الأحد ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم فاطمة الحسيني الحربي

عُرُوبة

لعلَّ للسَّحابِ جَفنةً،
ولَّتْ وما شققْتُها ..
لعل للنَّعيمِ رَاحةً،
جفَّت وما صافحتُها؟
الرُّعبُ يجتويني،
لو أنّني أموتُ دونَ مبتغايْ!!
يا ربَّ ذلك الذي بنى عُلاه في الفؤادِ ..في يقيني،
يا ربَّها اللّطيفْ
بضِلعِها الأعوجِ، والحزينِ،
انشُرْ عليها لفتةَ اللِّقاءْ،
وسَكْرةَ المطرْ
كأنّني رأيتُها ..
تشتاقُ أن تمسحَها كفّانِ..
تُمزَّقُ العناءْ،
زغرودةً للعُرسِ، للَّقاءْ.
.
.
.
لعلَّكِِ يا لُغَتي البَيضاءْ ،
تؤجِّجينَ الحقَّ في الظَّلماء؟!
فقومُكِ أرهقَتِ الأرضينَ بالبكاءْ!
كأنّ هذا الحزنْ،
من رحْمِ العُروبةِ الـتي تَستَرضِعُ الشَّقاء!
كم فَزّعَتْ أحلامُنا المحابرْ،
ولفها السَّوادُ في مقابرْ
ولم نزلْ نُكابرْ!
كم قطَّبتْ من نوحِنا الأوراقْ،
نفيضُ بالمدادِ فـ المدادْ؛
صِِبرَاً، يُقطّرُ الأرواحَ بالسُّهادْ
ولم نزلْ نُكابرْ!
ننظُر للإشراقِِ
بأعينٍ حولاء!
ونمتطي عكَّازةً عَرجاءْ،
وندَّعي بأنَّنا السَّادةُ والأنواءْ!
وأنّ في عقولنا مجرّةْ،
وأنّنا لا ننسلُ للحياةِ إلا نابغةْ
وأنَّنا شُجعانُ، أتقياءُ، أنقياءْ!!
وكلُّ ذا يُهْرِيقُهُ الغَبَاءْ
ولم نزلْ نُكابرْ!
ونبتسِمْ،
ونبتسمْ..
ونشْرَئبُّ بالأعناقِ، ننفخُ الصُّدورَ، والأنظارُ كِبرياءْ!
ما نحنُ إلا أمَّةٌ،
استعذبتْ أن تعلكَ الكلامَ ماءْ،
أن تنقشُ البكاءَ بالذَّهبْ،
أن تَشْتجِرْ،
باسمِ العربْ!!!
نَنْظِرُ أنْ تُمطرنا السّماء ..
بلا تسلّقِ التّعب!
 
دروبُ أمَّتي ضاعتْ بنا
وفي عواصفِ الكلامِ و الأحلامِ والخِصامْ
هوت راياتُنا!
إنْ ظلَّ ما أَرى،
سـ
نُسْقِطُ الحياةْ،
كــحُفنةٍ يملؤها خَواءْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى