الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم محمد الأسدي

سيمياء العراق

بيان شعري صادر عن القيادة العليا للكلمات
كلماتــنا.. بين المقاحـــطِ.. انهُــــرُ
لا ســــدّ يـوقفـــها.. ولا تتعثــــــَّرُ
 
وغيابنا المرْئِيُّ.. يَفضـحُ كاذبــــــا
اقوى ادِلَّتـِــهِ.. قمــيصٌ احمَـــــــرُ
 
رسمَ الذهولُ على تراب وجوهــــنا
ازميلَ خـوفٍ.. في الملامح يَنْقــُــرُ
 
فالاغنيات.. نداؤهنّ..... تثــــاؤبٌ
والامنيــات... مسيرهن.. تقـهقـُرُ
 
ايامنا الابهى.. بخارطة الاســــــى
سلاّتُ بَيْضٍ...والمسافةُ..كنـغـَــرُ!
 
في أي بوصلةٍ تتيه قــصيدتـــي؟؟
فوصولنا الوهـــميُّ... بيتٌ ابتَــَــرُ
 
قد كنتُ اُسكِرُ بالجمال مواجــعـــي
فالآن.. أنخاب الهوى..لا تُسـكِــرُ
 
واُخَدِّرُ المعنى المخيفَ.. بشهـــوةٍ
تنسيهِ.. ما يروي.. نكيرُ ومَنـكـَــرُ
 
ذاك الجنون الحرُّ.. يسكن عالمــــا
تبنيهِ.. من طينِ القصائدِ..اسطُـــر
ُ
عَدَمٌ نبيلٌ.. كلَّمــا زلزَلـْْتُــــــــــــهُ
وُلِدَتْ مجرّاتٌ.. وماجت ابحُـــــرُ
 
من حلمة المعنى رضعت تـمـردي
وعلى صليب الكبرياء.. اُسَمَّـــــرُ
 
من كل عاصفةٍ جُبِلْتُ..فمولــــدي
نبأٌ.. لأفكارِ العصورِ.. مدمِّــــــرُ
 
تتبرأ الشعراء من أشعارهــــــــــا
اِنْ أبصرَتْني منشِـــدا اتَبَخْـــتــَـــرُ
 
وانا الذي ان راوَدَتْهُ قصيـــــــــدةٌ
عن نفسهِ... لم يبقَ شِعْرٌ يُذكـَــــرُ
 
الويــل للشعراء من صيرورتــــي
الويـــل من كينونتي.. إذ تَزْخَــــرُ
 
ما يفعلون.. أنا نهايةُ عصرهـــــم
ما يحذرونَ.. أنا..وما لم يحـذروا
 
مايكتبون؟؟ تشابهتْ أصواتــــهم
نقوا طويلا والــــــنقيق مـــــكـررُ
 
الشعر يرثــي نفسه ما بينهــــــــم
ويقيؤهم عنــــد الـــنـــشيد المنبـرُ
 
ظنوه لعبــــة جاهلٍ متفلســِـــــفٍ
فتنافـــسوا في مطلبٍ لايُـقـْــــــدَرُ
 
هذا يظــــــــــــــن المنتهى تفعيلة ً
صحَّـتْ وهذا ظنـَّـــــهُ ما يُنْثـــــَرُ
 
وتظن هذا حين ينشــــــد نائمـــــا
يهذي..وتحسب ذاك حبلى تزحرُ
 
وأجلُّهم في الحلم يسرق فكرتــــي
فيفيقُ من كابوسِــــــهِ يتذمّــــــــرُ
 
كفـــوا فقد جاء الذي تخشونــــــه
إني لمكتــــــوبٌ لكـــــــم ومُقَــدَّرُ
 
كسدت بضاعتكم وزالت سوقـــكم
وجهودكم في الشعر..أمر ٌ يُشكـَرُ
 
شِعري على الشعراء في غلوائـها
من كف عزرائيلَ... شئٌ أخطَــرُ
 
ان سرتُ بالزلزال اقصرَ خطــوةٍ
ابصرْتَ كيفَ الشاهقاتُ تُبَعْثَـــــرُ
 
هذا انا.. وانا انا.. وهنا انـــــــا
وهناكَ..صُورٌ للحروفِ ومَحْشَرُ
 
مرت سنينٌ والقصيدة حانــــــــــةٌ
فيها العواطف والعقول تُخـَــــــدَّرُ
 
كثرت بنا الشعـــراء كثـــرة قلـــةٍ
فالشــعر حقـــلٌ ميـــتٌ لا يُثـْـــمِـرُ
 
إني بعثتُ إليــــــــــــــهم متنبـــــيا
كي لا يقال الشـــعر شـئٌ مُضْجـِِرُ
 
كي لا يقال : العصر عصر رواية ٍ
باتت تقـــــدَّمُ بينـــــهم ويؤخَّــــــرُ
 
انا والفتى الكوفيُّ خِنْصِرُ راحــــةٍ
في ساعدِ الشعرِ الرفيعِ وبُنْصُــــرُ
 
آياتنا في الشعرِ.. يسمعنا الاصـــمُّ
معاً... ويبصرنا الذي..لا يبصِــرُ
 
بصريّةٌ.. كوفيةٌ.. روحي أنــــــــا
وبما أُحِسُّ... بداوةٌ... وتَحَضُّـــرُ
 
والناصريةُ لي... بُطَيْنٌ ايمــــــنٌ
ابدا.. وميسانُ.. البطين الايسَـرُ
 
وعلى يديّ ينام... نخلُ سمــــاوةٍ
اضنى به الاعذاقَ... وجهٌ اسمـرُ
 
ما بين اوراقي...جنائن ُ بابــــــلٍ
وبروحيَ الخضراء تَخفِقُ سومَـرُ
 
بغداد.. فاتنةُ العواصمِ في دمـــي
تبني..عمودَ حرائقي.. أو..تَنْـثـُرُ
 
روحي بسامراءَ... قبةُ سيــــــــدٍ
قلبي هناكَ..... مُرَبَّعٌ... ومُـــدوَّرُ
 
قلبي هناك.. حمامــــةٌ مذعــورةٌ
ما بين انيـــاب العواصف تبحِـــرُ
 
المَوصل الحدباءُ حين احدَوْدَبـَـتْ
زادت طفولتهـا... وزاد السُّكـَّـــرُ
 
الارضُ..اربعةٌ..فصول حياتهــا
وربيع موصلنا..يروح..فيحضُـرُ!
 
وجبال كردستانَ ترسم صورتــي
فهي الشبيهُ..او..القرينُ المُضْمَرُ!
 
قلبي هناك... ظفـــائرٌ كرديـــــةٌ
في رقصةِ الجوبــي عراقاً تُمْطِـرُ
 
قلبي هناك... وكلما ضيعْتُـــــــهُ
القاه.. في شلالها.. يتفجــــــــرُ!
 
القاه.. مغمورا بطهر ثلوجهـــــا
القاه... في غاباتها... يتشجَّـــرُ!
 
روحي لخارطةِ العراق دراســةٌ
فيها تضاريسُ الأسـى تتمــظـهرُ
 
لا صـــوت للأشياء إلا صمتـهــا
صمتٌ.. من المدن الكبيرةِ.. أكبرُ!
 
هي حيرة الإنسان يبصرُ مــهــدَهُ
في المبصرين..وبعد حينٍ.. يُقبَرُ
 
مأساة أسئلةٍ...تطاعِــــنُ نفسَـــها
فتذوب في اللاشئ..او.. تتـكررُ
 
يا شعرُ اين هو الطريق المبتَـَغَى
من اطفــَأ الآفاقَ.. هلاّ تُخبـــِـرُ؟
 
من غلّقَ الابوابَ حول وجودِنـــا
فحضورنا..مِلْءَ الغيابِ..مُحَجَّرُ!
 
تدنو زليخا..من نبوةِ رفضِنــــــا
فتفوز... عند الادعاء...ونخسَـرُ
 
مابين نابيها...فحيحُ غِوايـــــــــةٍ
وعلى مفاتنِها... اشتهاءٌ اخضــرُ
 
قَدَّتْ قميصَ مواسمٍ من عزلــــــةٍ
والعصر يعذرُها.... ولسنا نُعذَرُ!
 
تَرمِي بمُنْزَلََقاتِها... ويزجُّــــــنـا
في سجن نخوتِهِ العنيفةِ..عسكـرُ
 
ريحٌ من الشبهات تعصف بالرؤى
هذا....وللرؤيا...سقوطٌ مُبْهـِِـرُ!
 
السجن ما بين الحواس مؤبُّـــــــدٌ
من سورهِ السِّرِّيِّ.... لا نَتَحـَـرَّرُ
 
خلف الحضور نقيم في قــارورةٍ
ضاقـــتْ بـأرواحٍ كِــبـارٍ تُـعْصَرُ
 
وكواكب الرؤيا يمزق طيفَهـــــــا
بومٌ... بأعشاش القصائد... يكثُـرُ
 
نحن انتظارٌ في المتاهـــةِ فـــادحٌ
شعبٌ..على ما لا يجئُ.. مُسَمّـَرُ
 
يبِسَتْ..بشباك الذهول..عيونـــنا
بيتٌ عليها للعنــــــاكبِ مُغْبـــِـــرُ
 
سهَـرَتْ قروناً لانعتاقٍ مُدْبـِـــــــرٍ
سيجـئُ قيلَ... وقيل...قولٌ آخــرُ
 
نحن انتظرنا ألفَ عامٍ ميِّتـــــــــا
قالت لنا بوم الخراب : سيُنْشَــــرُ
 
حلمٌ.. الى عمقِ الجحيمِ يسوقــنا
حلمٌ... بأزهار الدخان..مُعَطَّـــرُ
 
فدليلنا.. للاّوصول... تخبُّــــــطٌ
ما بين آلهــــة الخرائط.. يعثـــرُ
 
ويقيننا حدْسٌ... يلجُّ صراخُـــــهُ
عن غيرجدران الصدى لا يُخْبـِرُ
 
نحو البدايةِ نشرئِبُّ... غوايـــــةً
ورهاننا.. قبل البدايةِ..يخسَـــــرُ
 
مابين طاغيةٍ كبيـرٍ... ينتهـــــــي
فينا.. وطاغيةٍ صغيرٍ.. يكبُــــرُ
 
في السخفِ أبصرْنا العجائبَ كلها
لم يبقَ سُخْفٌ أبيــضٌ أو أحمـــرُ
 
حطّ الغراب على وجيب قلوبنــــا
فمضى مَروعاً يستغيــثُ ويجْـأَرُ!
 
عُمْرٌ يُعَدُّ... وما لهُ من قيمــــــــةٍ
عمرٌ.. دقائِقُهُ... قبــــــورٌ تُحْفَــرُ
بيان شعري صادر عن القيادة العليا للكلمات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى