الخميس ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم سعود الأسدي

كالسَّرْوِ في الغاب أُصلّي واقفاً

كالسَّرْوِِ في الغابِ أُصَلّي واقفاً
والظِّلُّ يسجدُ لي أمامي،
وبيادِرٌ تتلو الضُّحَى،
والنَّجْمُ يُصغي لي بِصَمْتي
مثلَ إصغائي إلى هَدْرِ الحمامِ،
لا نبتةُ النّعناعِ تُؤويني
ولا الأحلام في زهر الخُزامِ
****
ورأيتُ في حُلْمي التي
مَرّتْ كما مَرِّ الغمامِ
وصحوتُ من نومي
كصحوِ الطفلِ من جوعِ الفطامِ
ولفافةُ التّبغِ التي دَخَّنْتُها
وشربتُ رَكْوَةَ قهوةٍ*
شربَتْ منامي،
ورأيتُ من مرَّت كما مَرِّ الغمامِ
كسنابلِ القمحِ الملثَّمِ بالوئامِ
وجبينُها زَهْرُ الضّياءِ
وليتني ما كنتُ في حزني يُدَثُّرني ظلامي
ناديتُها ولعلّها تأتي إليَّ
وقلتُ يا هذي !
تعالي واسهري !
أو هاكِ زندي تَوَسَّديهِ
كما يشاءُ تَوَسُّدي حجراً
ونامي !
فلعلّني أسلو جروحاً
بعضُها قد جَفّ في قلبي
جفافَ قرنفُلٍ،
والبعضُ يُشْبِهُ زنبقاً
لمّا يَزَلْ في الصدرِ دامي
وغرقتُ إمّا جئتِ
في همسٍ،
وفي لمسٍ،
وفي بدرٍ،
وفي شمسٍ،
وفي شوقٍ قديمٍ
للبوادي والخيامِ
****
إني أتوقُ إلى الرمالِ
تدوسُها قدماك
توقَ الغيثِ من ظمأٍ الى ظمأِ الرّغامِ
****
وظَلِلْتُ ليلي ساهراً
وأنا أُصَلّي صامتاً:
يا ليتَ من مرّتْ كما مرِّ الغمامِ
يا ليتها تأتي تزور بحُلْمها
في ليلتي هذي
كما كانتْ تزورُ بوهمِها
في عيد ميلادي
ولو لدقيقةٍ في كلِّ عامِ !!
ـــــ
 [1]

[1رَكْوَة قهوة: إبريق قهوة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى