الأربعاء ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١١
أين الرياضيون العرب من تبنى
بقلم زينب خليل عودة

قضايا الإنسانية والمجتمع العربي؟

لم أدرى كيف أستهل ولكنى ارتأيت أن أضع بين أيدي القراء هذا الخبر ثم سأكتب بعدها ومفاده (من أجل الصومال كرستيانو رونالدو يتبرع ب30 مليون دولار.. رونالدو، نجم ريال مدريد والمنتخب البرتغالي قام بإعلان علي صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، بفتح مبادرة بجمع 30 مليون دولار لمساعده الصومال في أسبوعين فقط من الآن حيث ذكر انه سيضع مبلغ لن يعلن عن حجمه بداخل تلك التبرعات، وباقي التبرعات سوف يقوم جمهوره علي فيسبوك الذي يتجاوز الآن 32 مليون علي صفحته الشخصية بالتبرع بها وقام بكتابه رسالة للجمهور مع فيديو لأطفال وشيوخ الصومال).

كان لازما نقل الخبر ومن المحتمل أن يخطر ببال القارئ غير المتعمق أنى من يروج لهذا اللاعب ولكن الأمر أكبر وأخطر من ذلك ولن أتطرق لمشكلة الصومال من الناحية السياسية والمشكلة الأمنية ومواقف السياسيين الحكوميين أو المعارضين وتناحر الأعلى للبقاء على المناصب والكراسي وموت من هم بالأسفل على قارعة الطرقات، وإنما أسلط الضوء فقط على أن الصومال بوصف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية يتعرض لأبشع وضع بلد بأكمله يرزح تحت الفقر والجفاف والمجاعة، وأصبحنا نرى مشاهد تقشعر منها الأبدان لأطفال وموجات للنازحين منها لدول مجاورة حفاة سيرا على الأقدام وبحثا عن ماذا عن مصدر أمام مرأى العالم. وبحسب تقارير المنظمات الدولية أن ثلث سكان الصومال الآن - والبالغ تعداده 8 ملايين نسمة - في حاجة إلى مساعدات غذائية، وأن عدد هؤلاء ارتفع من 850 ألف نسمة إلى ثلاثة ملايين، وأن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في جنوب الصومال يمثلون 80 ٪ من الأطفال.

ارجع إلى اللاعب المشهور كرستيانو، لاشك أن خطوة اللاعب للتبرع من أجل السؤال تطرح تساؤلات عدة في ذهني سأحاول جاهدة أضعها وفى مقدمتها أين رياضينا العرب خاصة في كرة القدم الأكثر شعبية من تبنى قضايا الإنسانية والمجتمع العربي وغيره؟ أين اللاعبون العرب على سبيل المثال لا الحصر محمد أبو تركية، ومحمد الشلهوب ومحمد نور وإسماعيل مطر وكريم زيانى وبدر المطوع وياسر القحطانى وأيضا وزين الدين زيدان، كريم بن زيمة وغيرهم من المبادرة بخطوات مثل رونالد؟ بل وأين كل شخصيات المجتمع العرب من أمراء وأثرياء وفنانين ومغنين وأطباء ومحامين ومهندسين ورجال أعمال وشركات وغيرها من إنقاذ الصومال؟ أين هم من التوجه فورا للصومال والعمل على مواساة إخوانهم والتخفيف عنهم ومساعدتهم على ارض الواقع؟؟ هل كان رونالدو أكثر عروبة من العرب؟؟ وهل لا يملك العرب خطوات مثله؟؟ ومتى يمكن للرياضيين العرب اللعب من أجل مثلا رفع الحصار عن غزة، أو التخفيف من الفقر والمجاعة في دولة عربية هنا وأخرى هناك، أو من أجل مرضى الثلاسيميا و الدم والسرطان من أطفالنا؟..

وإنني في هذا السياق أدعو الاتحادات العربية بكل أشكال الرياضة لأن يتحركوا وينظموا عدة مباريات خيرية باستضافة أفضل لاعبي الوطن العربي ويخصص ريعها لتبنى قضايا الإنسانية وحل المشاكل الاجتماعية وغيرها خاصة.. والآن لابد من سرعة التوجه إلى الصومال بهذا الريع، وبقوافل خيرية أيضا والأفضل من ذلك وضع برامج رياضية على مدار السنة لمثل هذه القضايا وعدم انتظار حدوث الكوارث أكثر وأكثر.. سأضع أمامكم مشهدان الأول أتذكر من فترة أن أحد أمراء العرب الذي عرض دفع ما يزيد عن 400 مليون دولار لشراء فندق قصر الاليزيه في باريس.. أما المشهد الثاني لقد تبرعت غزة التي تعد أكبر سجن في العالم يحبسه الاحتلال الصهيوني.. غزة البالغ عددها أكثر من مليون وثمانمائة نسمة المحاصرة بأطفالها ونسائها وشبابها وشيوخها إلى أهلهم في الصومال.. ألا تستيقظ ضمائركم ألا تصحوا يا عرب !!!!!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى