الثلاثاء ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
بقلم إسراء أبو زيد

حبى وذكرياتي .... الجزء السادس

الحج بهجت ضاحكا: للناس ببحرى فضول دائما حولنا

أعقب: اتمنى ان يكون امرا جيدا

إنه كذلك..

يكمل: اعترف سائق التُكتك بما حدث، لم يُفكر بالمال ولم يورط نفسه وبحقيقة الأمر – هذا اكثر راحه للضمير – اخبر الشرطة انه اوصل الشابين الي المنحل وعاد بعد ساعتين أي في الثانية عشر من مساء ذلك اليوم المشؤم كما كان الاتفاق معه، فأخذ أخى فقط وعندما سأله عن صاحبه الذى كان معه، كان مخمورا ولم يجبه … فأوصل أخى لوحده للمنزل وتكهن أن الثانى ربما عاد ولم ينتظرة …

اقاطعه وبالطبع تم إخضاع أخيك للتحقيق؟

الحج بهجت وقد بدا منهكا فأشار علي ان نتمشي قليلا بحديقه المنزل فنهضت وتابع: بالطبع خضع أخى للتحقيق، واعترف انهم شربوا وكانو سكارى، وكان معهم بندقيه جديده أرادوا تجربتها و بالخطأ كانت محشوة فأنطلقت الرصاصة بالخطأ في حلق ابن العم وخرجت من دماغه مما أدى الى وفاته في الحال.

أتساءل: ولماذا لم يخبركم محرز بهذا منذ البدايه؟

احيانا يقول ”كنت خائفا” ثم يعود ليقول ”كنت سكرانا” … كنا نعلم انه يتعاطى المخدرات و يشرب من فترة قصيرة، ويبدوا اننا ضغطنا عليه كثيرا فهرب بعيدا لكي يشرب دون ان يلاحظه أحد.

أرى انك تحمل نفسك المسؤولية؟

لأنى انا من دفع به للسجن، كان علي ان ادعه يشرب امامنا وتحت اعيينا، كان علي ان اعي انه سيكون مصدرا للمشاكل، كان علي ان اقوم بدورى كأخ أكبر.

يرتكز الحج بهجت على عصاه ويخفى وجهه وقد اختنق صوته بالدموع، احاول ان اواسيه بكلامات التعازي، فيرفع رأسه ويمسح دموعه مكملاً: حُكم علية مؤخرا بالسجن، ولم نوكل محامى للدفاع عنه، تركناه كى يتربى، وأفهمنا ابناء العم اننا لا علاقه لنا به من الآن، ولم تُفلح جهود العائلات بتهدئة الوضع، وانقسمت البلد لقسمين، وكل طرف منا سانده تاجر سلاح كى يستفيد ونحن الضحيه، علمت ان الأوضاع لن تهدأ ابدا، وصمم ابناء العم على الثأر.

طبعا تجارة السلاح هنا عادية؟؟

إنها حياة الكثيرين هنا، ومن يفكر بمساس ما نملكه يتم تصفيته، مثلما حدث مع ضابط ظن انه أتى من السماء ليقيم العداله هنا.

إنه فاروق البيك اليس كذلك؟؟

ضاحكا إنه هو كان عليه ان يتصرف بحكمة، ولكن قدره.

أبتلع ريقي: وماذا فعلتم مع ابناء العم؟؟

لم يقبلوا الدية، عرضنا عليهم ارضا …. قلنا سنقدم أكفاننا حقنا للدماء وافقوا، الا ان زوجه العم رفضت واشعلت النار، ومعهم كل الحق لو ان محرز هو من مات لم تكن تكفينا عائلتهم بأكملها لم يكن ليكفينا تسعة رجال لو حدث نفس الامر معنا.

أتساءل: وبدأت الحرب؟!!

يغمض الحج بهجت عينيه ويأخذ نفسا عميقا ويتابع: حملنا السلاح وتأهبنا للقتال بأى وقت ارسلنا اخى الأصغر من محرز للإقامة بالقاهرة، ومحرز بالسجن وانا ادير شؤون العائلة من أرض ومال، واخينا الآخر متزوج ويعيش منفصلا عن عائلتنا ولديه 5 أولاد يعمل بالتجارة وهو خارج اللعبه لانه يحيا بعيد عن حياة العائلة و يدير ماله الخاص، ولكنه كان على علم بكل ما يحدث وطلبنا منه حمل سلاحه تأهبا لأى موقف او حادث قد يحدث ولكنة رفض حمل السلاح حتى ولو كان دفاعا عن النفس ……بالصعيد رجال طيبين نوعا ما حسنى النية أخى كان منهم.
الا ان فاجأنا ابناء العم، بانهم يريدون هدنة معنا – نحن أكثر مالا و ونفوذا وارضا،نحن تجار سلاح – فالحرب معنا ليست سهلة، وحمدت الله ان ادركوا ذلك وعادوا لرشدهم، فأتقفنا على هدنة، بالنهايه هم أشقاء لنا واكلنا من نفس الطبق يوما ما وتربينا سويا.

وحددنا موعدا كان بنهايه الاسبوع.. الخميس، وتبقى على الخميس أربعه ايام –كانت هدنه غريبة – أي هدنه اربعه ايام، ولكننا اعطيناهم الامان وقبلنا ان نجلس معهم لكى نحافظ على هيبة العائلة، وكان قد حكم على اخى وانتهت القضيه من امام النيابه … الشرطه طبعا كانت مدركه خطورة تأخير او تأجيل القضية …. فتم الأمر بأسرع ما يمكن.

أقاطعه: الحمد لله وتم الصلح الخميس، و الوالدة حزينه على ابنها محرز … لقد فهمت الآن

الحج بهجت ضاحكا القصه لم تنتهى بعد.

نعم!! لم تنتهي!!

الحج بهجت: نعم لم تنتهي، القصة بدأت.

تحدث قليلا

الحج بهجت: لم أتخيل ان الحديث عن الأمر سيريحني لهذه الدرجة.

لقد كنت تحمل حملا ثقيلا، كنت أرى ذلك بعيونك.

ينظر الي مطولا قائلاً: نعم لقد كان حملا ثقيلا لم املك الشجاعه للحديث عنه قبل الآن، دعينى اكمل لك لقد أراحني ذلك كثيرا

مبتسمه تفضل

فاجأنا أبناء العم.. وقبل نهايه الهدنة الاربعاء تحديدا، غدروا بنا، قتلوا أخى الاكبر اثناء عودته للمنزل من صلاة المغرب على مرأى ومسمع من الجميع بالشارع امام باب بيتنا، وهو الامر الذى لم نتوقعه لانه اعلن من البدايه انه لا علاقه له بالموضوع فلديه أبناء يرعاهم وماله وتجارتة الخا ولكنهم كانوا يعلمون انه الوحيد الذى لا يحمل سلاحا.

معقول


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى