الخميس ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم محمد محمود ديبو

رحلة الخلود

رحلةٌ قدْ تطولْ
رحلتي : زهرةٌ للأفولْ .
حكمتي :لا تزولْ
عالمي :موجةٌ للعبورْ .
 
سرَّتي لم تزلْ
مع مشيمةِ أرضي
تغورْ.
 
رحلةٌ
رحلتي والجذورْ
مولدي
والخطيئةُ نورْ.
رحلتي بدأتْ
والظلامُ الغميرُ
يُطوِّفُ حول المشيمةِ
كي لا أكونْ.
 
و الهلامُ الهيولى بذورْ .
ألمسُ الأشياءَ – جنيناً –
والطميُ حولي يدورْ.
 
ذاتَ فيضْ ,
زلزلتْ الأرضُ زلزالها
و الغيومْ
أَهطلتْ طيفَها
و المخاضُ أتى
والطيورْ
أعلنتْ مولدي
والخطيئةُ نورْ
و العرزالُ لي
مَهّدوا موطناً
هدهدتني النجومْ
والطبيعةُ كان لنا نهدَها
موسماً للعبورْ.
والعصافيرُ كانتْ تعلّمني
أنْ أحبو على قمرٍ
أمشي في هواءِ الذهولْ
والبحارُ أطيرُ
على موجِها
عابرا ًغيضةَ الموجِ
دون جسورْ ,
 
هكذا علّمتني النوارسُ:
أمي تكونْ.
علّمتني أنامَ على
سرّةِ الأرضِ
أَفرشُ شهوةَ موتي :
صهيلاً بذورْ.
 
مولدي : رحلتي
مولدي : لعنتي
مولدي:
لعنةٌ لا تزولْ.
 
رحلتي: قد تطولْ
عالمي : موجةٌ للعبورْ
رحلةٌ ...
رحلتي
والأقاصي لي قبلةٌ
والذهولْ .
 
أعشقُ الغيبَ بحثاً
حتى أُعرّيه
عريَ الحقولْ.
قدماي تدنسهُ
قدماي تعودا
إلى أوّل المبتدى
رحلتي بدأتْ
من جديدْ.
 
رحلةٌ رحلتي
وطريقي طويلْ.
زادُ عمري قليلْ
والوصولُ إلى المبتغى
محنتي
والوصولُ إلى المبتغى أرتجي
و اللا..
لا وصولْ.
 
الأنا
 
بحر ٌو يباسْ ...
قلقٌ وعوالمُ يحكمها الرفضْ.
ساحات ٌ تجري فيها الأحلامْ
ومشانقُ تُنصبُ للرؤيا
يتشوّفُ بينَ حبائلها
الشعراءْ.
 
مدنٌ للحلمِ
وأخرى خواءْ
يتسكّعُ فيها الموتُ
شمالَ الماءْ.
 
نارٌ تتعرّى لنا
تتشهّى غلمةْ
تراودُ ماءً
تُغريه...
يتّحدُ الجسدان ( النار, الماء )
هياماً
 
فوق سريرِ دمي
كشتاءْ.
 
يستيقظُ أطفالٌ: رؤيا
لحدائقهمْ : روحٌ
وملاعبهمْ : رفضٌ وسماءْ.
 
حلسٌ وجنونْ
وعفاريت ٌ تهوي ومجونْ.
امرأةٌ بكرٌ
وفتاةٌ ثيبْ .
ونظامٌ يبدأُ بالتخريبْ .
يهذي العقلُ,
يبتدئ التكوينْ.
 
تاريخُ طغاةٍ , واستبدادْ
ماض
والحاضرُ حملٌ للإجهاضْ
والآتي
منفيٌّ في أحلام ٍ
و غياضْ.
 
لغةٌ تهذي
وجدارٌ مكتومْ.
حروفٌ تهجرُ مخدعَها
وفواصل عمرٍ
يعترضُ الإستفهامُ
بواكير الطفلِ الساجي في
أيقوناتٍ ساحرة ٍ:
كلمات غموضْ.
 
لغة ٌ لا تُفهم ُ
والمعنى المعنيُّ: وضوحْ .
والشعرُ هو
البادي والناهي
الظاهر و الباطنْ
والأوّل و الآخرْ
الأزليُّ المكنونْ.
 
جنرالات ٌو ملوكْ
جندٌ ,فقراء ْ
صوفيّونَ, نسّاكٌ
همجٌ ورعاع ْ
بحرٌ لا يجمعهمْ
وفضاءْ.
والعرشُ
العرشُ مضاءْ.
والعرشُ
يداه
دماءْ.
سفنٌ
وتُسيّرها الأهواءْ
سجناءٌ في أقفاصِ دمي
يبغون النورَ جنوبَ الماءْ .
سفنٌ
وتلاعبها الأنواءْ
وأنا لا شيءٌ
أنا كلُّ الأشياءْ .
وأنا
ملكُ الإسمنتِ
وريثٌ للشعراءْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى