الأربعاء ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم زينب خليل عودة

كتاب «عيون في غزة»

أنهت دار النشر كوارتيت في بريطانيا طباعة الترجمة الإنكليزية لكتاب بعنوان ’عيون في غزة’، الذي نُشر بالنرويجية في العام الماضي، وأُعتبر أفضل كتاب نُشر في النرويج في العام 2009، ويقع الكتاب في 310 صفحات، ويضم صورا وخرائ.،

الكتاب من تأليف البروفيسور مادس غيلبرت أخصائي التخدير، والبروفيسور إيريك فوس أخصائي جراحة القلب. ومن المنُتظر أن يتم توزيع الطبعة الإنكليزية للكتاب، خلال أيام.

ويروي المؤلفان في الكتاب الأحداث التي عاشاها على مدار 16 يوما في قطاع غزة في الفترة من أواخر كانون الأوّل (ديسمبر) 2008 وحتى الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) خلال المرحلة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويخصصان فصلا لكل يوم من تلك الأيام العصيبة.

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استمر 22 يوما، وأسفر عن مصرع وإصابة آلاف الفلسطينيين أغلبهم من المدنيين، وألحق دمارا وأضرارا فادحة بعدد هائل من المساكن الخاصة، والطرقات، والمنشآت العامة.

وقد فرض الإسرائيليون خلال الحرب طوقا محكما على القطاع، فحالوا دون دخول الصحافيين الأجانب، وفرق المساعدات الطبية والإنسانية، لكن الطبيبين النرويجيين، وكلاهما عضو في لجنة الإغاثة النرويجية نجحا في الوصول إلى القطاع، فتحوّل كتابهما إلى شهادة حيّة من الميدان عن حقيقة ما حصل في تلك الأيام، وحاول الإسرائيليون حجبه عن أنظار العالم.

ونال الكتاب شهرة واسعة في الغرب بمجرد صدوره في النرويج، واشترت حقوق ترجمته وطباعته دور مختلفة للنشر في السويد، وإيطاليا، وفنلندا، وتركيا، إضافة إلى دار للنشر في الأردن. هذا، ويحظى المؤلفان بمكانة مرموقة في مجال تخصصهما العلمي، إضافة إلى نشاطهما على مدار ثلاثة عقود مضت في مجال تقديم الخدمات الطبية في مناطق الحروب والصراع، خاصة في الشرق الأوسط، وكلاهما عضو في منظمة الإغاثة النرويجية، وهما يحاضران في النرويج وخارجها، وينشران كتبا علمية ومقالات، ويحاولان لفت الأنظار في الغرب إلى حقيقة الدمار الذي تلحقه آلة الحرب الإسرائيلية بالفلسطينيين.

ويقدم الكتاب لمحة عامة عن شهادة غيلبرت وفوس التي تشبه صرخة مدوية يشوبها الأسى والغضب من خلال الفقرة التالية الواردة في الكتاب: ’لم تكن ثمة حاجة لتخدير الطفل الذي أُصيب في دماغه، فلم يعد يشعر بالألم. والطفل الثاني رقد في حالة غيبوبة اصطناعية، وتم حقنه بالمخدر لتسكين الألم، وتمكين جهاز التنفس الاصطناعي من العمل دون مقاومة من جهازه التنفسي، غُطيت عيناه بضمادة كبيرة، على أية حال لم يعد قادرا على رؤية شيء، فقد أصيب بالعمى.

أين يمكن الصراخ والتعبير عن اليأس والغضب بعد كل هذا المصير المأساوي الذي نعاينه عن كثب؟ هل ستسمع السماء؟ هل يسمع العالم؟ ولكنهم يعرفون كل ما يحدث هنا، أعداد الضحايا تدق في الغرب كل مساء، لدى وكالات الأنباء، وأجهزة الاستخبارات، والبعثات الدبلوماسية لأقوى الدول في العالم، التي لا تحاول حتى أن تكبح جنون آلة الحرب الإسرائيلية’.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى