الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم البشيرعيسى بن عبد الرحمن

رماد الوصية

مر صبح على حينا،
 
فتخطف أبصارنا وغشانا الذهول ! !
 
ومر النسيم فآنس خضرته،
 
تستحم على مهل في الوحول! !
 
فماذا أحدث،
 
يموت الكلام على شرفات الشفاه…
 
أفقك – الآن – يرتق ضوء النجوم،
 
يرمم ما قد تداعى بيمناه،
 
ويسراه تنسج روح الأفول ! !
 
أرضك – الآن – قافلة،
 
دون زاد وراحلة،
 
تفتش عن أرضها في بقايا الطلول ! !
 
شمسك – الآن – باردة،
 
قد من نبضها الثلج،
 
صاعدة في النزول ! !
 
والنخيل الذي ما تمطى سواك،
 
كم ذا تكحل- يا ولدي – من عيون النبيين،
 
سرى جائعا،خائفا في النحول
 
يا ولدي :…وماذا تصير الجداول،
 
لما يمر بها أو عليها رماد الحقول؟ !
 
يا ولدي : ماعهدت قبيل الزمان ،
 
الذي أنت فيه ،
 
مطرا من تراب ضالعا في الهطول
 
يا ولدي: مدني بنسيم البراءة،
 
واغفر…وضمد…
 
وشد على دمعة تتفلت مني، لئلا إليك تؤول
 
يا ولدي: تفقد شهيدك فيك،
 
وفتش به عن أبيك،
 
ولا تبتئس...
إن موعدك الورد هذا…
 
الذي لا ينام ولا يزدريه الخمول
 
يا ولدي: صدأ الصمت فيك،
 
فكفكف ولا..لا تقول
 
فهات اسقني من معين الجباه،
 
ثم لا تسقني بالمياه
 
…ها الظلال التي رسمتك بها،
 
نقضت غزل أحلامك المشتهاة،
 
قدرت أن تزول
 
فأين حلولك من بعدها،
 
أيها الخائب المتشرذم؟
 
وبأي المسرات ستزرع عمرك ثانية،
 
ربيعا يلون كل الفصول
 
ودعني أفيض العياء عليك
 
وسامح عيوني،
 
التي أزهرت بالبكاء الخجول
 
أأنت الذي شرد الوهم أبعاده،
 
ملأ الجرح أغصانه بالذبول؟
 
أأنت الذي لم تلده نساء العشيرة،
 
لكيلا ينال التجني،
 
بموت الفحول؟ !
 
أأنت الذي سرق الحب من طرقات المدينة،
 
أوقد نارا له، واستوى يزرع الجمر،
 
في امرأة خذلته …خذول؟ !
 
أأنت الذي مزق الحبر،
 
في الصفحات المضيئة،
 
سربلها بالدماء،ولاذ بحبر جهول؟ ! !
 
أأنت الذي بحت لي:
 
بمن هرب الأغنيات العذاب
 
وماج…فراج في البلاد التي،
 
شاء أن لا تكون الذلول
 
أأنت الذي…
 
وطفقت من القرح أبكي له،
 
أومن الفرح،
 
لما ناولني:أين مني البتول؟
 
ولدي : سوف تأتي إليك مكللة ومطهرة،
 
فخل عيونك مزرعة وصلاه
 
أفرغ الصبح في ساعديك،
 
ثق بتربك يا ولدي،
 
سوف تأتي بإذن السنابل زاهية،
 
فارتقب في الندى نفحات الوصول
 
…ومررت بعثرت بعض الخطى،
 
شئت أجمعها وخطاي التي… لتمر الخيول
 
أوجعتك المضارب،
 
لما رنا طيفها من على ربوة…
 
فتجولت في مقلتيك كثيرا،
 
تزاوج بين الصحارى وبين السهول
 
وعدت أخيرا،
 
تلملم ما قد تبقى من الجسد المتناثر،
 
في نبضة دون فاه
 
فماذا سنترك للجرح من بعدنا من صباح؟
 
ومن شجر تصطفيه الرياح ؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى