الاثنين ٢٠ أيار (مايو) ٢٠١٩
بقلم نوري الوائلي

صيام الأتقياء

لنا رمضانُ للورع الحِزامُ
ومدرسةٌ روافدها الصيامُ
مناهجُها بنور الله خُطّتْ
ورائدها إلى التقوى إمامُ
يعلّمُنا برشدٍ كيف نحيا
حياةً لا يدنّسها الحرامُ
وأن الجوعَ بالفقراء داءٌ
وكيف الداءَ يشفيه الكِرامُ
يعلّمُنا بأنّ النفسَ طوعٌ
إذا الإيمانُ والتقوى اللجامُ
ومنْ بركاتهِ كلّ الخطايا
وإنْ عظُمت عفا عنها السلامُ
صيامُ الشهر للرضوان بابٌ
ومفطره الى النار الضرامُ
نعانقهُ كأنّا من فراقٍ
تلاقينا فيُسعدنا الوئامُ
ونحياهُ كأنّا لافتراقٍ
وشيكٍ حين يطوينا الخِتامُ
يشدُّ الروحَ للصلواتِ ليلاً
ويحلو في مساجدهِ القيامُ
لسانُ الاتقياء به لجوجٌ
بذكر الله ما وسع الكلامُ
صيامُ النفسِ مصباحٌ تجلّى
فيُجلى من نوازعها الظلامُ
جِمالٌ صومهُ تجري لروضٍ
بصحراءٍ مسالكها الجسامُ
فمنْ ركبَ الجمالَ وشدّ فيها
تظللهُ على القربِ الغمامُ
يُمتّعنا إلى الإفطارِ شوقٌ .....
ويجمعُنا على الزادِ انسجامُ
يُمرّننا على الطاعاتِ صبراً
وكيف هوى الغرائزِ يستقامُ
به الإيمانُ للشهواتِ قيدٌ
وما فيه إلى النفسِ احتكامُ
فكم تُمحى من الآثامِ فضلا
وكم فيه من الأجرِ اغتنامُ
ومن بركاته تُشفى نفوسٌ
وأجسادٌ يداهمها الزؤامُ
محاريبُ الصلاةِ لها وفودٌ
على أطرافها اشتّد الزحامُ
يبيت بها التقاةُ على خشوعٍ
كمن يعلو رؤوسهم اليمامُ
فلا ينهي تهجدهمْ نعاسٌ
ولا تثني عبادتهمْ سِقامُ
موائدهم إلى الفقراء تُهدى
وتكفي جوعهمْ منها العظامُ
هم الكلمُ الصدوق لكلّ أمر
وفي الغضب الشديد هم الكظام
هنيئاً للتقاةِ وهم صيامٌ
إذا مرّوا على لهوٍ تساموا
لهم رمضانُ مغفرةٌ فأضحوا
كمن ولدوا وما فيهم أثامُ
فإنْ فضّ الصيامُ بدون عتقٍ
فما يجدي لصائمهِ الملامُ
فلا يغنيهمُ عطشٌ وجوعٌ
كمنْ تعلو أراضيه الجهامُ
ينامون النهارَ وفي الليالي
لهم بمجالسِ اللهوِ اعتصامُ
فيا ويلٌ لمن بالشهرِ يلهو
ويُجفيه من اللهِ الخصامُ
فما كانَ الصيامُ صيامُ جوفٍ
ولكنْ في مناهجه التزامُ
فما نفْعُ الصيامِ إذا ارتداه.
فؤادٌ في الخطايا مُستهامُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى