الثلاثاء ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم خالد صبر سالم

عندَكِ طفولتي

حينما أرنو اِليكِ
يستفيقُ الطفلُ في روحيَ مِنْ رَقدتهِ
وهوَ يَحْبو نحوَ نهْديكِ
وجوعٌ يُسْقِط ُ الدمعَ على رَغبتهِ
ليسَ يبْغي غيْرَ حضْن ٍ دافئ ٍ
ويَدٍ ناعمةٍ تستنطقُ الهَمَّ على جَب
أنا طفلٌ أعشقُ الحلوى فهيّا أطعميني الشفتين ِ
فهما قطعة ُسُكـَّرْ
أشْبعيني ، ليسْ بالقـُبلةِ أرضى لا ولا بالقبلتين ِ
انا جوعانُ ولا يُشبعُني غيرُ أنْ ألتهمَ الثغرَ المُعطـَّرْ
اِنَّ في حضنكِ مَهدي ، دَفـِّئيهِ
وانثري شَعرَكِ فوقي ، خبِّئي خوفيَ فيهِ
أسْمعيني صوتَ اُمّي ، رَتـِّلي الأحلامَ فيهِ
رَتـّليهِ
اِنـّني مُلـْتجأ ٌمِنْ زمن الحربِ لأنّي أزدريهِ
فامْنحي حقَّ لجوءٍ لنعاس ٍ عندَ حضْن ٍ أشتهيهِ
اِنْ أكُنْ داعبْتُ نهديكِ فاِنّي لمْ أزلْ طفلا ًوضاعَتْ فرصتي
اِنّني أبحثُ في نهديكِ عن لعبتيَ الاولى وعنْ اُرجوحتي
فيهما أهربُ عن عصر حروبٍ
فيهما ابحثُ عن حُريّتي
فيهما أقتلُ جوعي وارتجافي مِنْ صقيع ٍ
فيهما مِدفأتي
ألـْبسيني العُرْيَ ثوبا ًناعما ًمثلَ الحنانْ
جرّحتـْني بدلة ُالحربِ التي ألبسُها مُنذ ُزمانْ
واشتري طيّارة ًمِنْ وَرَق ٍ
وامْنَحيني خيطـَها اُطلقـُها نحْوَ العَنانْ
ناوليني كرَةً تقذفـُها كفـّي عليكِ
فأنا مُلتجىءٌ مِنْ زمن الرُعْبِ اِليكِ
لمْ يعُدْ لي أيُّ مأوىً آمِن ٍ
اِنَّ في حضنكِ مأوىً للأمانْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى