الخميس ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بعد حصولها على جائزة أفضل مطربة عربية :
بقلم داليا ربيع

صاحبة الصوت الوردي تنطلق من القاهرة إلى الوطن العربي

أحمل رسالة نشر الأغنية المغربية في الوطن العربي

أرفض أن أغني بجسدي لأنني أملك صوتا قادراً على الوصول للجمهور

أجرى الحوار : داليا ربيع

بصوتها الدافئ و أدائها المعبر و حضورها المتميز و جمالها الهادئ ؛ تطل علينا " بشرى لتأسر القلوب و الآذان ، مؤكدة أن الأصالة الفنية باقية من خلال أغنياتها الأصيلة .

حصلت بشرى مؤخراً على جائزة أفضل مطربة عربية من مهرجان الأغنية العربية " أوسكار " و الذي أقيم مؤخراً بمدينة شرم الشيخ ، كما حصدت أغنيتها المصورة " فكري احتار " ثلاث جوائز أخرى في المهرجان ذاته و هي أفضل إنتاج فيديو كليب و أفضل تصوير و أفضل ألحان.

و قد عبرت بشرى عن سعادتها الغامرة بالجوائز الآربعة التي لم تكن تتوقعها مؤكدة أن هذه الجوائز منحتها ثقة كبيرة في نفسها ، إلا أنها في الوقت ذاته تلقي على عاتقها بمسؤولية كبيرة مما يجعلها تفكر جيداً في خطواتها الفنية القادمة .و في اختياراتها سواء بالنسبة للكلمة أو اللحن أو الفيديو كليب .

 و عن بدايتها الفنية تقول بشرى :
 نشأت وسط عائلة تعشق الطرب الأصيل و تأثرت بعمالقة الغناء من أمثال أم كلثوم و
محمد عبد الوهاب و ليلى مراد و نجاة الصغيرة و حفظت الكثير من أغانيهم بالإضافة إلى
حبي للقراءة و الثقافة و خاصة تتبع حياة كبار الفنانين ، مما شجعني على الغناء منذ طفولتي من خلال الحفلات المدرسية و حفلات الأطفال و المناسبات و الحفلات القومية ، و لقيت تشجيعاً كبيراً من الجميع مما ساهم في تشكيل موهبتي و تنميتها تدريجياً . و بعدها التحقت بمعهد الموسيقى حيث درست العزف على البيانو و أصول الغناء . و أثناء دراستي في المعهد تقدمت للإذاعة المغربية و قدمت الكثير من الأغنيات في إذاعة المغرب و تونس بالإضافة إلى المشاركة في العديد من الحفلات .

و في تونس تقابلت مع السيدة رتيبة الحفناوي التي رشحتني للغناء في الأوبرا و الحضور للمشاركة في مهرجان الأغنية العربية عام 1997م . و من هنا كانت الإنطلاقة الكبيرة و بداية شهرتي حتى أطلق علي " صاحبة الصوت الوردي " .

بعد غياب ثلاث سنوات عن الساحة الغنائية بسبب حادث مأساوي فقدت فيه والدتها و أخاها ؛ عادت بشرى للتألق بقوة من خلال مهرجان أوسكار و ألبومها الغنائي الجديد " خدها مني كلمة " ، والذي تعتبره نقلة نوعية مهمة في حياتها الفنية التي تأمل أن تقودها إلى موقع متقدم في عالم الغناء والطرب وسط عشرات الأصوات التي تملأ الساحة الغنائية العربية الآن.

 كيف تلقيتِ خبر حصولك على جائزة أفضل مطربة عربية من مهرجان أوسكار الفيديو الكليب لعام 2004؟
  كنت في حالة توتر و خوف أثناء الحفل حين سمعت إسمي . إعتقدت إنني أحلم. وأذهلتني المفاجئة حينها شعرت بمسؤولية كبيرة . أحياناً كثرة الجوائز الفنية تضعنا في موقع مسؤول و خوف من خطوات مستقبلية لا تقبل المخاطرة برصيدنا الفني .

 منذ بدايتها اتجهت بشرى للأداء الأغنية الكلاسيكية التي تعبر عن الطرب العربي الأصيل ، فهل الساحة الفنية الآن مهيأة لهذا اللون ؟
  الفن بشكل عام يمر الآن بأزمات فنحن نرى في الفترة الأخيرة تضارباً في الأنغام الموسيقية والغنائية من خلال المزج بين النغم العربي والغربي ونجد أن البعض يريد تقليد الغربيين والغربيون يريدون تقليد العرب وهذا أمر غريب بينما الطرب موجود ويبقي طرباً له مستمعوه وأنا متأكدة من أن زمن أصالة الأغنية العربية سيعود لأن لا أحد يستطيع أن ينكر أصلة وجذوره وهذا لا ينفي أن تبقى الأغنية خفيفة وإيقاعية وذات مضمون حساس وتجارية في الوقت نفسه. و الجمهور العربي متذوق و ما زال يحب الأصالة و أكبر دليل أن معظم الفنانين يغنون في حفلاتهم لكبار الفنانين ... مهما تطورت الأغنية و دخلت المعاصرة يبقى للأصالة مكانة خاصة عند الجمهور .

 مؤخراً أثارت بشرى أزمة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب حوار صحفي أجرته معها صحيفة صوت بلادي التي تصدر في أمريكا ، ماذا كان رد فعلك تجاه هذه الأزمة ؟
  تعجبت كثيراً عندما اتصل بي الأستاذ إبراهيم أبو السعود مدير الشركة بالقاهرة ليبلغني بتفاصيل هذه الأزمة و التي لا أرى لها أي مبرر ، فكل ما حدث أن الصحيفة نشرت لي صورة عادية على صفحتها الأولى ، ثم فوجئت بمنع توزيع الصحيفة داخل صالات الاستقبال بالكنائس و المساجد هناك بحجة أن الصورة أخذت حجماً كبيراً بجوار العنوان الرئيسي للصحيفة و أن الصورة قد تثير افتتان من بداخل الكنائس و المساجد .. و أنا بطبعي فنانة ملتزمة و لا أميل إلى الإثارة لذا لم يكن هناك أي مبرر لهذه الأزمة ، و قد أجرى معي الأستاذ محي إبراهيم رئيس تحرير القسم الإنجليزي بصحيفة صوت بلادي اتصالاً هاتفياً للتعقيب على ما حدث و سيتم نشره في العدد القادم للصحيفة .
و الحمد لله أن جمهوري هناك تفهم كثيراً أبعاد الأزمة مما شجعني على قبول الدعوة لإحياء حفلات في عدة ولايات بأمريكا في شهر ديسمبر المقبل .

  هل أصبح تصوير الفيديو كليب ضرورة للمطرب من أجل نجاح أغنياته و انتشارها ؟
  نعم ، فنحن نعيش عصر الفضائيات، والفيديو كليب هو الطريق الأقصر للوصول إلى القاعدة العريضة من المشاهدين العرب عبر القارات وقد أصبح المشاهد العربي يتابع الأغاني الجديدة على شاشات القنوات الفضائية أولاً، وبقدر ما يكون الكليب ناجحاً ومؤثراً تكون فرصة النجاح أكبر وأسرع ، و هذا ما حدث معي عندما حققت أغنية " لا لوما لا " نجاحاً وانتشاراً بعد عرضها على القنوات الفضائية التي يتابعها جمهور ضخم من الشباب في مختلف أنحاء العالم .

 معظم الأغاني المصورة التي تحقق شهرة واسعة، هي التي تتعمد فيها المغنيات إظهار المفاتن بصورة مبالغ فيها.. فما رأيك في هذا الاتجاه السائد حالياً؟
 من المؤسف أن يسود مثل هذا الاتجاه في عالم الغناء، فالذين يسلكون هذه الطرق " تجار
" يتخذون من الفن وسيلة لتحقيق مآرب خاصة، وقد شوهوا صورة الفن النظيف بنشاطهم المريب، وهم يسيئون إلى التراث الغنائي العربي كله، ولكنهم لن يستمروا طويلاً في الساحة لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح . وجمهورنا العربي ذكي ويستطيع أن يميّز بين الصوت الحقيقي من الصوت المبتذل والسخيف . و ما يحدث الآن هو ظاهرة مؤقتة مثل فقاعة الصابون سرعان ما تزول وتختفي، لأن الفن أرقى من ذلك بكثير، فهو غذاء للروح والوجدان، وليس غذاءً للجسد.وأنا أرفض كل هذا العري في الأغاني المصورة التي تكاد تخرج على السيطرة، فالجمهور العربي لا يزال يحافظ على حدّ معين من القيم الأخلاقية، وأي اختراق فجّ لهذه القيم لن يمرّ بسهولة !

 ولكن الجمهور العربي نفسه هو الذي يصفق لهؤلاء ويطلب أغانيهم التي تحقق أعلى معدل للمبيعات في سوق الكاسيت ؟
 هذا صحيح للأسف ، والسبب في ذلك أن الوسط الغنائي الآن دبّت فيه الفوضى، والجمهور يطلب مثل هذه الأغاني الرائجة لأن شركات الإنتاج الفني والقنوات الفضائية المتخصصة تروج لها ليل نهار، في حين لا تحظى الأغاني العربية المحترمة بمثل هذا الاهتمام . - فالإعلام يتحمل نصف المسؤولية، وتتحمل شركات الإنتاج النصف الآخر من المسؤولية في الترويج لهؤلاء العارضات أجسادهن والراقصات اللواتي يتصدرن المشهد الغنائي العربي الآن .

 الكثير من المطربات يغنين بأجسادهن في محاولة للوصول السريع إلى الشهرة و النجومية ، فكيف تجد بشرى لها مكاناً لدى الجمهور و هي تعتمد على الأصالة في الغناء ؟
 " الجمهور عاوز كده " كلام فاضي ، لا يعقل أن نطرح على الجمهور أي فن مبتذل
بحجة أن الجمهور " عاو ز كده " لأنه جمهور واع و مدرك تماماً ما هو جيد و ما هو ردئ . نحن من نظلم الجمهور عندما نقدم إليه فناً رديئاً و ليس العكس . حين لا يحسن الفنان الاختيار في أعماله يقول أن " الجمهور عاوز كده " مَن مِن الفنانين طرح هذا السؤال على جمهور و سأله أي نوع من الفن تريد ؟

 ما الذي ينقص الأغنية المغربية لتنتشر في الوطن العربي ؟
 هناك الكثير من المطربين المتميزين على الساحة المغربية ، و لكن ما ينقصهم هو إيصال الأغنية المغربية إلي العالم العربي في شكل مميز ، بالرغم من أن عبد القادر دوكالي الذي قدم قصائد وأغنيات مغربية وشارك في أفلام مع ممثلين كبار من كل العالم العربي بينهم الفنان الراحل فريد الأطرش ساهم في نشر ألاغنية المغربية في فترة الستينات من القرن الماضي ولدينا مطربون معروفون على مستوي الأغنية الشعبية مثل حميد الساهر من مراكش الذي يؤدي الأغاني الشعبية والمفهومة ولها لون معين ولكن لا يوجد في المغرب شركات إنتاج تستطيع أن توفر للفنان مجالاً لإيصال لهجة بلدة إلي البلدان العربية الأخرى .

 نجحتِ في تصوير أغنياتك بشكل و أداء تمثيلي جيد ، فهل تفكرين في دخول مجال التمثيل ؟
عرض علي التمثيل أكثر من مرة ولكنني أتهرب من الموافقة بسبب خجلي من التمثيل نفسه لأنه أمر صعب علي لذا لا أدخل إلى مجال لا أستطيع أن أكون فيه ناجحة مئة في المئة على رغم أن التمثيل عمل جميل لكنة يحتاج إلى موهبة وهواية وحب للعمل نفسه حتى يتمكن الفنان أن يعطي فيه ويستمر ولكن أن يكون التمثيل هدفاًلأشياء ثانية فأنا أرفضه حتى لو كان سيدعمني كمطربة وعندما أشعر بأنني جاهزة لأداء دور أقتنع به وأتعامل مع نفسي فيه كممثلة قد أوافق .


 هل كان للفن تأثير على حياتك الشخصية و خاصة حياتك العاطفية ؟ و لو تعارض طموحك الفني مع حياتك الشخصية فأيهما تختارين ؟

 بالتأكيد كان للفن تأثير كبير جداً على حياتي الشخصية ، فلم أعد أنعم بالاستقرار نهائياً خاصة و أنني أعشق الحياة الاجتماعية و الأجواء العائلية ، فالفن جعلني مقيدة و مفتقدة للحرية التي تمكني من ممارسة حياتي الاجتماعية ، فحياتي الآن ليست ملكي و إنما ملك لفني و جمهوري . منذ فترة كان لي تجربة عاطفية توجت بالخطوبة و كنت أتمنى أن تستمر ، و رغم موافقته على استمراري بالمجال الفني إلا أنه لم يكن يتوقع أن تكون طبيعة المجال الفني بهذا الشكل من المجهود و المشغوليات و كثرة التنقل و عدم الاستقرار مما أدى إلى عدم إستمرار الارتباط بسبب تمسكي بفني الذي اضطرني إلى التضحية بحياتي العاطفية . لذا أفضل أن يكون إ رتبا طي بإنسان من المجال الفني لأنه أقدر على تفهم طبيعة حياتي كفنانة .

 ما هو جديد الفنانة بشرى ؟
 أصدرت مؤخراً ألبومي الغنائي الثاني " خدها مني كلمة " و الذي اعتبره نقلة فنية مهمة في حياتي ، حيث يحوي الألبوم سبع أغنيات متنوعة في شكلها الفني ، تعاملت فيه مع مجموعة متميزة من الملحنين مثل سامي الحفناوي و أشرف سالم و شكيب العاصي و شاكر الموجي ، و من الشعراء الغنائيين : الشاعر الكبير عمر بطيشة و عزت الجندي و أمير طعيمة و مدحت العدل و محمد الصواف .. و تم تصوير اغنيتين من الألبوم هما " خدها مني كلمة " و " فكري احتار " و التي حصلت على جائزة أفضل فيديو كليب في مهرجان أوسكار الفيديو كليب في مدينة شرم الشيخ .

أيضأ أقوم بالتحضير لعدة جولات فنية في الوطن العربي ، أعود بعدها للقاهرة لتصوير فيدو كليب جديد من ألبوم " خدها مني كلمة " ، و أتفرغ بعدها لعقد جلسات عمل من أجل التحضير للألبوم الغنائي القادم .
 كلمة أخيرة توجهينها لجمهورك ؟
 أقول لهم إني أحبهم ، و اتمنى أن اقدم لهم ما يسعدهم دائماً .

أحمل رسالة نشر الأغنية المغربية في الوطن العربي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى