الخميس ١٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

خسائر بلا ثمن

تخيلت في ذروة عشقي المحموم، أن صباح لم يأت دونك، وأن إشراقة النهار تتكحل من عينيك، وأن التكوين المحيط بي مصنوع من أنفاسك.. تخيلت أشياء كثيرة كشفت الأيام عن عدم صحتها.. لست غاضبا لحد الحنق، ولا مشفق لحد البلاهة.. بل هو العقل الممزوج بخيبة الأمل وفقدان شهية الانتصار في عصرك المهزوم.

تعانين ما أعانيه.. أعلم.. تتأملين ما أتألمه.. وتتجرعين الحرمان مثلي.. يطول الليل عليك.. ويغيب القمر في رحلة بحثه عن عشاق آخرين.. تنتظرين بالساعات علي شرفة أيامك.. تتوسلين اندمال جرح غائر في القلب.. لكننا لسنا متساويين بأي حال من الأحوال.. فضربة البدء الغبية كانت لك.. وهذا يفقدك كبرياء العاشقين.. لا.. لن يغسل الماء يديك ويمحو عنها قطرات الدماء العالقة بها.. لا يكفي الندم لمحو الخطيئة..

كنا في حاجة إلى جمل بسيطة، وعبارات تشجيع بلهاء لننهي بها الفصل الأخير من الحكاية الفاشلة، لكن تسرعك أفقدنا التركيز في إيجاد مبررات زائفة تجعلنا نرضي عن أنفسنا حتي من باب التوريط اللحظي.. أعلم أن تفكيرك كان منصبا حول الخسائر والمكاسب، واعتقدت أن ما تملكينه يوفر لك بعض المكاسب، فما كانت تحوي قبضة يديك سوي ريح من بعض أنفاسي.. أما أنا فكنت أملك كل حروف الرثاء التي كانت ستبيض وجهك الزائف والمرتبك..

بضع دقائق قليلة فصلت الأمر، وبينت كثيرا من الأمور.. إنه اختيارك المطاطي المزركش فاقع الألوان، لكنها ألوان كاذبة أملك جيدا أسرار تركيبها.. انظري جيدا.. أنها باهتة فقدت سحرها النافذ من عيني..

أتي الصباح الجميل دونك.. وتفتحت الزهور دونك.. وأشرقت شمسي دونك.. وانتشي قلبي دونك.. يا أكذوبة خيالي.. الآن فقط استطيع أن أجزم بأن الحكاية غرقت في قاع المحيط.. ألقيتها بنفسي، الآن أفقط أعلن أنك غدوت ذكري.. مجرد ذكري عابرة في أيام شاردة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى