الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
سبابة من لهب
(1)قم يا جدار وعانق الشمس والأقمارْافرش ظلالكللتين والزيتون ْوسبّح في دميعشقا للنخل والأشجارْأطلق جيادك فالبيد ضجّتْوتلوّتْ على الرمال سيوفٌ ظامئاتوالمدّاحون يقرعون الدفوف:ملاحم تهبّ من رقدةٍ أثقلتها القرون ْوإيقاعات من شعر العواصفْتمزّق صمت القبورْتعوم في موج من الثغورْفي موج من حدقات العيونْتسري على معابر الفضاءتسبّح للذي قدّر وشاءوأشرعة تصحو علىرقصة الأطياف في المُقَلتطوف بنانشوى تراودها صحوة من قُبَل:إلى الاهوار, إلى الأغوار ْإلى نبعٍ يداعب الأزهارْإلى طفلة ناعمة تلهو مع الصغارْإلى حشرجات العذارىإلى أنين يجوب صدور الثكالىإلى حلم يتسلل عبر العذابْمن نهمٍ في عيون الذئابْإلى امرأة من غضبْفي حضنها طفلٌ , وسبابة من لهبْعصرتْ جرحها على كف تخضبّهامما احتوى الحجر براكيناً تنثرهاتذكّرتْ سر آلامها وثقل غصّتهافراحت تتوعد بيمينهاتبسّم يوسف الباكي وهو في حضنهاوقال يشد أزرها:من صدرك العاري أُرتّل أشعاريأطلقي غضبي وإعصاريفحقلي وبيدريمترعان بالخصب:من دربٍ إلى دربْومن جدبٍ إلى جدبْفلما تراءى المسخ غابة أشباحوأمست أساطيره أكداسا من وهمٍ وأشلاءأطلت نجمة في الأفق البعيدوماجت في خواطر يوسف السعيدأطياف من الصفاءأحلام ترفل بالضياءفرحاوشوقاوانتماء(2)قم يا سيد الحصونْتسلق كل الجفونْأنت على موعد مع صهيونْفازحف بالحدود إلى اللظىوأبقي الجموع على الذرىوالمارد المُبحر في الصحراءْيمدُّ اللهبَ على كفٍ تصهلُ في العراءتمطى الليل محموماًشَوَتهُ السيوفُ الظامئاتلتمتدّ المشاعلُ جحافلَ بلا عددْوذؤابات لهيبٍ في كل يومٍ وغدْفاشرأبت كل قامات الشموعهزت أسوار المدينةفتحت كل الشبابيك الصديئات الحزينةفأين المفر من زلزالٍما انطوى إلا لينقضَّ كما توعدْ(3)قم يا سيفنا البتارأنت لنا , منك الظل واللهبأنت لنا , منك الريح والغضببك نجوس معابر المغولوثرثرة الغربان في الشعاب والسهولسلاما لك:عندما تطوي القفار بلا قرارسمّارك والأشعارعشّاقك والأطيارخيلك والرجالكلٌ اقسم بالليل والنهارأن يصنع من أنقاضك ورداوأجنحة تطوف بناعلى منابرَ مجدٍ بشّرت به غسانفذكّر بحوافر الخيل يوم(اطلّت على ذي قار شيبان )وهبّ احمدُ يبيني مجدنافغابت عن ارض مسراناقياصرة وأكاسرةوتهدّمت أصنام وأوثان(فبأي آلاء ربكما تكذبان)