الاثنين ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم محمد الحريشي

ربع ساعة للنهاية

امسك بيدها .. وأزاح الكرسي إلى الخلف ...تفضلي ..

جلس هو أيضا مقابلا لها على غير عادته

خيم السكون على المكان للحظات .. جاء النادل . فطلب قهوة وطلبت عصير برتقال...

حاولت أن تخرجه عن صمته .. تمتمت بكلمات اقرب منه جرس منبه منه إلى صوت امرأة

ـ علي تبدو عل ى غير عادتك اليوم . ما الخطب؟؟

تنهد قليلا وسكت كأنه لا يريد أن يتلكم... أدار عينيه نحو النافدة

 غيتة ... كم من ربيع كهدا .مر ونحن هكذا

لم تستوعب السؤال جيدا.. تبعت عيناه إلى الأفق البعيد

علي لا اتدكر فعلا كم من الزمن مضى ....لا اتدكر إلا أني أحببتك ونسيت من قبل دلك .
لم يهتم كثيرا بإجابتها واستمر في النظر بعيدا : غيتة مرت السنوات .... سنوات ليست بالقصيرة ولا

بالسهلة، أن نضمد الطعنات، أن تغالب قسوة الفقر، ورتابة الزمن.

قاطعنه : ما الخطب علي ، أنا لم اطلب منك شيئا ، أنا اعرف أن الظروف أقوى وان قدرنا أن نبقى هكذا .

 عزيزتي، الم تسألي نفسك كم عمرك ألان ،أنا أقول لك ، تجاوزت السابعة والعشرين بأيام .

أحنت رأسها وأعادت رفعه في حسرة: ومادا بعد؟؟

 الزمن يمر وحان الوقت ...

قاطعهم النادل وضع القهوة أمامه وعصير البرتقال أمامها

خيم السكون للحظات، تبادل الاثنان نظرات قاتمة كئيبة، أدار رأسه نحو الأفق وقال:

عزيزتي ، باختصار لكل بداية نهاية ، ولكل قصة جميلة نقطة وغلاف ل، لم اعد احتملك وأنت تمضغين خيبتي في الم وهدوء ، لم اعد أتحمل نفسي انتظر لا شيء ، أنا وأنت معادلة مستحيلة ، حرمان لن يولد إلا الحرمان ، كم من العرسان ضيعتي ، وكم من أيام العمر الجميلة قضيناها نتأمل بعضنا البعض مقيدين بلاءات هؤلاء و أولائك . حان الوقت لأرحل ، لأبحث عن كهوف أخرى اخفي فيها انكساراتي ويكفينا أننا ومند الزمن البعيد توقفنا عن الحلم .
لم ينتبه لحبيبته إلا وهو يسمع الكأس الزجاجية يصطدم بالأرض ، نظر إلى وجهها ، إلى يديها المرتعدتين إلى دموع خدها ، نهض من كرسيه ، حاول أن يقترب منها ، صدته بقوة ، وقفت ، ودفعت الكرسي إلى الأرض ، خطفت حقيبتها وانطلقت تعدو إلى الخارج ، خطوة خطوتان وتوقف ، عاد إلى مكانه تنبه إلى صوت الهاتف يرن

آلو .. نعم عزيزتي نرجس ، أنا بالبيت سآتي عندك حالا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى