الأربعاء ٤ آذار (مارس) ٢٠٢٠

رواية «دورة أغرار» للسّوري نبيل محمد

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الرواية الأولى للكاتب السوري نبيل محمد، بعنوان: "دورة أغرار". ويتزامن إصدار الرواية مع المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته 26 والمتواصل إلى غاية 16 فبراير 2020، حيثُ تشارك منشورات المتوسط في المعرض بما يفوق 300 عنوان، في الجناح (A56).

الإصدار الأدبي الأوّل لـ نبيل محمد، الذي اشتغلَ كثيرًا في الصحافة، يُسلِّط الضوء على فترةٍ زمنيّة تقارب الستَّة أشهرٍ قبلَ اندلاعِ الثورة ضدَّ نظامِ بشَّار الأسد، يرصدُ من خلالها الكاتبُ الرَّاهِن الحياتي في دمشق وبدايةَ تفكُّكِ ودمار أجهزةِ الدَّولة، عبر تتبُّعِ مصيرِ أفراد أسرةِ علي اللِّواء، الضَّابط الذي ينتمي لريفِ السَّاحل السُّوري، ويعيشُ هو وأبناؤه تحت ظلِّ الرُّتبِ العسكريَّة التي يحمِلُها على كتفيْه. هناك أيضًا شوشو، ابنةُ الضابط الجميلة والغبيّة، والتي تعمل بدايةً كمحرِّرة في صحيفة يوميّة، ثم مُقدِّمة برنامج شو في فضائيّة خاصَّة يملكُها أحد المتنفِّذين في النِّظام، كما وتربطُها علاقة عاطفية بجارها الشاب الدِّمشقي الذي يخدم دورة الأغرار الإلزامية في الجيش. ثمَّ حسام، الطالبُ الجامعي، بشخصيةِ ابن الضّابط المُسطَّحة، والتي لا تعرف تماماً أهدافَها الكبرى أو الصُّغرى في الحياة. وأخيرًا سُليْمانة (أمُّ حسام) زوجةُ الضَّابط، والتي أكثر ما يربطها بزوجها هي رتبه العسكرية.

في "دورة أغرار" تتصاعد جملةُ العلاقات المُتشابكة مع شخصياتٍ أخرى، من النَّجاح المُزيّف إلى العجز ثم الانهيار، فيما تتجه حياةُ آخرين في الرواية إلى الخروج من العجز إلى رفضِ الأوضاع الاجتماعيّة والسياسيّة.

أخيراً جاءت الرواية في 328 صفحة من القطع الوسط، بسردٍ مُحكمٍ يعكسُ الاشتغالَ العميقَ للكاتب نبيل محمد، وكأنَّها ليست هذه روايته الأولى.

من الكتاب:

كانت مواصفات حسام غير ثابتة في نَظَر والده، ونَظَر والدته أحياناً، فعندما انتقى فرع الأدب الإنكليزي في الجامعة كان "فلهوي، ويُحبّ اللغات والأجانب"، على الرغم من أن حسام لم يُعبِّر سابقاً عن أيّ شيء يدلّ على ذلك، وكان والده أيضاً يصفه بـ "العرصة" عندما يراه ذاهباً أو قادماً من سهرة قضاها مع أصدقائه. كان أيضاً يقول عنه "دَرِّيْسْ ومُجِدّ" عندما يراه يدرس، و"فاشل" عندما يرسب في إحدى موادّه، و"ناجح" عندما انتقل من السنة الأولى إلى الثانية في جامعته بصعوبة بالغة .. سليمانة لم تكن تهتمّ لتلك التفاصيل كثيراً، لكنها كانت تدرك حقيقة أن ابنها ما زال يتصرّف تصرّفات طُفُوليّة أحياناً، وأن شخصية أخته أقوى من شخصيته، لكنْ، لا يهمّ، فهي، في الأحوال كلها، تدرك تمام الإدراك أن وَلَدَيْها لن يواجها صعوبات مستقبلية، فوالدهما لديه الكثير من العلاقات مع مسؤولين في الدولة، ومن السهل أن يحصل الولدان على وظيفة جيّدة، إن أرادا ذلك .. وظيفة جيّدة في الدولة هي أهمّ ما يمكن أن يطمح له شابّ بنَظَر أُمّ حسام.

عن المؤلّف:

نبيل محمد كاتب وصحفي سوري، من مواليد 1985 في قرية قدموس، محافظة طرطوس. عمل كمحرِّر وكاتباً في عدد من المواقع والصحف العربية، يقيم في إسطنبول منذ عام 2015.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى