الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
بقلم إسراء أبو زيد

حُبى و ذكرياتى الجزء السابع

أنتظرنا تصريح الدفن وتشريح الجثه لأكثر من 12 ساعه، حيث ان الطبيب اتى للمشفي بعد الحادث بـ8ساعات، وأعلنا اننا لن نقبل العزاء.

أتسائل بتعجب: لماذا؟!

يبتسم قائلاً: هذا يعنى اننا سنثأر للخيانة ولأخينا....

اعقب مهمهمه وبعدين؟

أختفى ابناء العم التسعه من البلد، حيث كنا قد أرسلنا من يتخلص منهم التسعه قبل أن يوارى التراب جثه أخى، ولكن يبدوا انهم خططوا لكل شئ و أختفوا من البلد، وكما ترين الوالده مريضه هنا بالمنزل، و الوالد دخل بغيبوبه و بالمشفى هو الآخر وحالته حرجه بعد مقتل ابنه الأكبر و الأصغر بالسجن و الاخر بالقاهرة وتفرق شمل العائله بسبب الحقيقه.

أعُقب: اب مسكين فعلا.

وبزيارتنا للوالد بالمشفى طلب منا إقامه عزاء ولن نثأر، ولم تفلح جهودنا لإقناعه...... فأقمنا العزاء باليوم السادس من وفاة اخى.

لم اتمالك دموعى، يتوقف الحج بهجت عن الكلام ليسألنى: لماذا تبكين؟؟

يالها من ام مسكينه واب حزين، اى انسان طبيعى لازم يبكى في مثل هذا الموقف..كيف تحملت كل هذا ولازالت صامد؟؟

تبسم لى قائلا: يا بختك تمتلكين الدموع، ليتنى كنت أستطيع... الصمود لم يكن خياراً
وبعدين، ماذا حدث؟ أكمل

لم نثأر لأخى الاكبر، والاخ الاصغر بالسجن، و الوالده كما ترينها كانت قوية لوقت طويل..قوية بما يكفى، الا انها ام بالنهايه..... و الوالد قرر ان يرعى ابناء اخى الخمسه ويحتضنهم.

و.................
ينظر الى مطولا
و..............
اُخبرة: و إنتهت القصه؟؟

الحج بهجت: الوالد أراد ذلك، لن ينتهى الثأر بيننا وبينهم، ربما يدفع أبناء اخى الخمسه خطأ لا ذنب لهم فيه يوما ما، أراد الوالد ان نحيا بسلام، واختفى أبناء العم من البلد التسعه ليس بمنزلهم سوى الحريم وهذا بحد ذاتة امر مغزى، ولانهم خانوا، فيعلمون جيدا عقوبه عودتهم. يوما ما سيثأر رجالنا لنا، الضغينة بالقلب و التظاهر بالسلمية امر لا نعرفه هنا، من اخطأ سيدفع ثمن خطأه يوما ما.

أتعلم يا حج بهجت: ان لديك خيارت كثيرة للهروب من الموقف فربما كان عليك الاختيار، الحقيقه لا تفيد أحيانا.

سنثأر يوما ما لا تقلقى رجالنا لن يتهاونوا.

لا اتحدث عن الثأر، اتحدث عن الطف طريقه لتجنب الامر من البدايه.
دفعنا ثمن رقه قلب الوالد.

أعتقد اننا بعدنا عن المنزل لقد مشينا كثيرا وسرقنا الوقت لم اشعر به حقيقه.

لا لم نبعد عن المنزل كل هذه الأرض تابعه لنا، وهذا هو باب المنزل، يشير اليه: تفضلى.. للمنزل اكثر من باب.

يودعنى عند باب المنزل بعيونة فأخبرة: تحتاج للراحه، قبل ان تدخل البيت، اطمن على الوالده بطريقك.

لن اذهب للبيت الآن سأذهب لصلاة الفجر بالمسجد لعل الله يرزق قلبى المحبه يوما ما
امسح دموعى ويعتذر لى الحج بهجت قائلا: يبدوا ان الوقت سرقنا لقد كان حديث مريح للغايه، واسف جدا اذا كنت اثقلت كاهلك بمشكلاتنا،ويهم بانصراف فأمسك يدية متأمله بريق القوة بعيونة: أتعلم الآن فقط ادركت ان لهدوءك حكايه.... ادركت القوة ببريق عينيك... فهمت سر إبتسامتك الحزينة.

أحتضننى بعينيه وانصرف لصلاة الفجر

يتبع.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى