الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

فقاعة صابون

"...امسك حرامي "!!

يا فتّاح يا عليم، يا الله. لماذا حضر العنوان (امسك حرامي) هذا الصباح إلى شرفتي؟
باتت السرقة ثقافة لا يجد كثير من المقتنعين بها غضاضة في اقترافها، الطالب يظن أن من حقه الغش و(السرقة) في الامتحان.

الواجب البيتي (بما فيه كتابة موضوع الإنشاء) أضحى مقبولا السرقة من الشبكة العنكبوتية في كتابته، ومؤخرا صار الموضوع برمته يسرق!

البحوث الجامعية تسرق أيضا من الشبكة، ومن (المتعهدين) الجاهزين لإنجاز أي بحث يطلب منهم!

رسائل ماجستير ودكتوراة تسرق بأفكارها، ولغتها، وجداولها الإحصائية!

في زمن الثقافة الشكلية، والتجارة في (سوق) العلم بات الأمر مألوفا و(مقبولا)!

أما أن يصل الأمر بكتّاب وشعراء ونقاد إلى السرقة بالطريقة نفسها فهذا ما لا يمكن فهمه، ولا قبوله، ولا السكوت عنه.

...امسك حرامي!

فجر مترب حمل الغبار والرمل فغطى في ليلته الفائتة الطرقات وشرفتي. الغبار ظل منتشرا طول النهار يحجب الشمس.

غيمات تتراكض، وأخرى مقيمة. الخريف الخماسيني قاتل، حرارة ورطوبة وغبار وأوراق يابسة.....وفوق هذا كله سرقة!! الأمر لم يعد يطاق.

الغبار في لغته يقول الضياع وعدم الوضوح. الغبار يحجب الشمس، والنهار، ويعكّر النفوس.
غبار الجو يمكن معالجته، أو التكيف معه...أما غبار الثقافة، والنفوس فله قوانينه الخاصة وإفرازاته غير الواضحة.

لا أفهم لغة الغبار. لا أحب لغة الغبار. تبا لكل من يبني شهرته بالغبار، والسرقة.
مساء زارني صديقي الشاعر الصادق (لؤي زعيتر) بصحبة ولده (جمال). تحدثنا عن الغبار، والغرور، والصدق، والعطاء، والأنانية، والنظرة للحياة، الهدف منها والغاية، والفهم.

مطر خماسيني خريفي صادق. المطر يهطل الآن عند الساعة الثامنة والنصف. يتواصل المطر غاسلا الغبار والطرقات والنفوس. المطر الأول له لغة،وجمال، وذاكرة.

للمطر ذاكرة. للصدق ذاكرة....فقاعة الصابون لا ذاكرة لها ، تكبر وتكبر وتتلوّن ثم تنفقئ بلا أسف.

وجدتها!!

من يبني شهرته بالسرقة ينل ما تناله فقاعة الصابون.

....امسك حرامي! حراميو الثقافة يسهل اكتشافهم، ومحاكمتهم، وتحجيمهم. من لحراميي المال العام ؟!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى