الجمعة ٤ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم طارق الصيرفي

خُلود

(إلى روح الشاعر الراحل محمود درويش)

كفراشةٍ بيضاءَ
حلّقَ قلبُكَ المثقوبُ فوقَ لهيبِنا
وغدا إلى ليلِ الفضاءْ
كفراشةٍ مشتاقةٍ لهوى الربيعِ
أطلَّ قلبُكَ وارتقى نحوَ السماءْ
يا سيّدي ..
جفَّت مآقينا ، فما نفع البكاءْ ؟
جَفَّ المِدادُ وضاعت الكلماتُ ..
واحترقَ الهواءْ
الصيفُ هذا العامَ أسودُ..
والشتاءُ بلا شتاءْ
يا سيِّدي ..
عكا تُزَيِّنُ شَعرَها
مثلَ الأميرة كلَّ ليلٍ ..
تحضنُ الذكرى ، وتحضنُ صوتَكَ المجروحَ ..
تسألُ : هل ستأتي ذاتَ يومٍ ؟
كي تُسرِّحَ شَعرَكَ العربيًّ ..
قُربَ البحرِ ، فوقَ السورِ ، في صمت المساءْ
عكّا تُلِحُّ ،
فهل ستأتي ؟
كي تُزيلَ غبارَ غُربَتِكَ الطويلةِ..
عن ثيابِكَ ، فاعتذرتْ
يا مَنْ أتيْتَ وما أتيتْ
يا مَنْ حملت جراحَ أغنيتي ورُحتْ
وَحَملتَ أحزاني وذُبْتْ
وأَتيتَ من رَحِمِ القصيدةِ ..
وَانتشيتْ
وَمَشيتَ في ليلٍ طويلٍ يكرهُ الأحلامَ
في وطني .. فضِعتْ
يا سيدي ..
جِلجامشُ العربيُّ أنتْ
يا مَنْ بحثتَ عن الخلودْ
خلفَ الحدودْ
فعَرفتَ أنَّ خلودَنا في أرضِنا
فلذاك عُدتْ
وَرَجعتَ وحدّكَ مُتعباً
مثلَ الحصانِ ، يعودُ من حربِ النُّجومِ
ولُذتَ في صَمتٍ ، ونِمتْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى