الأربعاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
بقلم عايدة نصرالله

"زارا" رحلة المبتغى في هوس النقاء

"زارا..

رحلة المبتغى في هوس النقاء

شهقة الموت في رضاب التجلي

حلم التألق في استشراق المعاني

لهفة جز المسافات

دخان الأمسيات؟

ثيابه نار

وعريه مطرز بعبق الأمنيات

زارا- المجنون حتى ارتجاف الجبل

انبثاق الحليب من حبات عنبي

تهليله أم لطفل غائب

زارا

المناكف بين خبث الجسد

وغواية الروح"

زارا..

يا عينان مسافرتان في الزمن

تومضان اللهيب من الجليد

وتنبثق من الرماد

ماردا

لهاث وهج تخمر بي

..

.. أحبك

كيف هو الحب.. غير الحب

غير عشب تسلق على موجي

أحبك..

وهل أتقن غير الشوق في الشوق؟

وغنج الماء للماء

فكفى من احتقان الرؤى

لا وقت لدينا لنجدله في عتب المساءات

عنق الماء قصير

لين للذبح

وخريفنا يوشك أن يمضي

يا حبيبي..

تعال إلي

فلن أكون غير مفتاح القمر

لن أشرب كاس سقراط

لن أكون وتر عود لاذ في الفرار

سأشدو وأغنيك

أينما كنت.. حتى لو رحلت رحلة عوليس

بلا نهايات

وكم حملتُ صخرة بروميثيوس

حملتك

فشهق الوطن

واحتضنته فيك

لا تهتك المساء في أبعد منك

لا تدع مخالب الظنون

أن تعبث بك فيّ

تعال

لأشدك إلى خاصرتي قبل أن أغيب

غياب

المظلومين

لا ترحل..

لتتركني

وحيدة في المدى

وأنت الصدى

زارا..

مسيحنا ينتظرنا..

لنخلص الحروف من مشانق

الدم

وأرجحة خطواتنا على الحافتين..

فلا تسافر

إلى الحياة وحدك..

خذ طرف خيطي وانسجه

ميلادا.. وبلادا

لا تنهزم من الأمكنة..

من الغرق في شهوة الهواء

لتطير في القصيدة

فأنا لك.. عيوني..

زغاريد فرحي.. شقائي.. شقاوتي.. بلاهتي

وحكمتي..

لك

فالفجر لك.. والنور لك.. وتغريد الربيع لك..

عزف موسيقاي لك..

رسمي وحروفي لك..

وأنت النور لساعة الحلك..

وأنت الكون

والخشوع في الوله

والحلم لك..

"زارا..

ما زال يفتش عن رعشة الريق في الظلام

زارا يدلق كؤوسه

على تراب سيدة الوجع

طائر فينيق

محلقا على رموشي

ماء يزخرف البرق

فكيف لجلدي إلا ينشق؟

ولشهد مساءاتي ألا يضج بالعبق؟

زارا.. زيت الرب

رقة المعنى

عطر العراء

فتح أشرعته على دربي

فحسبت استكانة السفن قد هلت

لكنه ما لبث أن رفع شراعه

وهام على وجه الريح

في المدى

ونعفني رمادا

.. في الجهات.. وروحي عطرها

بالغرق"

زارا..

يجهش فيّ وجعك

ذلك المدمى بالمنافي..

بكاء "حدقات الفراشة"

غدر الورد..

ونفي المسافات... البحار.. الصوت

لك

ينبجس الدم في قلبي

لصلاة الحزن في عينيك

وأنت صلاتي

فلم جرحت شفرة كبريائي..

حتى غاب النشيد عن مقلتي؟

زارا

استحلفك بإثم الأسئلة

أن تهجر الكلام

وتأتيني عاريا إلا منك..

لنحترق نورا

لنمجد فينا البدائية

فبحري لم ينتشر فيك بعد

والموسيقى في أوج اشتعالها

فلا تصبها في مهلك

زارا..

دمي هرق على أرض الرماد

حتى جئت

فما بال صوتك غائب..

ما بالك لا تكحل عيني بدفئك؟

ما بال النهار طويل

كامتداد مشانق التاريخ للشعوب

كأحلام دخان سكن منافضي

ما بال يدي تهزلان

كغابة جريحة

لا تتقن النشيد

ما بال اللحن ينسرب من يدي.

ويقف في وجه الغيب توهجا؟

زارا أيها الغيب

يا صامدا "كالجدار الأخير"

لم لا تركنني إليك

وتترك العتاب

لطقس حناءنا

لطقس غربلة الماء من أهدابنا

ألا تكفينا مذابح الوقت فينا

وطرق تشعبت

في أمكنة ليست لنا

حزني فيك مدمى

كصلاة المستغيث

فمن يهل علي بعدك؟

من يرطب الوجع غيرك؟

وكيف يحضن دمعي غيرك

وأنا منذورة لك؟

آه زارا..

ألم تقل "الدم البارد فضيحة القتل"؟

وكيف من يقتل يمشي في مواكب القتل

وأين مَهري

من طقوس الزعتر والحناء

وكيف لي أن ألد النور لك؟

ولهاثي لم يسمع بعد؟

حبيبي.. لم تعد مسافة لشهقة

لم يعد وقت للكلام

تعال لننهل من رضاب الروح طو.. يلا

ونعض على جرحنا

حتى ينزف كثيييييييييرا

لأنام على عتبة عينيك

لن أقض مضجعك

سأكون نسمة صيف

سأحمل عصاي / ك

وأذهب إلى الأعلى

دون أن أخدش العظم ولا

مفارق الطرق

ولا التيه

وأصلك بسمائي

زارا..

جئت وأمطرت

فذاب العسل في عيني

وجلجلت أجراس الريح في قلبي

وضفيرتي طالت

وأظافري عبأتها الأحلام

قبضت على خصر الزمان

أركنته على فراش من حرير

ثم.. ثم هويتَ باسمي

ما بين النزق والشبق

من علمك هذا الشك؟

من مزق الفرح على جبينك

من مزع طفولتك

وسرقك الأمان في الحلم؟

من؟

من؟

من؟

زارا لا أعرف إذا استطعنا

أن نمسك بعضنا

لكني أجدل حبك

أديما لنصي

ربما تبعدك ركاكة حروفي

ربما يبعدني إغراقك في النص

بعيدا عن روحي الشفيفة

لكني أقتات على صوتك

أين صوتك؟

وأنت صاحب- الصوت

وأين غضبك..

صرخات الرعد- وأنت البرق

لا تعول على الكلام لتراني

وعول على البصر

فأنا فيك

وبكل بساطة

لا أتقن

إلا نفسي

ماء – وجسدا هيوليا

يحتاج الرفق

لا جَلْد البلاهة في عنقي

لا تعنيف شمسي

ولا امتصاص رحيقي قبل

فح عسلي فيك

فكن رقة المعنى

يا "رقة المعنى"

ورعونة الشجر في الريح

فالحرف لك.. حبري لك

الحرف لك

الحرف لك


مشاركة منتدى

  • هكذا تكلم زارا أو هكذا بشر النص يحمل في عمقه فلسفة السوبرمان والعودة الأبدية وارادة القوة التي بشر بها نيتشه في فلسفته الشعرية المتشظية ..القصيدة تجليات رؤيا يتوحد فيها الوحي بالحلم يختفي الوجود في العدم يسقط العقل في غواية العاطفة ويعود كل شيء الى سره وجوهره ذلك هو النص المتوهج بوجهه يجرح عتمة اللغة بصيروة اللحظة يغيب يظهر ويعيد للكون كينونته وديمومته الخلاقة فاللغة منزل الكائن الانساني وشهوة التخيل هي التجاوز الذي يجعل الشعر الوجود المدهش الوجود الخلاص..ان الذي يجب ان يقرأ في هذا النص يمكن تحديد في
    1- تناص الفكرة مع جوهر الفلسفة النيتشوية القائمة على الرجعة الأبدية.
    2-تشظي اللغة واغتراب الرؤيا بالحلم المنفصل عن الوحي.
    3- ديمومة الخلق التي تعيد لايقاع الحياة همسه وسحرها.
    بشير ونيسي دار الثقافة الوادي الجزائر

  • الاخت عايدة

    القصيدة جميلة اعجبتني احييك واتمنى لك مزيدا من الابداع والتا لق

    اخوك
    رافع يحيى - جامعة اليرموك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى