الجمعة ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم صلاح بن راشد بن عبيد الغريبي

رسالة إليها..

أنا محتار معك وأحس بأن ثمة من يقودك في تصرفاتك معي، أحس بذلك كلما تغيرت عن مسار تكونين فيه إلى آخر تغيرا مفاجئا ليس له داع أو مبرر، ولا أكذبك بأني أحيانا ألملم مقالات في نفسي بأني أناني ولا أفكر إلا في نفسي متجاهلا أنك أيضا قد تمرين بظروف تمنعك أن تكوني واحدة في كل وقت.

ثمة أمر آخر فأنت أحيانا تقولين كلمات أو أشياء تدفعني أحيانا للاعتقاد بأنك ضجرت أو سئمت مني سأما شديدا يخرجك عن طورك، وتارة أحس بأنك لأجلي تتصنعين طباعا لست عليها، فما تكادين تحتكين بموقف أو حال مفاجيء إلا ويخرج الأصل في الطبع ويتوارى التصنع خلفه بمسافات.

هل ظلمتك كثيرا حينما طلبت منك أن وأن..؟ وهل كان علي فعلا أن أقبلك على ما كنت عليه من حال وطبيعة؛ فأحطم حصونا فكرية لطالما رفضت التخلي عنها أمام تيارات التغريب أو تيارات ما أحسبه منافيا لأصول تربوية طالما غصت في بحور من النقاش والجدل حولها؟.

ها أنت اليوم تعلنينها بكل صراحة أنك قد سئمت تماما من نقدي الذي لا ينتهي، ومعنى ذلك أنك بدأت تثورين على ما هو ليس من طبعك أو تثورين على جانب كبير من شخصيتي، لئن كنت كذلك ومنذ عرفتني فما الذي جعلك قابلة بي كل هذا الوقت؟!

أنا لا أنكر بأني أكرر أشياء معك قد تبدو دافعة حقا لكرهي لا للملل مني فحسب، لكنني حينما أقيس ذلك بمقياس فرط حبي لروحك، وأنني أميل معك لأن أبوح بأقل وسواس من الأفكار إليك معلنا أنك عقلي؛ حينها لا أستطيع أن أتقبل منك هذا الجفاء؛ إلا أن يكون ثمة باعث حقيقي لهذه المشاعر التي بتِ تضجين بها في أذني وعلى مرأى مني تخبئينه عني وتواريه.

تعلمين بأن هذه الأيام بالنسبة لي حاسمة جدا، وقد اتخذت قرارا أحس أحيانا أنه غبي لأقصى درجة، ولكنه برغم ذلك مهم بالنسبة لي لأنه مصير ي، وقد تقولين: " انتهى لقد قمت أو قمنا بكل شيء والباقي بيد الله هو يفعل ويقدر وعلينا أن ننتظر، وأن عليك أن تتفاءل ولا تكون متشائما"، وفي الحقيقة أني منذ زمن في رحلة عمري التعسة وضعت مقياسا وهو أن أفكر بالأسوأ حتى إذا حدث لا تكون صدمة تقضي على كل شيء، وإذا حدث الشيء الباعث على السعادة تكون السعادة حينها أكثر توهجا إذ تكون النار التي طبخت الحدث قد أنضجت الأحاسيس إنضاجا تاما.

فكيف إذا بوضعي هذه الأيام وأنا أعلم أن قرارا سلبيا قد يحدث بعد يوم أو أكثر بقليل سيكلفني أياما وربما سنين من عمري يلومني خلالها اللائمين، وينعتني كثيرون حينها بالغباء والتهور؟

حسنا.. كنت أحسب أن رحابة صدرك تتسع لأن تحتضن هذه الأمواج من المشاعر التي تضج في كياني وهذا الإعصار من الأفكار الذي يقتلع ثباتي من الجذور، ولكن المفاجأة التي حدثت أنك لم تقو على احتضاني بكل سلبياتي، إذا فأنا اليوم كمن كان متشبثا بعمود ثابت في وجه ريح عاتية لكن هذا العمود لم يستطع الثبات فاقتلعته الريح من جذوره فما حالي أنا إذا من غير اعتماد في هذه الريح أو ثبات.

كلمات قد خرجت مني وأرجو أن تقبليها على أنها مرحلة في حياة لا حياة بأكملها، ورب شاردة وجدت حين يأس.. وبعد فلا قنوط من رحمة الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى