدهم بجراح متوسطة. منزل المواطن ماهر فاضل عطالله الجمل (48 عاماً)، مبني على مساحة 100 م2 مكون من طابق أرضي مسقوف بالباطون، ويقطنه (6) أفراد من بينهم (4) أطفال، وقد أصيب في تدمير المنزل (4) مواطنين من بينهم (3) أطفال. منزل المواطن عبد القادر ابراهيم محمد الحداد (66 عاماً)، والمنزل مبني على مساحة 200 م2 ومكون من طابق أرضي مسقوف بالصفيح، ويقطنه (4) أفراد. أيضاً تدمرت بشكل كلي شركة الحرية الميكانيكية وهي عبارة عن بركس مبني على مساحة 1000 متر، وهي منشأة مخصصة لفحص السيارات وصلاحيتها من أجل ترخيصها.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لهذه الجرائم البشعة، فإن يحذر من أن قوات الاحتلال ستقدم على ارتكاب مزيد من الجرائم، لأن لها تاريخ حافل بجرائم شبيهة خلال عدوان الرصاص المصبوب ما لم يتحرك المجتمع الدولي، خاصة وأنها عادت لتستخدم الأساليب والتكتيكات التي اتبعتها خلال عدوان الرصاص المصبوب سواء باستخدام التحذير بالصواريخ القاتلة، وتعمد قصف المنازل بادعاءات تتنافى وأبسط معايير القانون الدولي بل إن الادعاءات الإسرائيلية في محاولة تبرير الجرائم هي جرائم بحد ذاتها حيث أن جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية تمثل انتهاكاً جسيماً وصريحاً لمبادئ القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، حيث يحظر القانون الدولي جميع عمليات الإعدام خارج نطاق القانون والإعدام التعسفي والإعدام دون محاكمات أياً كانت دواعيه، كما يحظر الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين وممتلكاتهم أو عدم الاكتراث بحياتهم.

مركز الميزان يرى في قتل أسر بأكملها على هذا النحو وفي ظل جملة الممارسات والجرائم الأخرى فإنه يرقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية التي تفرض على المجتمع الدولي ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة التحرك العاجل لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتفعيل أدوات الملاحقة والمسائلة عن هذه الجرائم.

وعليه فإن المركز يشدد على المدنيين الفلسطينيين عموماً والأطفال والنساء والمسنين هم من يدفعون من دمائهم ومن آمالهم ثمن العجز الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية التي يبدو وأنها ستتصاعد، لأن شعور المجرمين بالحصانة يفتح شهية القتل ما ينذر بنتائج إنسانية وخيمة لاستمرار هذا العدوان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى