الأحد ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
صالون نون الأدبي ينظم ندوة أدبية
بقلم ناهض زقوت

حول مجموعة «الشكل المستطاع»

نظم صالون نون الأدبي بغزة ضمن قراءاته الأدبية للإصدارات الجديدة ندوة أدبية حول مجموعة «الشكل المستطاع» القصصية للقاصة سماح الشيخ، وكان ضيف الندوة الباحث والناقد الأدبي ناهض زقوت مدير عام المركز القومي للدراسات والتوثيق، الذي قدم دراسة نقدية في المجموعة، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي من نساء ورجال.

وافتتحت د. مي نايف الندوة مرحبة بالضيف والحضور، وقالت إن الكاتب ناهض زقوت من أكثر المثقفين الداعمين للثقافة والنشاطات الثقافية وله حضور متميز في كل النشاطات والفعاليات الثقافية والأدبية، وقد اصدر نحو عشرة كتب ما بين كتب أدبية وسياسية، من أبرزها كتاب «انعكاس الإرهاب الصهيوني على الرواية الفلسطينية»، وكتاب «ذات: الرؤية والتشكيل ـ دراسة بنيوية تكوينية في رواية ذات لصنع الله إبراهيم»، بالإضافة إلى كتابات سياسية حول قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية.

وعن الكاتبة سماح الشيخ قالت بأن لها العديد من الإصدارات الأدبية، كما أنها تعمل في مجال التمثيل المسرحي حيث شاركت في أكثر من عمل فني ناجح، وهي عضو في تجمع يوتوبيا للمعرفة، وتعمل مذيعة في صوت فلسطين.

وثم قدمت الناقد ناهض زقوت ليتحدث عن مجموعة «الشكل المستطاع» للقاصة سماح الشيخ، الصادرة عن مركز اوغاريت الثقافي ـ رام الله 2007، والتي تحوى (49) قصة، فقال: تتباين هذه المجموعة في الحيز الفضائي اختصارا وتطويلا ، تنويعا وتجنيسا، بمعنى آخر أن قصص المجموعة تتأرجح بين جنسين أدبيين متلاحمين ومتجاورين وهما: القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. وأن هذه المجموعة تعكس قضايا الواقع وهموم الذات، والاهتمام بالأنا وتجسيد خصوصيات المرأة وعلاقتها بالمجتمع، كما تمتاز بالاهتمام بالعالم الرقمي والانسياق وراء ثورة الانترنت، والتحولات التي رافقت امتساخ الإنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى وتحوله إلى كائن رقمي، وترصد الكاتبة تحولات الكائن البشري إلى ممتسخ بأسلوب فنتازي، هذا الأسلوب الذي وظفته الكاتبة بشكل مباشر أحيانا وبشكل غير مباشر أحيانا أخرى، عبر الترميز والتلميح والتلويح، وذلك برصد التحولات الامتساخية التي تحيل على قوة الشر وعدوانيته.

وأضاف زقوت بان الكاتبة تختار في عملها القصصي التنويع ما بين القصة والقصة القصيرة جدا، فنجدها في القصة القصيرة تسترسل في كتابتها سرديا لتستغرق صفحتين أو ثلاثة. ويتسم أسلوبها بهيمنة السرد بشكل أوسع على حساب الحوار والمنولوج، إلا أنها أحيانا تنتقل من الخطاب السردي إلى الخطاب الحواري.

وعن قصتها القصيرة جدا، أشار بان الكاتبة تختار في مجموعتها حيزا فضائيا محدودا من الكلمات والأسطر قد لا تتعدى نصف صفحة، ونجد لديها الاهتمام بالفكرة أو الموضوع دون الاهتمام بالشخوص، لهذا وظفت الكاتبة صورا سردية استعارية مجازية، وصورا كنائية في غاية الغموض والتعقيد والترميز إلى درجة التجريد والتلغيز، وهذا يعطي دلالة على أن الكاتبة على دراية بفن القصة القصيرة جدا، ولديها القدرة على التلاعب بالغة، حيث استطاعت أن تتجاوز الأسلوب التقريري المباشر والمعاني السطحية الظاهرية، واستبدال كل ذلك بأساليب أكثر ذهنية ورمزية وانزياحية تربك أفق القارئ وتؤسس لذوق معرفي / قصصي جديد. وهذا ما نجده في قصص: "لأني أحبها" و"فيديو أرت" و"وحشان" و"كانوا يحبونه" و"سورة السفينة" و"الحواف" و"موقف" و"خلاصي".

وذكر زقوت أن الكاتبة تنطلق في مجموعتها من العديد من الثيمات التي لم تخرج عن واقعها وذاتها، ونحصر هذه الثيمات كما قال في: تعرية الواقع وتصوير مثالبه، وفي الاهتمام بالأنا والعودة إلى الطفولة، وفي الرؤية الرقمية وعبثية الحياة، وفي الغرائبية وفنتازيا الواقع. وناقش الناقد زقوت بعمق نقدي العديد من قصص الكاتبة التي توضح هذه الثيمات، منها قصة عقاب شتوي، وقبل أن نبدأ، واستنساخ، وسترة، وبذاكرة مزيفة أكتب قصة، وغيرها.

ومن الجدير ذكره أن الناقد زقوت استخدم آلية جديدة في النقاش إذ جعل الكاتبة تقرأ القصة قبل أن يناقشها نقديا لجعل الحضور على دراية بموضوع القصة كما قال.

وفي الختام قال الكاتب ناهض زقوت إن الكاتبة سماح الشيخ في مجموعتها أوصلتنا إلى متاهة على طريقتها، متاهة البحث في عالم قصصي غاية في التعقيد والتشابك الدلالي، تأخذنا من الزمن الحاضر إلى الماضي، وتعود بنا إلى الزمن الحاضر بأدواته الجديدة المتلبسة في الغرائبية والفنتازيا، وعالم من الأرقام والمعادلات ورسائل الكترونية، عالم مهجن كأننا نعيش على هامشه وليس جزءا منه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى