الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم أحمد مظهر سعدو

في أربعين الدكتور خالد جمال عبد الناصر

كان تشييع الدكتور خالد جمال عبد الناصر وموكبه المهيب-

وحسب كل الذين شاركوا فيه – بمثابة استفتاء أكيد على المرحلة الناصرية، ومبادئ والده عبد الناصر، حيث شاركت في ذلك، جموع غفيرة من أبناء الثورة المصرية المجيدة، الآنية والتي سبقتها، حيث أكدت الجماهير أن لا انفصال أبداً بين مبادئ ثورة يوليو /1952/- التي قادها عبد الناصر - وبين ثورة /25/ يناير /2011/، التي هزت أركان المشرق العربي، بل والغرب كذلك، والتي أعادت الأمل للأمة، ولشعوبها، بإمكانية النصر من جديد، وطرد الطواغيت المتربعة على صدر الشعوب في هذا الوطن العربي المترامي الاطراف .. في أربعين الدكتور خالد، الذي التحق بأبيه، القائد الكبير، وهو لم يبلغ من العمر\62\ عاماً ....نقف لنقول: لقد كان الدكتور خالد وعلى مدى حياته مكافحا" مناضلاً من اجل فلسطين، وفي مواجهة قوى البغي الصهيوني، حيث قاد "منظمة ثورة مصر" التي استهدفت في حينها، بعض المجرمين الصهاينة، على أرض مصر الحبيبة، فكان الدكتور خالد مناضلاً بصمت، هادئا بامتياز، ينظر الى الافق وما وراء الافق .. متألماً لما وصل اليه حال الأمة العربية، بعد رحيل والده، وهو ما لمسته منه في لقائي الوحيد معه، أواسط التسعينيات،من القرن الفائت، في دمشق الفيحاء، ويومها جلست اليه مع صديق آخر، واستمعنا منه الى اوجاعه القومية، وطموحاته، بل طموحات أمته العربية التي يراها، وفق منظاره العروبي، وسيبقى هذا اللقاء ذكرى ومحطة لن أنساها، فهو ابن قائد عربي كبير، وبطل من أبطال الامة العربية، التي لم ولن ينتجها الواقع العربي واللحظة التاريخية العربية بعد ذلك.

كان خالد عبد الناصر -وهو الاخ الاكبر بين اخوانه- متميزاً بهدوئه، حالما بمصر الثورة من جديد، وكان له ما حلم به، وأقر الله عيناه بانتصار هذه الثورة من جديد، قبل أن يغادر الى هناك، حيث الكل في الواحد .. وستبقى مصر الناصرية والامة العربية العروبية، تحمل مشروع عبد الناصر الكبير، مآلاً وحلماً وملاذاً للأمل الذي لا ينضب، وليبقى المشروع النهضوي العربي الناصري الذي رفعه القائد عبد الناصر، ملهماً للناس، كل الناس، على امتداد هذا الوطن العربي الكبير.. صحيح أن مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية اليوم، وفي وطننا العربي، يسبق ما عداه، الا أن مرحلة الثورة الوطنية الحالية للشعوب العربية، ماتزال مرحلة لا بد منها، من أجل العبور، نحو الوحدة، والمشروع القومي العربي الديمقراطي، ومشروع الثورة القومية الديمقراطية العربية.

ويأتي كل ذلك، عبر ربيع عربي تفتحت أزهاره، وانبثق فجره، من تونس، مروراً بمصر وما بعد مصر، وصولاً الى حالة ديمقراطية عربية متماسكة، ومناهضة للغاصب الصهيوني، ومن يسير في فلكه، من أنظمة الردة العربية الآيلة للسقوط بإذن الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى