الجمعة ٥ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم عمر حكمت الخولي

خمساً لا أكثر!

إلى نور، م
1-
مُتَثَاقِلَةً أَتَتِ امْرَأَتِي
يَجْتَاحُ سَذَاجَتَهَا الْمِنْبَرْ!
سَجَدَتْ
وَالرَّكْعَةُ تَنْشُدُهَا
صَلَّتْ
وَالْخَالِقُ يَحْمِدُهَا
رَفَعَتْ إِصْبَعَهَا شَاهِدَةً
أَنَّ الرَّحْمَنَ لَهَا سَنَدُ
أَنَّ الْعِصْيَانُ بِهَا يَلِدُ
أَنَّ الأَكْوَانَ سَتَرْتَعِدُ
لَوْ مَسَّتْ في سَهْوٍ شَفَتِي
لَوْ صَلَّتْ في وَطَنِي الأَسْمَرْ!
مَا كُنْتُ فَقِيْهَاً يَا قَمَرِي
لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ سَيَصْفَحُ عَنْ سُفُنِ الْعُشِّاقِ
إِذَا وَصَلَتْ لِضِفَافِ غَدٍ أَخْضَرْ
أَنَّ الْمَلَكَيْنِ عَلَى كَتِفِي
تَتَرَاقَصُ أَجْنِحَةٌ لَهُمَا فَرَحَاً بِجَمَالٍ في صُحُفِي
فَرَحَاً بِعَلاقَةِ طِفْلَيْنِ افْتَرَشَا الدُّنْيَا
في ظُلْمَةِ حَيٍّ أَوْ مَعْبَرْ!
 
2-
مَا الْحُبُّ إِذَاً؟
مَا الشَّوْقُ إِذَا مَا اقْتَدْتُ لَكِ الأَبْعَادَ
مِنَ التَّكْوِيْنِ إِلى صَرْحِ الْخَلَدِ؟
مَا الْعِشْقُ إِذَا مَا كُنْتُ لَكِ الإِنْسَانَ أُجِمِّعُ أُحْجِيَةً
في كَفِّ يَدِي
وَأُعَبِّدُ أَرْصِفَةَ الدَّفْتَرْ؟
مَا العُمْرُ إِذَا قَدْ بَاعَدَنَا سَفَرُ
وَتَهَجَّأَ قِصَّتَنَا القَدَرُ
وَتَوَسَّطَ سَهْرَتَنَا قَلَقٌ كَيْ يَمْنَعَنَا مِنْ أَنْ نَسْكَرْ؟
أَهْوَاكِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لِي ذَنْبِي
فَأَنَا صَلَّيْتُكِ يَا قَمَرِي
وَنَسَيْتُ صَلاتِيَ إِذْ كَبَّرْ!
 
3-
في الْبَدْءِ تَرَاءَتْ قِصَّتُنَا
في الْبَدْءِ، وَقَدْ كُنَّا
سَنُتَرْجِمُ آيَاتِ الإِنْسَانِ غَرَامَاً لَوْ كَرِهَتْ لُغَتِي!
في الْبَدْءِ تَسَامَتْ وِجْهَتُنَا
فَقَصَدْنَاهَا مُدُنَ الأُسْطُوْرَةِ حَتَّى أَصْبَحَتِ الدُّنْيَا وَطَنَاً
لِلْكُلِّ.. وَبَاتِ تُرَابُ الأَرْضِ كَذَاكِرَتِي
حَتَّى أَدْمَنْتُ مَعَارِكَكِ الْهَوْجَاءَ
وَخُضْتُ حُرُوْبَكِ كَالْعَسْكَرْ
في البَدْءِ تَوَشَّتْ ثَوْرَتُنَا
كَلَفَاً وَهَوَىً، شَغَفَاً وَجَوَىً
وَالْيَوْمَ سَتَغْدُو قُبْلَتُنَا في اللَّيْلِ كَقُنْبُلَةٍ تَثْأَرْ!
مَا كُنْتُ سَأَعْشَقُ في يَوْمٍ
لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أنَّ الْمِبْسَمَ مِئْذَنَةٌ
سَيُؤَذِّنُ خَمْسَاً، لا أَكْثَرْ!
إلى نور، م

من ديوان «نور» قيد الطباعة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى