السبت ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم أمل الريس

قبل مجيئك

وها أنا أقُبل جبينك

وأسقيك بالدموع..!

عللك ترشف ماء الحياة..

جدي..,

أسمعت نوحي والألم..!

أم أنني أتشبث بخيوط حواسك..

أتراك تنظر إلى ملامحي

لتقول "كم تشبهي عمتي"..!

أم أنني أحلم ببقائك..!

جدي..,

حشود جائت لأجلك..

ليتك أبصرتهم

لتعلم كم كانوا يحبوك..!

حب لا يحصيه سوى تجاعيد الوجوه

أتعلم بما يقاس..!

بسنين الحياة

بالبياض الذي تعتنقه

بروح الطفولة في صدرك

بنقاء كلماتك

بتراحيبك البريئة

بالمراعاة, والمواساة..

بكل معاني الرحمة التي تتقنها..

كانوا ولازالوا يحبوك..!

..,

يا حاملاً والدي..!

كم طرحت فينا الانطفاء..!

أتراك تعلم كم الحزن ينتظرنا

برحيله الأبدي ؟!

دعه يبقى قليلاً

لنتأمل النور الأخير

أتعلم بأنك تسوقه إلى

ديار الوحدة

وموانئ الظلام

دعه يبقى قليلاً

لنروي عطش أعيننا

ونتنفس رائحته اليتيمة

جدي..,

أخبرني..

كيف لي أن أكتب الرثاء فيك..!

وأنا أرثي الحال بفقدك..

جدي..,

أتعلم ما الذي يؤرقنا..!

حديث الذكريات على مسامعنا..!

يخطو بقسوة على قلوبنا

لنهدر الدموع..

ونجبر الصوت على الصمت..!

ونودعك الوداع الصعب..

ونعلم بأننا نودع النور والحبور..

ونبقى بانتظار وهمي للفرح..!

نعبث بالبكاء..

لننام ونصغي إلى شكاية الدمع!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى