الاثنين ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم تركي بني خالد

كأن شيئاً لم يكن!

كأن شيئاً لم يكن!

هكذا إذن،

تمر أيام، وينتهي الزمن.

يحزم الحب حقائب السفر، ويبطل مفعول السحر،

ولا يبقى غير الشجن، بعد أن احتجب المطر.

هكذا إذن، تنتهي حكاية،

وكأن شيئاً لم يكن..

هل انتهى كل شيء؟

ببساطة، كما بدأ، ببساطة.

سحابة صيف؟ أم ماذا؟

حلم وقت القيلولة؟ العاب الطفولة؟

أم وهم منذ البداية؟

منذ متى كانت النهاية..

قبل أن تبدأ البداية؟

ما الذي تغير في الأشياء؟

ولماذا لا يعود للدنيا الضياء؟

ماذا تغير حتى يصبح السفر سهلاً

ترحل الغيوم دون أن تمطر،

وكأن الفصول بدون شتاء.

تشعل الشرر نيرانها في الحقول

ولا احد يقول، لماذا يطول

الانتظار ، من يطفئ النار، يا للغباء

بعد أن تبخر كل شيء، بلحظة، كأن كل شيء كان مجرد هباء.

هكذا إذن..

ينتهي كل شيء..

يا للخسران.. حين يضيع الحنان،

حين يموت الحب،

وتنتشر الأحزان في الأرجاء.

يا للألم في الأحشاء.

يا للاندحار، عندما يصبح الشيء لا شيء،

لا ابتسامات، تسحر كل شيء،

لا نظرات، لا آهات، لا دموع..

لا انتظار، آخر النهار، بعد أن فات القطار.

ما الذي حدث؟ لا شيء..

ما الذي فرق الشوق،

ولم يولد القمر، وقد كتب عليه الخسوف

منذ البداية؟

لم لا يكبر القمر ويصير بدرا؟

لم يموت الحب وتنتحر الأشواق؟

لم يصاب الناس بعمى الألوان؟

ولم لم يقرع احد جرس الإنذار،

لم تهجر العصافير أعشاشاً زارتها باستمرار,

ولم يكون الممكن فجأة مستحيلاً،

حين كان المستحيل ممكناً أول النهار؟

يا للعار، يا للعبث، يا لسخرية الأقدار!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى