السبت ١٤ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم خالد صبر سالم

عندَ المحبّةِ يكمنُ الحلّ ُ

جاءتْ إليَّ فأرْقصَ الوَبْل
صحراءَ عُمْر راحَ يَخْضَلّ ُ
قالتْ مساءُ الخير وابتسمتْ
فتنفَّسَ النسرينُ والفُلّ ُ
مَدَّ الفؤادُ ذراعَ لهفتهِ
فاخضرَّ واللهفاتُ تَبتَلُّ
وأحاطَها ودموعُ فرحتهِ
نطقَتْ وحيْثُ تعذ َّرَ القولُ
قالتْ: لماذا الليلُ؟ قلتُ لها
كيْ يستضيءَ بحُسنكِ الليلُ
لولاكِ باتَ الليلُ نايَ هَوى
مَوّالُهُ بالشوق يُحتَلّ ُ
ساعاتُهُ ترثي عقاربَها
وظلامُهُ يبكي ويَطوَلّ ُ
لولاكِ راحَ البدرُ مُنتحِرا ً
ونجومُهُ تخبو وتَحوَلّ ُ
أنا هاربٌ وهواكِ مُلتجئي
فلْتحْضنيني إنّني طفلُ
 
الجورُ والإرهابُ يطلبُني
وبموطني يسْتفْحلُ الغِلُ
وجريمتي أنّي اُحبّ ُوقدْ
غنَّيتُ ما يصْبو لهُ الخِلّ ُ
ومدينتي اعتادَتْ تصحُّرَها
واغتيلَ فيها الوردُ والطَلّ ُ
قالتْ: أتيتُ إليكَ خائفة ً
فالدربُ فيهِ الرعبُ والويلُ
الأحمرُ الفتّانُ في شفتي
قد غاضَهم والساحرُ الكحلُ
وجدوكَ في عَينيَّ بحرَ صَبا
وهواكََ فوقَ ضفافهِ يَحلو
قالوا: كفرْتِ وصرْتِ زانية ً
وعليكِ حَلَّ الرَجْمُ والقتلُ
يا حلوتي إنَّ الهوى قَدَرٌ
في شرعه كلّ ُ الورى أهْلُ
والعشقُ فقْهٌ للجمال ومَنْ
لم يهْوَ لا يرجحْ لهُ عقلُ
 
هوَ فنّ ُمعرفةِ الحياةِ، ثقي
لولاهُ هذا الكونُ يَختلّ ُ
فدَعيهمُ والجهلُ مَركبُهم
وسيغرقونَ، دماؤُنا السَيلُ
لو أدركوا عِلْمَ الغرام لَما
سيقوا لِما يُفتي بهِ الجهْلُ
لو يعشقونَ الدجْلتين لَما
في حقدهم غرقوا ولا ضَلّوا
همْ طارئون على العراق فلا
فيهِ لهمْ ذِكْرٌ ولا فَضْلُ
لم يعلموا انَّ المحبّة َقدْ
وُلِدَتْ هنا مذ ْ أرْطبَ النخلُ
في ليلةٍ والألْفِ كانَ بها
الفنّ ُ نَبْعٌ والهوى نَهْلُ
ليلى الجميلة ُفي العراق وقدْ
مرضَتْ وما عشّاقُها مَلّوا
ولَكَمْ تمَنّى أنْ يُداويَها
مَجنونُها الشاعرُ الفَحْلُ
غنّى هنا زرْيابُ، ما كفرَتْ
أوْتارُهُ أو اُرْهِبَ الطبْلُ
والفنّ ُيُورقُ في القلوب، على
صَبواتِها يَحنو لهُ ظِلُ
ليسَ افتعالا ًللغوايةِ بلْ
طبْعٌ فيرْقى الذوقُ والفِعْلُ
فدعي المخاوفَ واهدئي وثقي
انَّ المهازلَ أوشكَتْ تجْلو
 
جلستْ وفي اطمئنانِها ابتسمتْ
فإذا الجَمالُ يشعّ ُ والدَلّ ُ
ومضَيتُ اُنشدُها جَوى غزلي
والليلُ يرقصُ والهوى حَفلُ
يا حلوتي مهما الزمانُ قسا
عندَ المحبّة يَكمنُ الحَلّ ُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى