الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
(130) دور مكتب التحقيقات الفدرالي في التستّر
بقلم حسين سرمك حسن

على هجمات الجمرة الخبيثة

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.
(على الرغم من أن مكتب التحقيقات الفدرالي يعترف بأن هجمات الجمرة الخبيثة 2001 نُفذت من جانب واحد أو أكثر من علماء حكومة الولايات المتحدة، فإن مسؤولا كبيرا في مكتب التحقيقات الفدرالي قال إن مكتب التحقيقات الفدرالي مال فعلا إلى إلقاء اللوم في هجمات الجمرة الخبيثة على تنظيم القاعدة بضغط من قبل المسؤولين في البيت الأبيض. يؤكد مسؤولون حكوميون ان البيت الأبيض حاول ربط الجمرة الخبيثة بالعراق كمبرر لتغيير النظام في ذلك البلد ودفعت رسائل الجمرة الخبيثة الكونغرس المذعور إلى الموافقة على قانون باتريوت حتى دون قراءته. من قبيل الصدفة، كان أعضاء الكونجرس الوحيدين الذين تلقوا رسائل الجمرة الخبيثة هم الذين عارضوا قانون باتريوت).

(والحقيقة الصادمة هي أنه في عام 1999، كُلّف وليام باتريك، المخترع الأصلي لتسليح الجمرة الخبيثة، بالقيام بتحليل هجوم افتراضي بالجمرة الخبيثة عبر رسائل البريد لصالح وكالة المخابرات المركزية. وتم تسريب هذه الوثيقة السرّية إلى وسائل الإعلام. في تقريره المعنون "تقييم المخاطر"، أوضح باتريك أن 2.5 غرام هي الكمية القياسية من الجمرة التي يمكن وضعها في مظروف دون الكشف عنها. وأشار باتريك أن الولايات المتحدة قد نجحت في "تركيز" سلاح مسحوق الجمرة الخبيثة إلى حد لم يسبق له مثيل بوضع تريليون جرثومة في الغرام الواحد. هذه الدرجة من النقاء تتوافق مع النقاء الاستثنائي للجمرة الخبيثة في الرسائل الموجهة إلى أعضاء مجلس الشيوخ).

المحتوى

(الكونغرس: مصدر جرثومة الجمرة المؤكّد في الولايات المتحدة- 6 سنوات ومكتب التحقيقات يماطل ولا يصل إلى نتيجة!- رد مكتب التحقيقات كان سخيفا وكاذباً- المسؤول عن لجنة التحقيق في هجمات الجمرة الخبيثة يفجّر المفاجأة عن تواطؤ مكتب التحقيقات الفيدرالي!- كيف اتهم مكتب التحقيقات العالم "بروس إيفانز" كذبا وأوصله غلى الإنتحار؟- الأدلة على براءة العالم ايفانز- مكتب التحقيقات الفدرالي يزوّر الحقائق العلمية- لا صدّام ولا القاعدة مسؤولان عن هجمات الجمرة- مقتل ايفانز أراح مكتب التحقيقات الفيدرالي- الهجمات تمهيد لخروج أمريكا من معاهدة حظر الاسلحة الجرثومية!!- وكالة المخابرات عصت الأمر الرئاسي وخرقت المعاهدة منذ عام 1975- تجارب هجمات رسائل الجمرة الخبيثة بدأت منذ عام 1999!!- بعض وسائل الاعلام تكشف الحقيقة قبل التستر عليها- استنتاج: رسائل الجمرة الخبيثة من أعمال المجمع الصناعي العسكري الاستخباراتي- ذيل: جذور الشركات المصنعة تعود إلى شركات روكفلر الداعمة للنازية!- مصادر هذه الحلقات)

الكونغرس: مصدر جرثومة الجمرة المؤكّد في الولايات المتحدة

يقول المحلل الساسي "باري كيسين" في دراسته "الحقيقة عن هجمات الجمرة الخبيثة The Truth About The Anthrax Attacks " :

"في 16 و17 سبتمبر ، 2008، على التوالي، أجرى مجلس النواب واللجان القضائية في مجلس الشيوخ جلسات استماع في لجنة Amerithrax التي تشمل استجواب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "روبرت مولر". وعلى الرغم من القلق واسع النطاق حول سلامة Amerithrax، كانت المناقشات خلال هذه الجلسات ضعيفة إلى حد كبير. عضو الكونغرس "نادلر" طرح السؤال الأكثر اهمية. قال الصحافي "غلين غرينوالد":

"طرح نادلر واحدا من أكثر الأسئلة مركزية في قضية الجمرة الخبيثة: أشار إلى أن المرافق (على عكس فورت ديتريك) التي تتوفر فيها فعلا المعدات والأفراد لإعداد المسحوق الجاف من الجمرة الخبيثة المغلفة بالسيليكا هي مختبرات دوجواي للجيش الامريكي U.S. Army’s Dugway Proving Ground و شركة باتيل Battelle Corporation، وهما المقاول الخاص بوكالة المخابرات المركزية الذي أجرى أبحاثا كبيرة على سلالات معقدة للغاية من الجمرة الخبيثة. سأل نادلر كيف أن مكتب التحقيقات الفدرالي قد أهمل تلك المؤسسات كجناة متوقعين وراء الهجوم. وبعد استدعاء العموميات لطمأنة نادلر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تتبع الجمرة الخبيثة إلى قارورة ايفينز (طبعا هذا الكلام لم يُجب على هذا السؤال)، وكان رد مولر هذا: أنا لا أعرف الأجوبة على هذه الأسئلة عن كيفية إهمال المكتب لدوجواي و باتيل. سأعود اليكم بالجواب في مرحلة ما.

"ثم ترجاه نادلر: من فضلك، حاول أن تعود الينا مع الإجابة بسرعة. أجاب مولر: "أوه، مؤكد يا عضو الكونغرس".
بعد ذلك بوقت قصير، وضع سؤال نادلر في صيغة كتابية وأُرسل إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي مع أسئلة أخرى من اللجنة القضائية في مجلس النواب. سؤال نادلر كان كما يلي:

"كيف، وعلى أي أساس، وباستخدام أي أدلة استنتج مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أيا من المختبرات التي تم التحقيق معها لم تكن بأي شكل من الأشكال مصادر للمسحوق الذي استخدم في هجمات الجمرة الخبيثة عام 2001، باستثناء مختبر للجيش الأمريكي في فورت ديتريك بولاية ماريلاند؟ أرجو أن تدرج في إجابتك لماذا المختبرات التي حددت علنا بوجود المعدات والأفراد اللازمة لصنع مسحوق الجمرة الخبيثة، مثل مختبر الجيش الأمريكي في دوجواي ، بيوتا، ومعهد باتيل في جيفرسون، بأوهايو، قد استبعدت كمصادر محتملة؟"

6 سنوات ومكتب التحقيقات يماطل ولا يصل إلى نتيجة!

مضت سبعة شهور قبل أن يرد مكتب التحقيقات الفدرالي. كان رده كما يلي:

"في البداية، أمكن تحديد الجراثيم الواردة في المظاريف كعصيات الجمرة الخبيثة. ثم تم إرسالها إلى خبير، استطاع تحديد "سلالة الجمرة" بأنها من نوع أميس Ames. وفور تحديد نوع السلالة، بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في النظر إلى أي المرافق يستطيع الوصول إلى سلالة أميس. وفي الوقت نفسه، بدأ خبراء العلوم بتطوير القدرة على تحديد الفروق الشكلية للجمرة الواردة بالبريد. وعلى مدى السنوات الست التالية، سمحت التطورات العلمية الجديدة لخبراء من مختبر مكتب التحقيقات الاتحادي وغيرهم من الخبراء العلميين المعترف بهم وطنيا بالنهوض بعلم الجراثيم. أتاح هذا التقدم لمكتب التحقيقات الفدرالي القيام بالربط إيجابيا بين الجراثيم المحددة الموجودة في الجمرة الخبيثة المرسلة بالبريد وتلك الموجودة في قارورة واحدة في معهد الجيش الأمريكي للبحوث الطبية المتعلقة بالأمراض المعدية USAMRIID. باستخدام السجلات المرتبطة بالقارورة، كان المكتب قادرا على تتبع نقل عينات فرعية من القارورة التي تقع في معهد الجيش إلى اثنين من المرافق الأخرى. وباستخدام أساليب مختلفة، حقق مكتب التحقيقات الفدرالي مع المنشأتين اللتين حصلتا على عينات من القارورة الأم، واستثنى بعض الأفراد من تلك المرافق كمشتبه بهم، لأنه حتى لو كان المختبر يمتلك المعدات والأفراد لصنع مسحوق الجمرة الخبيثة، فإن هذا المسحوق سوف لا يتطابق مع الجراثيم في المظاريف البريدية ما لم يكن هذا المعمل قد تلقى نماذج من الجمرة من القارورة الأم ".

ومن البداية، يظهر أن استجابة مكتب التحقيقات الفدرالي هي استجابة سخيفة وغريبة. يقول الرد حرفيا أنه بعد تحديد "اثنين من المرافق" التي حصلت على عينات من الجمرة الخبيثة من القارورة الأم في معهد الجيش (قارورة بروس ايفينز)، تم استبعاد هذه المرافق كمصادر محتملة لهجوم الجمرة الخبيثة لأنها "لم تتلق" الجمرة الخبيثة من تلك القارورة !!.
واحد من أغراض هذه الدراسة هو أن توضح لماذا كان سؤال نادلر هو "السؤال الكبير المركزي" المطروح حول Amerithrax. سوف تعمل هذه الدراسة على وضع عجز روبرت مولر المعلن عن الرد على سؤال يوم 16 سبتمبر 2008 ، ومدة سبعة أشهر التي استغرقها مكتب التحقيقات الفدرالي لصياغة ردّه، والطريقة المخاتلة في الإجابة، تضع كل ذلك في منظور واحد.

رد مكتب التحقيقات كان سخيفا وكاذباً

لم يكن رد مكتب التحقيقات الفدرالي سخيفا فقط؛ بل هو، إلى الحد الذي لم ينص فيه على أي شيء على الإطلاق، كاذب بشكل واضح. قبل بضعة أشهر فقط، تم نشر سجلات المواد المستلمة من قبل "بروس ايفينز" والمتعلقة بقارورة الجمرة الخبيثة على شبكة الإنترنت، والآن يمكن الوصول إليها في الرابط التالي:
http://caseclosedbylewweinstein.wordpress.com/2009/07/25/usamriid -rmr- 1029 /
النسخة الأصلية من هذه السجلات هي في عهدة مكتب التحقيقات الفدرالي. وتقول وثائق السجل أنه خلال صيف عام 2001، أرسل بروس ايفينز عينات من RMR-1029 إلى معهد باتيل ومختبر دوجواي. وبالنظر إلى أن كلا من باتيل ودوجواي كانا قد استلما عينات الجمرة RMR-1029، فإن باتيل ودوجواي لا يقل تجريمهم من بروس ايفينز في تحقيق Amerithrax.
كون مكتب التحقيقات الفدرالي قد شارك في التستر في تحقيق Amerithrax هو أمر باد للعيان. تعالج هذه المذكرة مسألة ملحة تتعلق بما الذي تم التستر عليه.

حتى الآن، فشل الكونغرس في دوره الرقابي فيما يتعلق بـ Amerithrax. ومثال صارخ على هذا الفشل هو عدم وجود أي رد فعل من جانب عضو الكونغرس نادلر أو أي عضو آخر في الكونغرس على إجابة مكتب التحقيقات الفدرالي البائسة التي تم تسليط الضوء عليها في هذه المقدمة.

المسؤول عن لجنة التحقيق في هجمات الجمرة الخبيثة يفجّر المفاجأة عن تواطؤ مكتب التحقيقات الفيدرالي!

وكيل رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي المسؤول عن التحقيق في هجمات الجمرة الخبيثة - ريتشارد لامبرت - رفع دعوى قضائية في المحكمة الاتحادية للمبلغين عن الفساد واصفا تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي بأكمله بأنه هراء !
في خريف عام 2001، وفي أعقاب هجمات 11/9، حصلت سلسلة من رسائل الجمرة الخبيثة أسفرت عن مقتل خمسة أمريكيين ومرض 17 آخرين. تم استرداد أربعة مظاريف ملوثة بالجمرة الخبيثة كانت موجهة إلى اثنين من منافذ وسائل الإعلام في مدينة نيويورك (صحيفة نيويورك بوست والمصور توم بروكو في ان بي سي) واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ في واشنطن العاصمة (باتريك ليهي وتوم داشل). كانت رسائل الجمرة الخبيثة الموجهة إلى نيويورك قد أُرسلت في 18 سبتمبر 2001، بعد سبعة أيام فقط من هجمات 11/9. أما الرسائل الموجهة إلى أعضاء مجلس الشيوخ فقد أرسلت بعد 21 يوما؛ يوم 9 أكتوبر 2001. الرسالة البريدية الخامسة الملوثة بالجمرة الخبيثة وجهت إلى مؤسسة وسائل الإعلام الأمريكية (AMI) في بوكا راتون، فلوريدا وأدت إلى وفاة موظف واحد من التسمم بالجمرة الخبيثة وتلوث شديد في المبنى.
أحالت الإدارة التنفيذية في مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي مسؤولية التحقيق في الجمرة الخبيثة (اطلق على العملية اسم "AMERITHRAX") إلى المكتب الميداني في واشنطن (WFO)، ووصفتها بأنها القضية الأكثر أهمية في مكتب التحقيقات الفدرالي في ذلك الوقت. في أكتوبر 2002، في أعقاب ارتفاع انتقادات وسائل الاعلام، ونفاد صبر البيت الأبيض بسبب عدم وجود تقدم في التحقيق من قبل WFO، وقلق الكونجرس الذي كان يدرس إلغاء ميثاق مكتب التحقيقات الفدرالي الخاص بالتحقيق في قضايا الإرهاب، تكليف قام مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "روبرت مولر" بنقل مدّعي من المكتب الميداني في سان دييغو إلى شعبة التفتيش في مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي وكلّف هذا المدعي بتولي قضية AMERITHRAX بصفة "مفتش". وفي حين يقود التحقيق للسنوات الأربع المقبلة، اصطدمت جهود المدعي في التحقيق بالتعنت من قبل الإدارة التنفيذية في WFO، و اللامبالاة والخطأ من مختبر مكتب التحقيقات الفدرالي، وحظر الاتصالات ذي الدوافع السياسية من مقر مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبسابقة ورأي قانوني خاطئ من المدعى كيلي - والتي عرقلت وأعاقت التحقيق إلى حد كبير.

يوم 6 يوليو 2006، قدم المدعي تقرير المبلغين عن سوء الإدارة إلى نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وفقا للمادة 5 من قانون الولايات المتحدة. تضمنت تقارير سوء الادارة التي نقلت كتابة وشفويا ما يلي: (أ) نقص موظفي WFO الدائم والضروريين للتحقيق في AMERITHRAX . (ب) تهديد وكيل WFO المسؤول بالإنتقام إذا كشف المدعي نقص الموظفين إلى مقر مكتب التحقيقات الفدرالي. (ج) إصرار WFO على تزويد تحقيق AMERITHRAX بوكلاء جدد تخرجوا حديثا من أكاديمية مكتب التحقيقات الفيدرالي مما أدى إلى متوسط ​​فترة التحقيق لمدة 18 شهرا مع 12 من 20 وكيلا مكلفا بالقضية ليس لديهم خبرة في التحقيقات السابقة على الإطلاق؛ (د) طرد WFO فرقة العمل AMERITHRAX من مبنى WFO في وسط مدينة واشنطن والانتقال إلى تايسون كورنر بولاية فيرجينيا لإخلاء مكان للفرق الإباحية الجديدة للمدعي العام اشكروفت. (ه) أمر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي مولر إلى المدعي بـ "تجزئة" التحقيق AMERITHRAX، في خطوة تهدف إلى وقف مد التسريبات الإعلامية المجهولة من قبل المسؤولين الحكوميين بشأن تفاصيل التحقيق. هذا المرسوم الخاص بالتجزئة والعزل خرب المعنويات وثبت أنه غير ضروري في ضوء الدعاوى المدنية اللاحقة التي أثبتت أن التسريبات الإعلامية تُعزى إلى نائب الولايات المتحدة الأمريكية لمقاطعة كولومبيا وإلى الوكيل الإشرافي الخاص في المكتب الوطني للصحافة من مكتب التحقيقات الفيدرالي، وليس للمحققين في فرقة العمل AMERITHRAX. (و) تحويل WFO ونقل اثنين من حملة الدكتوراه في علم الاحياء الدقيقة من دورهم الأساسي في التحقيق لملء الفراغات لبرنامج التدريب على اللغة العربية لمدة 18 شهرا في "إسرائيل". (ز) إخفاء مختبر مكتب التحقيقات الفدرالي المتعمد عن فرقة العمل التابعة للتحقيق اكتشافه لحمض نووي بشري على مغلف للجمرة الخبيثة موجه إلى السناتور ليهي ورفض المختبر الأولي لأداء اختبار المقارنة. (ح) رفض مختبر مكتب التحقيقات الفدرالي لتوفير التحليلات العلمية الكافية في الوقت المناسب وعدم تقديم فحوص الطب الشرعي لدعم التحقيق؛ (ط) الرأي القانوني الخاطئ للمدعى كيلي حول الأنظمة المعمول بها في إدارة السلامة والصحة المهنية والذي حال دون جمع فرقة العمل أدلة في أماكن وراء البحار(خارج البلاد)؛ (ي) اتهام مكتب التحقيقات الفدرالي لـ "بروس ايفانز" كمرسل للجمرة الخبيثة. و، (ك) جهود مكتب التحقيقات الفيدرالي اللاحقة لتوجيه التحقيق نحو إدانة ايفانز بالرغم من الأدلة القوية على براءته.

كيف اتهم مكتب التحقيقات العالم "بروس إيفانز" كذبا وأوصله غلى الإنتحار؟

عقب إعلان الدعوى ضد ايفانز، وضع مدّعو وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي حملة لدعم تأكيداتهم بذنب ايفانز. شملت هذه الجهود المؤتمرات الصحفية وعروض أدلة انتقائية للغاية والتي كانت تزخر بالنقص والثغرات. اعترض المدّعي أيضا على طلب مكتب التحقيقات الفدرالي من المدّعي بعدم التحدث مع موظفي مجلة أخبار تلفزيون سي بي أس 60 دقيقة، أو مع المحقق الصحفي ديفيد ويليام، بعد أن طلب كل منهما ترخيصا لمقابلة المدعي.

في أبريل 2008، نشرت لمحة عن بعض تقارير المدعي السابقة عن المبلغين عن المخالفات على تلفزيون سي بي أس في برنامج 60 دقيقة. وكان هذا الجزء انتقاديا للإدارة التنفيذية لمكتب التحقيقات الفدرالي في تعاملها مع التحقيق في AMERITHRAX، مما أدى إلى إحراج الوكالة واستحداث مشاريع القوانين التي تدعو إلى إنشاء استفسارات الكونغرس واللجان الخاصة لدراسة هذه القضايا – مستوى من التدقيق لا تصمد أمامه قضية مكتب التحقيقات الفدرالي في اتهام ايفانز.
بعد خروجه من التحقيق في AMERITHRAX في عام 2006، واصل المدّعي الحديث علنا بأن كم الأدلة الظرفية ضد بروس ايفانز لم يكن كافيا لتأمين إدانة جنائية في محكمة اتحادية. واصل المدعي الدعوة إلى أنه في حين أن بروس ايفانز قد يكون مرسلا للجمرة الخبيثة، فإن هناك ثروة من أدلة البراءة على العكس من ذلك والتي لا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يقوم بإخفائها عن الكونغرس والشعب الأميركي.
الصورة رقم (1): العالم بروس إيفانز

الأدلة على براءة العالم ايفانز

العميل لامبرت لم يكشف علنا أدلة البراءة التي لصالح ايفانز. كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز:
رفض لامبرت أن يكون محددا، قائلا ان معظم المعلومات كانت محمية بموجب قانون الخصوصية، وليس من المرجح أن تصبح علنية، ما لم ينجز الكونغرس التحقيق الخاص به.
ولكن عمليا هناك الكثير من أدلة البراءة في السجل العام.
على سبيل المثال:

• فشل تحليل خط اليد في ربط رسائل الجمرة الخبيثة بعينات الكتابة المعروفة لايفانز
• لم يتم العثور على ألياف نسيج في مكتب ايفانز ، ولم يتم العثور على ألياف مطابقة لتلك التي على الشريط المستخدم لختم المغلفات.
• لم يتم العثور على أقلام حبر مطابقة للحبر المستخدم في الكتابة على المغلفات
• فشلت عينات من شعره في التطابق مع بصيلات شعر وجدت داخل صندوق بريد استخدم لإرسال الرسائل في برنستون بولاية نيوجرسي.
• لم يتم العثورعلى بقايا تذكارية للجريمة، مثل قصاصات الصحف، كما يحصل عادة في قضايا القتل المتسلسلة.
• لم يستطع مكتب التحقيقات الفدرالي أن يضع ايفانز في مسرح الجريمة مع الأدلة، مثل محطة بنزين أو المتحصلات الأخرى، في الوقت الذي كانت ترسل الرسائل في سبتمبر وأكتوبر 2001.
• أظهرت سجلات المختبر أن عدد الوقت المتأخر من الليل الذي وضعه ايفانز في المختبر ارتفع لأول مرة في أغسطس 2001، أي قبل أسابيع من هجمات 11/9 .

وكما ذكر أعلاه، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يقم باختبار عينة من الحمض النووي الموجودة في رسالة الجمرة الخبيثة الموجهة إلى السيناتور ليهي. وبالإضافة إلى ذلك، يشير ماكلاتشي إلى أنه:

بعد يوم اعتقال ايفانز في عام 2007، توقف المكتب عن البحث عن مطابقة لسلالة بكتيرية جينية فريدة وجدها العلماء في الجمرة الخبيثة التي تم إرسالها إلى النيويورك بوست وللصحفي توم بروكو في ان بي سي نيوز، على الرغم من أن مسؤولا كبيرا في المكتب وصفه بأنه أهم دليل حتى الآن.

خبيرة الجمرة الخبيثة ميريل ناس. دكتوراه في الطب، لاحظت :

دفاع مكتب التحقيقات الفيدرالي المزعوم هو شىء وهمي. في عام 2001، لقاح الجمرة الخبيثة من Bioport لن يمكن (قانونيا) إعادة إجازته بسبب فشل كفاءته، وقرب انتهاء مفعوله أتاح الفرصة لشركة إيفانز لملء الفراغ. لم تكن لايفانز علاقة بتطوير لقاح Bioport، على الرغم من أنه بالإضافة إلى مهامه في العمل على تطوير لقاحات جديدة، وجهت إليه تهمة مساعدة Bioport من خلال الحصول على الترخيص.

يدعي تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن مظاريف رسائل الجمرة الخبيثة تم بيعها في فريدريك بولاية ميريلاند. وفي وقت لاحق اعترف بأن الملايين من هذه المظاريف قد بيعات في ولاية ماريلاند وفرجينيا.

ويؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي على استعمال إيفانز "لآلة تصوير ضوئي، ولكنه فشل في ذكر أنها لم تكن هي الجهاز الذي تم طباعة الملاحظات التي رافقت الجراثيم به.

مكتب التحقيقات الفدرالي يزوّر الحقائق العلمية

كان 16 من المختبرات الحكومة قادرا على الوصول إلى نفس السلالة من الجمرة الخبيثة المستخدمة في رسائل الجمرة الخبيثة.

اعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ما يصل إلى 400 شخص تمكنوا من الوصول إلى قارورة الجمرة الخبيثة في مختبر الدكتور إيفانز . وبعبارة أخرى، حتى لو جاءت الجمرة الخبيثة القاتلة من هناك، فقد يكون قد قام بالفعل 399 شخص آخر.
وعلاوة على ذلك، فإن زعم مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الجمرة الخبيثة القاتلة جاء من قارورة ايفانز سقط تماما. على وجه التحديد، فإن كلا من الأكاديمية الوطنية للعلوم ومكتب محاسبة الحكومة – وهما على حد سواء وكالتان مرموقتان للغاية، وغير حزبيتين - وجدتا أن منهجية وإجراءات مكتب التحقيقات في ربط قارورة الجمرة الخبيثة التي يحتفظ بها الدكتور إيفانز برسائل الجمرة الخبيثة كانت قذرة، وغير حاسمة ومليئة بالثغرات. ووجد الباحثون أن العلاقة المزعومة لم تكن قوية جدا ... وأنه لا يوجد أي رابط متين. في الواقع، وجدت الأكاديمية الوطنية للعلوم أن الجمرة الخبيثة التي أرسلت بالبريد إلى أعضاء الكونغرس ووسائل الإعلام يمكن أن تكون أتت من مصدر مختلف تماما عن القارورة التي يحتفظ بها ايفانز.

بالإضافة إلى ذلك، فإن منشأة فورت ديتريك - حيث يعمل ايفانز – كانت تتعامل فقط مع الجمرة الخبيثة السائلة. ولكن الجمرة الخبيثة القاتلة كانت على شكل مسحوق جاف. فورت ديتريك لا تنتج الجمرة الخبيثة الجافة. ولكن المعامل الحكومية الأخرى - على سبيل المثال دوجواي (في ولاية يوتا) ومعهدBatelle في ولاية أوهايو يمكنها القيام بذلك.
كانت الجمرة الخبيثة في الرسائل أيضا مسحوقا مطحونا بصورة ناعمة لا تصدق. وتفسير مكتب التحقيقات الفدرالي للكيفية التي أصبحت فيها الجمرة الخبيثة مطحونة بهذا الشكل الناعم ركيك جدا.

وعلاوة على ذلك، كانت الجمرة الخبيثة القاتلة في الرسائل تتمتع بطلاء مضاد للسكون وعالي التقنية جدا بحيث أن عينة جراثيم الجمرة الخبيثة "طفت" من الشريحة الزجاجية وفُقدت عندما حاول العلماء فحصها. على وجه التحديد، كانت جراثيم الجمرة الخبيثة القاتلة مغلفة بـ POLYGLASS وبشحنة كهربائية، بحيث أنها طردت الجراثيم الأخرى و"عامت". كان هذا تكنولوجيا متقدمة جدا في الاسلحة البيولوجية التي قال رؤساء ايفانز انه لم يكن قادرا على الوصول إليها.

ويقول خبراء الجمرة الخبيثة الكبار مثل ريتشارد سبرتزل أن إيفانز لم يفعل ذلك. يقول سبرتزل أيضا أنه ليس هناك سوى 4 أو 5 أشخاص في البلد بأكمله يعرفون كيفية جعل الجمرة الخبيثة من "النوعية" المستخدمة في الرسائل وأن سبرتزل واحد منهم، ويستطيع القيام بذلك إذا عمل لمدة سنة مع مختبر كامل ومع فريق من المساعدين للقيام بذلك. على هذا النحو، فإن قول مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ايفانز فعل ذلك بالعمل لوحده ولبضع ليال هو قول سخيف.

وعلاوة على ذلك، فإن الجمرة الخبيثة القاتلة كانت تحتوي على السيليكون ... ولكن الجمرة الخبيثة في قارورة ايفانز لم تكن تحتوي على ذلك. ادعى مكتب التحقيقات الفدرالي أن السيليكون في رسائل الجمرة الخبيثة قد جاء من محيطها ... ولكن مختبرات لورانس ليفرمور الوطنية فضحت تماما هذه النظرية. وبعبارة أخرى، تم إضافة السيليكون عمدا إلى الجمرة الخبيثة القاتلة لجعله أكثر فعالية. ايفانز وفورت ديتريك لم يكن لديهما هذه القدرة ... ولكن مختبرات حكومية أخرى لديها هذه القدرة.
وبالمثل، وجد مختبر سانديا الوطني وجود الحديد والقصدير في الجمرة الخبيثة القاتلة ... ولكن ليس في قارورة ايفانز للجمرة الخبيثة.

كما وجدت سانديا أيضا أن هناك سلالة من البكتيريا في واحدة من رسائل الجمرة الخبيثة غير موجودة في قارورة ايفانز . (البكتيريا، والحديد والقصدير والسيليكون جميعها إضافات مقصودة لجعل الجمرة الخبيثة في الرسائل أكثر فتكا).

لا صدّام ولا القاعدة مسؤولان عن هجمات الجمرة

لم يكن ايفانز الشخص الاول الذي يؤطر لهجمات الجمرة الخبيثة ...

على الرغم من أن مكتب التحقيقات الفدرالي يعترف بأن هجمات الجمرة الخبيثة 2001 نُفذت من جانب واحد أو أكثر من علماء حكومة الولايات المتحدة، فإن مسؤولا كبيرا في مكتب التحقيقات الفدرالي قال إن مكتب التحقيقات الفدرالي مال فعلا إلى إلقاء اللوم في هجمات الجمرة الخبيثة على تنظيم القاعدة بضغط من قبل المسؤولين في البيت الأبيض (تذكر كيف كانت تبدو رسائل الجمرة الخبيثة). يؤكد مسؤولون حكوميون ان البيت الأبيض حاول ربط الجمرة الخبيثة بالعراق كمبرر لتغيير النظام في ذلك البلد.

الناس لا يتذكرون الآن، ولكن "الحرب على الإرهاب" وحرب العراق استندت إلى حد كبير إلى الادعاء بأن صدام حسين والمتطرفين المسلمين كانوا وراء هجمات الجمرة الخبيثة.

ودفعت رسائل الجمرة الخبيثة الكونغرس المذعور إلى الموافقة على قانون باتريوت حتى دون قراءته. من قبيل الصدفة، كان أعضاء الكونجرس الوحيدين الذين تلقوا رسائل الجمرة الخبيثة هم الذين من المحتمل أن يعارضوا قانون باتريوت.
وبين مزاعم شبح تنظيم القاعدة/العراق واتهام مكتب التحقيقات الفدرالي ايفانز بأنه هو القاتل، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي مقتنعا بأن عالما حكوميا أمريكيا آخر هو "ستيفن هاتفيل"، قد فعل ذلك. كان على الحكومة أن تدفع لهاتفيل 4.6 مليون دولار لتسوية قضيته لاتهامه زورا.

مقتل ايفانز أراح مكتب التحقيقات الفيدرالي

ومن المريح لمكتب التحقيقات الفدرالي أن يموت ايفانز.

تشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى انه :

لم يتم إجراء أي تشريح لجثة ايفانز، وليس هناك أي ملاحظة انتحار.

ويشير الدكتور ناس :

فشل مكتب التحقيقات الفدرالي في تقديم أي تفسير لماذا لم يتم إجراء أي تشريح للجثة، ولا لماذا، مع كون ايفانز تحت المراقبة المستمرة من المنزل المجاور، ومع تفتيش حتى زبالته، فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في ملاحظة أنه قد تناول جرعة زائدة ودخل في غيبوبة. وليس هناك أي تفسير لماذا لم يحدّد مكتب التحقيقات الفدرالي على الفور التايلينول كمادة للجرعة الزائدة، ويخطر المستشفى، بحيث يمكن إعطاء ترياق معروف مضاد لسمية تايلينول tylenol (أسيتيل سيستين، أو الجلوتاثيون) لغرض إنقاذه. هذه الثغرات تدعم الاعتقاد الذي يرى أن "انتحار" إيفانز ، كان مناسبا ومريحا لمكتب التحقيقات الفدرالي، فهو يساعدهم على غلق قضية الجمرة الخبيثة، في حالة عدم وجود دليل يقنع المحاكم.

في الواقع، أحد زملاء إيفانز "في فورت. ديترك يعتقد ان إيفينز قد قُتل.

سواء بالقتل أو الانتحار، كان موت ايفانز مريحا للغاية لمكتب التحقيقات الفدرالي، فالرجال الموتى لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بسهولة.

الهجمات تمهيد لخروج أمريكا من معاهدة حظر الاسلحة الجرثومية!!

رئيس لجنة الرقابة على تحقيق Amerithrax في مجلس الشيوخ "باتريك ليهي" (هو نفسه كان هدفا لواحدة من رسائل الجمرة الخبيثة) أشار إلى مقالة بعنوان "بحوث الحرب الجرثومية للولايات المتحدة تدفع حدود المعاهدة " ظهرت في صحيفة نيويورك تايمز يوم 4 سبتمبر 2001.

مقتطفات من المقالة تقول:

"على مدى السنوات القليلة الماضية، شرعت الولايات المتحدة ببرنامج أبحاث سري حول الأسلحة البيولوجية الذي، كما يقول بعض المسؤولين، يختبر حدود المعاهدة العالمية لحظر هذه الأسلحة. . .

"هذه المشاريع، التي لم يكشف عنها من قبل، بدأت في عهد الرئيس كلينتون، وقد احتضنت من قبل إدارة بوش، التي تنوي توسيعها.

"وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤولون في الادارة، أن وزارة الدفاع الأمريكية وضعت خططا للهندسة الوراثية لبديل محتمل أكثر قوة من البكتريا المسببة لمرض الجمرة الخبيثة، وهي سلاح مثالية قاتل في الحرب الجرثومية. . .
"وقال مسؤول كبير في ادارة بوش كانت جميع المشاريع متسقة تماما مع معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية، فالإدارة بحاجة إلى حماية الأميركيين ضد خطر متزايد. وهذه الإدارة تتابع تطوير الدفاعات ضد طيف كامل من التهديدات البيولوجية" كما قال المسؤول. . .
"بعض المسؤولين في إدارة كلينتون كانوا قلقين ، مع ذلك، من أن المشروع ينتهك الاتفاقية. وأعرب آخرون عن قلقهم من أن التجارب، إذا كُشفت، قد يُساء فهمها على أنها جهود سرية لاستئناف العمل على فئة من الأسلحة كان الرئيس نيكسون قد تخلى عنها عام 1969. . .

وكالة المخابرات عصت الأمر الرئاسي وخرقت المعاهدة منذ عام 1975

لكن الحقيقة هي أنه في عام 1975، تم اكتشاف أن وكالة الاستخبارات المركزية عصت الأمر الرئاسي لعام 1969 الذي يأمر بتدمير كل مخزون الأسلحة البيولوجية في الولايات المتحدة، واحتفظت بكمية كبيرة من مسببات الأمراض والسموم لاستخدامها الخاص وذلك لمدة 5 سنوات بعد صدور الأمر الرئاسي من الرئيس نيكسون القاضي بتدميرها. وتشمل هذه السموم، التي تم تخزينها في مختبر الجيش في فورت ديتريك في ولاية ماريلاند، الجمرة الخبيثة وبكتيريا السل، وفيروسات التهاب الدماغ، والسالمونيلا، وسموم المحار، وفيروس الجدري، ومختلف السموم وعوامل الحرب البيولوجية الأخرى.
"وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية أنه كانت الحاجة للحفاظ على هذه المشاريع سرا هي السبب الهام وراء رفض الرئيس بوش مؤخرا مشروع اتفاق لتعزيز معاهدة الأسلحة الجرثومية، الذي وقعت عليه 143 دولة. . ."

والحقيقة إن "مشروع الاتفاق" المشار إليه كان لبروتوكول من شأنه أن يوفر عمليات التفتيش الدولية وتدابير التحقق، الذي كان مدعوما باتفاق عملي بين جميع الدول الموقعة الأخرى في المعاهدة الدولية المعروفة باسم اتفاقية الأسلحة البيولوجية. لكن إدارة بوش رفضت عمليات التفتيش والتحقق ، وظهر هذا الرفض صارخا في 23 تشرين الأول 2002، عندما اعتمدت لجنة نزع السلاح التابعة للأمم المتحدة قرارا يؤكد من جديد على بروتوكول جنيف لعام 1925 "الذي يحظر استخدام الغازات السامة . وأساليب الحرب البكتريولوجية" الذي أتخذ بالإجماع مع امتناع اثنين عن التصويت: الولايات المتحدة وإسرائيل. بلغ امتناع الولايات المتحدة حدّ حق النقض، بحيث منعت تنفيذ القرار.

"ومن بين المرافق المرجح أن تكون مفتوحة للتفتيش بموجب مشروع الاتفاق كان ويست جيفرسون، بأوهايو، ومختبر معهد باتيل، وهو المقاول العسكري الذي تم اختياره لإنشاء الجمرة الخبيثة المعدلة وراثيا. . .

"اعترف العديد من المسؤولين الذين خدموا في المناصب العليا في إدارة كلينتون ان الجهود السرية تم تنسيقها بشكل سيئ حتى أن البيت الأبيض كان لا يعلم بنطاقها الكامل. . .

في عام 1997، شرعت[CIA] في "مشروع رؤية واضحة Project Clear Vision، والذي ركز على أنظمة الأسلحة التي من شأنها إيصال الجراثيم. . . وقد تم إنشاء نموذج وأجرت الوكالة مجموعتين من الاختبارات في معهد باتيل، المقاول العسكري

"في عام 1990، نما قلق المسؤولين الحكوميين المتزايد بشأن احتمال أن يتمكن العلماء من استخدام التقنيات المتاحة بربط الجينات على نطاق واسع لصنع أسلحة أكثر فتكا. . .

"في نهاية المطاف وضعت C.I.A. الخطط. . . لكن مسؤولي الاستخبارات قالوا أن الوكالة ترددت لأنه لم يكن هناك تقرير خاص أن عدوا ما كان يحاول تحويل بكتيريا الجمرة الخبيثة إلى سلاح.

"هذا العام، قال مسؤولون انه تم اتخاذ هذا المشروع من قبل جهاز مخابرات البنتاغون وهو وكالة الاستخبارات الدفاعية. . . وقال مسؤولون ان الأبحاث سوف تكون جزءا من مشروع جيفرسون، بعد جهد حكومي آخر لتتبع المخاطر التي تمثلها الأسلحة الجرثومية.

"وقال متحدث باسم استخبارات الدفاع، أن اللفتنانت كوماندر "جيمس بروكس"، رفض التعليق. وردا على سؤال حول الاحتياطات في باتيل، التي تقوم بتصنيع الجمرة الخبيثة الفتاكة، قال القائد بروكس إن الأمن "مناسب تماما لجميع الأعمال التي أجريت بالفعل وللتخطيط لمشروع جيفرسون".

تجارب هجمات رسائل الجمرة الخبيثة بدأت منذ عام 1999!!

في يوم 4 سبتمبر 2001 مقالة نيويورك تايمز، استندت إلى معلومات من كتاب : "الجراثيم: الأسلحة البيولوجية وحرب أمريكا السرية" أكدت المعلومات السابقة عن عمل وكالة المخابرات على تطوير الأسلحة البايولوجية في معهد باتيل ومختبرات دوجواي.. وحتى دون علم البيت الأبيض أحيانا !!

والحقيقة الصادمة هي أنه في عام 1999، كُلّف وليام باتريك، المخترع الأصلي لتسليح الجمرة الخبيثة، بالقيام بتحليل هجوم افتراضي بالجمرة الخبيثة عبر البريد لصالح وكالة المخابرات المركزية. في نهاية المطاف، تم تسريب هذه الوثيقة السرّية إلى وسائل الإعلام. في تقريره المعنون "تقييم المخاطر"، أوضح باتريك أن 2.5 غرام هي الكمية القياسية من الجمرة التي يمكن وضعها في مظروف دون الكشف عنها (الجمرة الخبيثة في الرسائل الموجهة إلى أعضاء مجلس الشيوخ كانت تحتوي على 2 غرام من الجمرة الخبيثة). وفي حاشية، أشار باتريك أن الولايات المتحدة قد نجحت في "تركيز" سلاح مسحوق الجمرة الخبيثة إلى حد لم يسبق له مثيل بوضع تريليون جرثومة في الغرام الواحد. هذه الدرجة من النقاء تتوافق مع النقاء الاستثنائي للجمرة الخبيثة في الرسائل الموجهة إلى أعضاء مجلس الشيوخ.

بعض وسائل الاعلام تكشف الحقيقة قبل التستر عليها

هذه عناوين لمقالات وتحقيقات صحفية نُشرت في وسائل غعلام أمريكية قبل أن يبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي حملة التستّر على مؤامرة رسائل الجمرة الخبيثة ، وهي دليل مؤكّد على تورّط الحكومة الأمريكية في هذه الهجمات :
بالتيمور صن، 12 ديسمبر 2001:

"الجمرة الخبيثة تطابق جراثيم الجيش: كائنات حيّة طُورت في مختبر عسكري في ولاية يوتا متطابقة وراثيا مع تلك التي تم إرسالها إلى أعضاء الكونغرس".

واشنطن بوست، 16 ديسمبر 2001:

"جمرة الكابيتول هيل الخبيثة تطابق مخزونات الجيش: 5 مختبرات يمكن تتبع جراثيمها إلى فورت ديتريك "
ميامي هيرالد (نايت ريدر)، 21 ديسمبر 2001:

"محققو الجمرة الخبيثة يركزون على سلالة من منشأة عسكرية أمريكية"

استنتاج: رسائل الجمرة الخبيثة من أعمال المجمع الصناعي العسكري الاستخباراتي

ياول "باري كيسين" تحليله بالقول:

"نحن الآن نصدّر المزيد من الأسلحة أكثر من أي بلد آخر في العالم. ونحتفظ بما لا يقل عن 750 قاعدة عسكرية في جميع أنحاء العالم. نحن كما سمانا مارتن لوثر كينغ : "أكبر ممون للعنف في العالم". الكثير مما نقوم به الآن باسم الأمن القومي (بما في ذلك حروبنا في العراق وأفغانستان) هو في الواقع يقوض أمننا، ليس فقط عن طريق خلق أعداء لنا، وإفلاس خزينتنا، والتحريض على سباق التسلح الدولي، ولكن من خلال إدامة الوهم واسع النطاق.

ويتمثل الجنون لدينا بالطبع في النظم المحيطة برسائل الجمرة الخبيثة عام 2001. هذا هو الهجوم الجرثومي الوحيد في تاريخنا، وقد اعترف به رسميا كـ "عمل داخلي" نتج عن عملنا على ما يسمى بـ "برنامج الدفاع البيولوجي". لم تكن رسائل الجمرة الخبيثة من عمل "مجنون وحيد". كانت من أعمال المجمع الصناعي العسكري الاستخباراتي لدينا، وهو مجمع همّ المشاركين فيه هو تصنيع الأسلحة وخلق الحروب من أجل السلطة والأرباح.

كان القرار في أوائل عام 2001 بالرفض - ومن جانب واحد – إجراءات التفتيش والتحقق كجزء من مراقبة الأسلحة البيولوجية الدولية (على وجه التحديد لتجنب عمليات التفتيش حول مشاريعنا السرية في التسليح البايواوجي) خيار لتغليب سباق تسلح على الحد من التسلح. رسائل الجمرة الخبيثة التي تبعت هذا القرار خدمت غرضين: "كعملية علم زائف" ومع اللغة التي كتبت على الرسائل: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الله أكبر" لعبت هجمات الجمرة الخبيثة دورا كبيرا في التحضير للحرب على العراق. وباعتبارها مثيرة للهلع من التهديد الحيوي، عملت هجمات الجمرة الخبيثة كذريعة للتوسع الهائل لدينا في ما يسمى برنامج الدفاع البيولوجي، مع تضخم الإنفاق على هذا البرنامج بسرعة ليصبح عشرين مرة أكثر عما كان عليه قبل الهجمات.

أنا مقيم منذ فترة طويلة في فريدريك بولاية ميريلاند، مقر فورت ديتريك. وكان حصن ديتريك مقرا لبرامج الحرب البيولوجية / الدفاع البيولوجي لدينا منذ بدايتها في عام 1943. وتهدف الخطة إلى جعل ديتريك موقعا وطنيا مشتركا بين وكالات الدفاع البيولوجي (NIBC). اكتمل بناء اثنين من مرافق هذا المجمع بالفعل، احدى المنشآت تتبع المعاهد الوطنية للصحة وتسمى مرفق البحوث المتكاملة (IRF)، والمرفق الآخر يتبع الأمن الداخلي (DHS) ويسمى مركز تحليل الدفاع البيولوجي والأساليب المضادة الوطني (NBACC). دخلت كل من المعاهد الوطنية للصحة ووزارة الأمن الوطني بالفعل في عقود بقيمة 750 مليون جولار مع شركة خاصة تعمل لإدارة وتشغيل هذه المرافق - اسم هذ الشركة هو معهد باتيل !!!.
عمل المجمع العسكري- الصناعي- المخابراتي لدينا معزول عن التغييرات في الإدارة الفدرالية. على الرغم من أن هجمات الجمرة الخبيثة وتصميم البرنامج الجديد للدفاع البيولوجي حدثت في عهد إدارة بوش، فإن تعيين إدارة أوباما لـ "تارا أوتول" رئيسا لقسم العلوم والتكنولوجيا في الأمن الوطني يوضح طبيعة نظامنا. كانت تارا أوتول الرئيس التنفيذي ومدير مركز جامعة بيتسبرج للأمن الحيوي، التي تصف نفسها بأنها "منظمة مستقلة مكرسة لتحسين مرونة البلاد في مواجهة التهديدات البيولوجية الكبرى."

ووفقا لموقعه على شبكة الإنترنت، فإن التحالف من أجل الأمن البيولوجي هو نتاج "التعاون بين مركز الأمن البيولوجي و 13 من شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية التي تتمثل مهمتها في العمل من أجل المصلحة العامة لتحسين الوقاية والعلاج من الأمراض المعدية الحادة - وخاصة تلك الأمراض التي تطرح كتحديات أمنية عالمية. شركاء التحالف هذا يضمون شركة أمرجنت بايوسوليوشنس BioSolutions Emergent (المصنعة للقاح الوحيد المرخص له من قبل إدارة الأغذية والعقاقير للوقاية من عدوى الجمرة الخبيثة)، وشركة علوم الجينوم البشري (التي حصلت مؤخرا على عقد بقيمة 1.8 مليار دولار لتعزيز مخزون الحكومة من الأجسام المضادة للجمرة الخبيثة، والتي تضم هيئة مدرائها ريتشارد دانزيغ، الأمين العام السابق للقوات البحرية ومستشار الأمن القومي للرئيس أوباما)، ومعهد باتيل.

كانت أوتول المصمم الرئيسي لاثنين من تدريبات الاستعداد للإرهاب البيولوجي، ممارسة "الشتاء المظلم" عام 2001 و "عاصفة الأطلسي" عام 2005. ووفقا لنشرة معهد الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب بالجيش الامريكي، استندت هذه التدريبات إلى حزمة من الأكاذيب والتضليل بما في ذلك مزاعم قدرة الإرهابي على تصنيع أسلحة بيولوجية لا تستطيع برامج الدولة تصنيعها !!، ومعدلات نقل مبالغ فيها للأمراض تستخدم لتضخيم الكارثة الناجمة عن ذلك. التدريبات كانت مصممة للاحتيال وذلك لتأطير خطر الإرهاب البيولوجي باعتباره ذريعة لزيادة الإنفاق من الأموال العامة.

قال اختصاصي محترم هو البروفيسور ريتشارد إبرايت من جامعة روتجرز: "تارا أوتول دعمت كل قرار معيب وكل سياسة عكسية عن الدفاع البيولوجي، والسلامة البيولوجية، والأمن البيولوجي أثناء إدارة بوش. . . وكانت واحدة من أكثر الأشخاص تطرفا، سواء في الحكومة أو خارجها، الداعين لتوسع الدفاع البيولوجي الهائل وتخفيف الأحكام المتعلقة بالسلامة والأمن".

ذيل: جذور الشركات المصنعة تعود إلى شركات روكفلر الداعمة للنازية!

الباحث العلمي الدكتور "يونارد هورويتز" المعروف ببحوثه العميقة التي كشفت عن جوانب من دور الدوائر الأمريكية السرية في اختراع وتصنيع فيروس الأيدز – كما سنتناول ذلك في حلقات مقبلة مستقلة – لتحقيق أهداف الإبادة البشرية ، يشير بأصابع الاتهام إلى دور شركة BMI كمنتج محتمل للجمرة الخبيثة المستخدمة في هجمات رسائل الجمرة الخبيثة. بي أم آي تدير "برنامج حيازة اللقاح المشترك" لصالح حكومة الولايات المتحدة ومُنحت عقود لقاح قيمتها أكثر من مليار دولار. وقد تشاركت بي أم آي مع شركة بايوبورت Bioport كمنتجين وحيدين للقاح الجمرة الخبيثة للولايات المتحدة. ومع ذلك فمن الممكن أنهما لم يكونا ينتجان لقاح الجمرة الخبيثة فقط. ذكرت صحيفة واشنطن بوست في ديسمبر الماضي أن الجمرة الخبيثة التي استُخدمت في الهجمات هي من النوع الذي يستخدمه الجيش الأمريكي. وأشارت إلى أن بصمات الحمض النووي الوراثية للجراثيم كانت مماثلة لتلك التي يحتفظ بها الجيش الأمريكي في مختبرات دوجواي في ولاية يوتا Dugway proving grounds in Utah، ومشابهة أيضا لعينات من الجمرة الخبيثة مخزونة في مختبرات بورتون داون، في المملكة المتحدة، حيث مرفق بحوث الأسلحة البيولوجية للحكومة البريطانية.

ويستشهد هورويتز بـ "مصدر رسمي مجهول في البنتاغون"، نُقل عنه في مقال في سبتمبر 2001 صادر عن الأسوشيتد برس، أنه أشار إلى "عملية جيفرسون"، حيث يتم تصنيع "سلالة جديدة وقاتلة للغاية من الجمرة الخبيثة". بي أم آي تمتلك مختبرات في غرب جيفرسون. في هذا الوقت، استأجرت بي أم آي BMI خبير الجمرة الخبيثة، وليم جيم باتريك الثالث، للتحقيق في الآثار المترتبة على استخدام مسحوق الجمرة الخبيثة في الرسائل البريدية.

ركز هورويتز أيضا على مجموعة أخرى من المستفيدين المحتملين من هجمات الجمرة الخبيثة. وهؤلاء هم أيضا مقدمو العلاجات ضد الأسلحة البيولوجية. باير، التي تنتج المضاد الحيوي سيبرو، والمضادات الحيوية المستخدمة في المعركة ضد مرض الجمرة الخبيثة، وشركة Acambis (اسمها رسميا هو OraVax وهي في شراكة مع شركة أفنتيس Aventis). وتم تأسيس كلتا الشركتين بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الشركة الألمانية الدولية الشهيرة فاربن Farben، منتجة سم السيانيد "زيكلون ب"، الذي استخدم في غرف الغاز النازية. وكالة المخابرات المركزية، لعبت دورا حاسما في تفكيك شركة فاربن، ويرجع ذلك أساسا إلى أن ألين دالاس، أول مدير لوكالة المخابرات المركزية كان على جدول رواتب مؤسسة روكفلر الذي يملك 50٪ من كارتل فاربن. وعندما تمّ حل فاربن، تم توزيع رأسمالها، مع المعرفة الكاملة لوكالة المخابرات المركزية، بين البنوك الأمريكية والسويسرية والبريطانية.

استفادت شركة باير بصورة جيدة من هجمات الجمرة الخبيثة، وتم إنقاذها من الإفلاس. ابرمت الحكومة الأمريكية صفقة مع شركة باير حيث وافقت الشركة على خفض تكلفة أقراص عقار سيبرو من أكثر من أربعة دولارات للقرص الواحد إلى 0.9 دولار، ومع ذلك مازال هذا السعر أعلى بكثير من الأقراص التي عرضتها شركات أخرى. شركة أكامبيس، جنبا إلى جنب مع شركة أفنتيس، تم التعاقد معها من قبل الحكومة الأمريكية لإنتاج لقاح الجدري في الولايات المتحدة. تبلغ قيمة هذا العقد حوالي 343 مليون دولار لـ 40 مليون جرعة. في أعقاب هجمات الجمرة الخبيثة، صدرت دعوات تطلب من الكونغرس تخصيص 500 مليون دولار أخرى لشراء ما يكفي من اللقاحات لسكان الولايات المتحدة.

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن تصميم الحكومة الأمريكية لهجمات الجمرة الخبيثة ضد الشعب الأمريكي عام 2001 سوف تُذكر في ختام الحلقة (؟؟؟) .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى