الأربعاء ١١ تموز (يوليو) ٢٠١٨
بقلم محمد جمال صقر

صِلُّ أَصْلَالٍ

من أجل اختبار القبول بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة أواخر خمسينيّات القرن الميلادي العشرين، وفد محمود محمد الطناحي الطالب الأزهري النجيب، على عبد العليم إبراهيم الأستاذ الدرعمي الأصيل كبير مفتشي اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، فلم يكد يستقر في مقعده حتى قال له: اكتب حرف الصاد!

فكتبه، فقال له: ألصق به حرف اللام!

فألصقه، فقال له: اقرأ!

فقال: صِلْ.

فقال له: أمر بالوَصْل؛ فهل غيره؟

فقال: صُلْ.

فقال له: أمر بالصَّوْل؛ فهل غيره؟

فقال: صَلِّ.

فقال له: أمر بالصلاة؛ فهل غيره؟

فقال: وهل غيره!

فقال له: نعم؛ صِلٌّ أي ثُعبان، ومنه مثَلهم للداهي المنكَر: "صِلُّ أَصْلَالٍ"!

ثم أجازه، ليكون فيما بعد أحد علماء المخطوطات العربية ومتقني المحققين المثقفين؛ فكأنما أراد تنبيهه على الطريق، باختبار أول باهر، تمكَّن من قلبه الخليّ؛ فاتجه به كل متجه!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى