الأحد ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم بلوافي مَحمد

حماقات السلمون دراسة أدبية

ليس من السهل أن يقارب ناقد ديوان شاعر واحد فبالأحرى أن يمارس غواية النقد على ديوان من توقيع شاعرين، إلا أن الناقد المغربي محمد تنفو كسر هذه القاعدة فخاض مغامرة قراءة ديوان "حماقات السلمون" للشاعرين عبد العاطي جميل ومحمد بلمو.

وقال المؤلف في كتاب عنونه ب`"حماقات السلمون..كتابة العصيان ولواء الجنون"، ، إن الشاعرين اشتركا في ممارسة فعل الاعتناق، فكل شاعر مارس الاعتناق بطريقته الخاصة، "فإذا كان الشاعر عبد العاطي جميل قد اعتنق سلمون الشعر وضرب صفحا عن الشيطان بوصفه كائنا يسكن الشعراء جميعهم، فإن الشاعر محمد بلمو قد اعتنق حمق الشعر، وغض الطرف عن العقل باعتباره أداة تعقل الشعر". وأبرز الكاتب في مؤلفه الذي زينت غلافه لوحة للفنان المغربي عباس صلادي، أن الشاعر عبد العاطي جميل تمكن من "معانقة مسودات تنضح ماء عذبا شفافا زلالا ليس له مثيل، ماء عذبا يضمخ النفس ويفضله خيال البشر على الدوام"، مضيفا أنه "عبر التزام الشاعر محمد بلمو باعتناق حمق الشعر رغم تبعاته، تمكن من تخطي الصعب والقبض على اللامدرك ومن احتضان قصيد حر جميل غير مكتئب أو مهووس أو سوداوي أو هستيري".

وقد كتب الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام شهادة في ختام الكتاب، الصادر عن "دار كيوان للطباعة والنشر والتوزيع" بسوريا (104 صفحة من القطع المتوسط) يقول فيها على الخصوص "هذه القراءة .. تسير في اتجاه القراءة الثقافية، فهي قد حللت خطاب الشاعرين محمد بلمو وعبد العاطي جميل من الوجهة الموضوعاتية". وأضاف آية وارهام أن هذه القراءة "جسدت خلفياته، وكشفت عن اهتماماته المركزية، ووجهت مسار العلاقة وطن/ قهر إلى وجهة أخرى محلوم بها، يكون فيها أبناء الوطن البسطاء سعداء غير مشبوهين ومثيرين للريبة. ومن خلال كل هذا ندرك حكمة الشعر، وأهميته في إشعارنا بالوجود الحي". وعبر عن اعتقاده بأن قارئ هذا العمل "سيخرج بنفس الروح التي دخل بها فيه فهو عمل يكثف ليرهف، ويستفز ليحقق الوجود بالاختلاف، ويسافر بجينيالوجيا الحدوس في أقاليم الغابر والحاضر ليعيد للذاكرة حقها في السطوع الشعري". ويضم هذا المؤلف، الذي يعرض بمناسبة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء بين دفتيه إهداء وتقديما أو استهلالا للكاتب، ومباحث على التوالي "في الحج إلى الينابيع/الحج إلى بيت الحكمة"، و"عن تأليه المحبة/تأليه الأم"، و"بصدد إقامة الفوضى الجميلة والسخرية اللاذعة"، و"عن العري والشر/العمى والحلم"، و"في التحريض والسؤال"، إضافة إلى تعليق للأستاذ أحمد بلحاج آية وارهام بعنوان "تذييل ..قراءة تفتح الحواس". ويوجد قيد الطبع لمحمد تنفو، الحاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الأدب المغربي بعد إنجازه بحثا حول موضوع "العجائبي وتمظهراته في مائة ليلة وليلة"، كتاب بعنوان "درس سيبويه..أضمومة قصصية". يذكر أن مؤلف الكتاب حصل مؤخرا على الجائزة الأولى للإبداع العربي في مجال النقد عن دراسته "القصة القصيرة المغربية: المعايير الجمالية والمغامرة النصية" خلال الدورة الثالثة عشرة لجائزة الشارقة (الامارات.)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى