السبت ١٢ أيار (مايو) ٢٠٠٧
قصة للأطفال
بقلم محمد عطية محمود عطية

قشرة الموز

بعد انتهاء اليوم الدراسى ، التقى عمرو ، و سمير أمام بوابة المدرسة ، و بعدما تصافحا ، قال عمرو باهتمام :
 ينبغى أن نذهب لزيارة عمى صابر فى المنزل ، بعد خروجه من المستشفى بالأمس .
قال سمير مندهشآ :
 عمى صابر رجل طيب .. ماذا حدث له؟!
رد عمرو متأثرآ :
 سمعت من ابنه صلاح ، صديقنا ، أن الطبيب وضع له ساقه فى الجبس .
تعاطف سمير مع كلام عمرو قائلآ :
 ينبغى أن نزوره بالفعل ؛ فزيارة المريض من آداب التعامل ، و لها أثر طيب فى نفس المريض و أهله ، و تعمل على نشر تامودة و المحبة بين أفراد المجتمع .. هكذا علمنى والدى ، و هو تأكيد لما نتعلمه فى المدرسة .
واصل عمرو :
 ثم أننا يجب أن نقف الى جوار صديقنا صلاح ؛ فهو ولد طيب مثل أبيه ، و لا يفوته أبدآ أن يقف الى جوار أصدقائه وقت الشدة . و كما يقول معلمنا " الصديق عند الضيق "
قال سمير فى ثقة :
 سوف أستأذن والدى فى هذا الأمر ، و أكيد عندما يعرف سيأـى معنا .
وافقه عمرو بسرور قائلآ :
 و أنا أيضآ .
قال سمير :
 اذن نتفق على ميعاد الزيارة اليوم مساء آ ...

***

بجوار سرير العم صابر ، فى منزله ، جلس عمرو و سمير يحيطان بصديقهما صلاح ، بعدما قدم اليهم واجب الضيافة .. تطل عليهم نظرات العم صابر الحانية الباسمة ، على الرغم من ألم ساقه الذى لم يبارحه بعد ، و قال :
 الخير فيكم يا أولاد ..
رد سمير باحترام :
 لا بأس عليك يا عمى ...
ثم قال عمرو :
- ستشفى ان شاء الله يا عمى ، و تعود الينا سالمآ معافآ .
رد عليهما ، و قد ملأ السرور وجهه المرهق :
- الحمد لله على كل حال يا أولادى . انه قدر و مكتوب ، لكن لابد أن يحترس كل منكم ، و يكون يقظآ ، و هو يمشى فى الطريق .. وقاكم الله شر الاصابات .
سأله سمير على استحياء :
 لكن قل لى يا عمى لو سمحت .. كيف حدث ذلك ؟
هز العم صابر رأسه مبتسمآ ، و قال :
 انها قشرة الموز يا ولدى .
استغرب عمرو :
 قشرة موز ؟!!!
قال العم صابر
: - نعم يا ولدى .
و تحول بنظره الى والد سمير ، الذى كالن يجلس الى جواره ، منصتآ الى الحديث ، و يربت على كتفه مواسيآ ، ثم اكمل :
 كنت عائدآ من عملى ، و اذا بى بعد خطوات من دخولى الشارع ، أجد نفسى واقعآ على الأرض ، و ساقى تؤلمنى بشدة ، و اتضح أن قشرة موز هى التى أوقعتنى دزن أن أراها أو أشعر بها .
سأل سمير متعجبآ :
 قشرة موز تفعل كل ذلك ؟!!
رد والد سمير متأثرآ :
 نعم يا ولدى ، و أكثر من ةذلك ، و لكن الله ستار
قال عمرو :
 ان من قواعد الالتزام و النظافة ألاّ نرمى مخلفاتنا فى الطريق ، الذى هو ملك لنا جميعآ .
أكمل سمير :
 رغم الشعارات المكتوبة على الجدران و اللافتات ، و المذاعة التى تدعو الى المحافظة على النظافة الا أن هناك الكثيرين ممن يلقون مخلفاتهم فى الشارع غير مهتمين بعواقب أفعالهم .
قال صلاح ، و هو ينظر الى والد بحنو :
 لكن يجب علينا أن نستمر فى دعوتنا الى النظافة و الالتزام ، و المحافظة على جمال مدينتنا ، و حينا ، و شارعنا ، و لا نيأس من التوعية المستمرة .
رد عليهم والد سمير مبتسمآ ، فخورآ بهم :
 بارك الله لنا فيكم يا أولاد ، و شفى لنا عمكم صابر..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى