الأربعاء ٣٠ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

فضاء سريالي على حافة القلب

يسيلُ خلال ثقوب السماواتِ
وجهي
ويسخرُ منيِّ
يسيلُ كأنفاس ِ نهر ٍ يذوبُ
على حافة امرأة عانقتهُ
كضوءٍ مدمّى يسيلُ
فينبجسُ القلبُ تخرجُ منه
الفراشاتُ ..
حمراءَ... بيضاءَ... خضراءَ
يشتعلُ الدمُ في لحظةٍ من
هدوءِ المسافاتِ بيني
وبين القمر
آهِ كم مجدها
جميلٌ..بهيٌّ... وفستانُ فينيقيا
لطخّتهُ وحولُ البشرْ
وروما تمدّدُ زنبقتين ِ من النارِ
فوق الرمال... وعاشقها ينتظرْ
لعينيكِ وقعُ الندى فوق صوتي
أنا من تقلّبَ أمس ِ على
الحنطة النرجسيةِ
يقبسُ جمرَ الشبقْ
أنا من أضاع َ السماءَ على وجههِ
حينَ مرّتْ فراشة ُ أيامهِ فأحترقْ
وقلبي تكوّرَ نصفين ِ نصفاً
لموج ٍ من القمح ِ
يحملُ عني اشتهائي
ونصفاً لعصفورةٍ من شفقْ
تطيرُ البحارُ على جانحيها
إلى موعدٍ في مساء الحبقْ
على كلِّ بوّابةٍ من حنين الترانيمِ
من ذكرياتٍ تموتُ وقفتُ
على كلِّ سورٍ وزيتونةٍ
من غبار بلادي وقفتُ
غموضي وضوحُ الحياة
وضوحي غموضُ الحياة
وقلبيَ سرُّ اللظى في المياه
آهِ كم عشقها
شهيٌّ كشربِ دموع الشجرْ
.... وفي حلمها
تنهضُ الروحُ من نومها
وأرى المدنَ الميتة
على حافة القلبِ تغرقُ.....
صارَ دمي حولَ أعناقها
زينة ً من نثار البروق ِ
أرى المدن العائمة
على سطح ِ وجهي
يُحنّطها زنبقٌ غارقٌ
في مراسيم أحزانه كالضياءْ
أيُّ صوتٍ جميلٍ يُدغدغني
عند حضرتها.....؟
أيُّ سرٍّ لوقتٍ مضى وسيأتي
بعيداً عن الوقتِ والذكرياتْ
التي قلبّتني على نارها
زمناً لعنة ُ الحُبِّ
حتى ترّمدَ قلبي وطارْ
فوق منحدرات السماءِ
أمام الجمالِ وفوّهة الصمتِ
يفعلُ ما يفعلُ الجبناءُ
وما يفعلُ العاطلونَ
عن الأملِ المتواضعِ
يصحو خفيفاً من الموتِ
في فجرهِ
ويداوي انكساراته بالعملْ
سأُحبُّ الحياة َ التي قطرّوا
ماءَها في دمي
والشتاءَ المشاكسَ
معنى الأنوثةِ والترّددَ
مثلَ النساءِ اللواتي ذهبنَ
لتقديم ِ رأس يوحنّا
لعَينيْ سالومي التي
اغتصبت ضحكةَ النهرِ
عند المساءْ
سأحُبُّ الحياةَ ولا أستطيعُ
تمثلَّ نرجسها المُشتهى
واحتضان سراب النساءِ
على ناطحات ِ الفشل...!

ربيع عام 2006


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى