الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم أشرف بيدس

سعاد

فى زمن الشح، حيث الأشياء قليلة جدا، والندرة تجتاح أحاسيس الناس وتفيض. وكساد العواطف ينتشر بوفرة. لا أملك سوى الكلمات الباردة وبعض من القصائد مكسورة القافية وعبارات مبحوحة نازفة يائسة. وأنين وآهات بطول الأيام وعرضها.

في زمن الشح لا مكان للحب، حيث يجوب الشوارع وباء الحاجة والذاتية. ويتراص الناس فى طوابير طويلة لا تتقدم خطوة. أو حتى تتأخر خطوة.

وأنا مازلت بين الناس أتجرع ما يتجرعون وأتنفس ما يتنفسون. وأعانى ما يقاسون. فماذا تنتظرين من رجل يقف فى طوابير صامتة.

أنا فى حاجة لبيت يؤينى من تلك الأرصفة الرطبة. لحصيرة من خوص تفصل ما بين الطين وجسدى النحيل. فى حاجة لكسرة خبز تسد الجوع. أو ماء تروى الظمأ. لحلم نتدثر به من غضبة الأيام. أو أى شئ يجعل العين تقيم النظر قليلا، لا أن تظل مكسورة.

عندما تتوافر هذه الأشياء أستطيع ان أحب وأعشق وأجرى وألهو. وأسهر الليل بحثا عن قمر أرى فيه وجهك. وحينها سوف أردد عليك كلمات دافئة وعبارات رقيقة، وأنظم فيك أيضا قصائد حسنة القوافى. ولن يمنعنى شيئ من التغزل فيك ليل نهار، وشراء هدايا بمناسبة ودون مناسبة. أما عدا ذلك فلا تنتظرى سوى كلمات البؤس والمعاناة والحسرة من شخص فقد شهيته للحياة والرغبة فى الاستمرار.

في زمن الشح لا يستقيم الهوى والحاجة. عندما ينكسر القلم المكلوم فلا يكتب إلا المراثى وعبارات التأبين. فى زمن الشح لا وقت للحب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى