الأحد ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

طعم الحرية ومعنى الوطن

صباح الشباب كان صباحي هذا اليوم!

هل أحنّ للشباب؟ أم أعاني من عجز الشيخوخة؟! لماذا يحضر الشباب في أيامي الأخيرة إلى صفحة أيامي؟

بدأت – دون تخطيط مسبق – بقراءة المجلة الشبابية الموجودة بحوزتي منذ يومين (فلسطين الشباب)، وفي طريقي الصباحي لإحضار خبز الصباح والبن (اكتشفت نفاذ البن من مطبخي هذا الصباح، فتعكّر مزاجي ...) التقيت صديقي الشاعر الشاب (لؤي زعيتر) الذي أنبأني بتنظيم الملتقى الشبابي الأدبي (دواة على السور) لقاءها لهذا الشهر في نادي الحي، وطلب أن أدعو (آية) و(رئاس) لحضور اللقاء.

الشباب ينشط، ويحضر مع هذا الصباح. أتفاءل دائما حين أقف على روح الشباب المتوثبة، لكن تفاؤلي عاد إلى واقعه الصادم حين أتيت على قراءة ما جاء في المجلة الشبابية! إذ وجدت هموم المرحلة السياسية، والاجتماعية، والأخلاقية تسيطر على أقلام الشباب والشابات.

الشباب يكتبون همومهم، ورؤاهم المحاصرة بسقف الاحتلال وجدر الواقع.

اليوم مساء موعد احتفالية جمعية (نوران) للإسعاف الأولي والمساعدة الطبية. صباحا أقول لنفسي سأذهب إلى قاعة الفندق الوطني للمشاركة في الاحتفال التعريفي والإعلان عن (جمعية أصدقاء نوران) التي وافقت على أن أكون أحد أعضائها. النوايا وحدها لا تكفي، ولا تسعف.

رحلت بفرخيها وذكرها ؛ جارتي التي وفّرت لها إقامة هادئة نوعا ما اليوم تأكدت من رحيلها؛ زرت نافذتي العلوية واطلعت إلى بقايا عشها المبني على عجل . العش كان مطلوبا منه أن يؤدي دوره في احتضان البيضتين، ثم الفرخين حين يفقسان.

اطمأنت إلى قدرتهما على كسب قوتهما فغادرت.

هي (حمامة برّية) لم تعتد الإقامة بجوار البشر. آثرت الرحيل إلى وطنها الفسيح وعالمها الخاص الذي تجد نفسها فيه ؛ السماء وطنها، ورؤوس الأشجار عالمها.

بالسلامة أيتها الوادعة (الغبية)! أم تراني أنا وأبناء جنسي من البشر الأغبياء؟!!!

...وأخيرا ستحط رحال (دواة على السور) في الحي ؛ جبل المبدعين .غدا ستقيم (الدواة) لقاءها الأدبي الشبابي في قاعة نادي الحي.

أعادتني فكرة التجوال الذي استنته (الدواة) إلى وظيفة الحكواتي التراثي.

(...كان الحكواتي يقص على الجمع ذات سهرة قصة عنترة بن شداد، وساقه إلى الاعتقال. الجمع ممن خاطب فيهم النخوة والشهامة، وأثار الحمية، لم يرق لهم وقوعه في الأسر. الحكواتي الذي أراد التشويق لقصته والمتابعة من جمهوره أخبرهم بأنه سيواصل سرد الحكاية في الليلة التالية. بعد منتصف الليل تسلل أحد الحضور ممن لم يستوعبوا أن يؤسر بطلهم إلى بيت الراوي على خجل واستحياء عارضا عليه ما يريد لقاء إطلاق سراح عنترة في الليلة القادمة ...)

الحكواتي العصري بالنكهة الشبابية الواعدة سيحط في الجبل غدا.

عنترة العصري لم يجد من يسعى ليطلق سراحه!

لم أستطع الذهاب إلى الفندق الوطني هذا المساء لمشاركة (نوران) فرحها ؛ سأشاركها بفرحي الوجداني عن بعد!

الحمامة انطلقت إلى حريتها رافضة قصر (ميسون بنت بحدل)!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى