الأحد ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم حازم الشلختي

كلاب ديليفري

لفت انتباهي خبر غريب منشور في إحدى الجرائد اليومية عن إطلاق خدمة جديدة في مدينة بومباي الهندية خاصة لكلاب المدينة الا وهي "الهوم ديليفري" (يعني توصيل الطعام للمنازل) حيث أن الكلاب الأليفة في تلك المدينة يصل إليها الطعام عن طريق عمال التوصيل المعروفين باسم "داباوالاه" يقومون بتوصيل الوجبات بواسطة صناديق تسمى "دابا" حيث حسب آخر إحصائية لعملاء واصف خان صاحب الفكرة المذكورة أن عدد عملائه من "الكلاب" حاليا حوالي 500 "عميل" يزدادون بإضطراد كبير. بالفعل خبر غريب في بلد "المواطن" فيها يعتبر "الأرخص" على مستوى القارة.. فلو كان الخبر عن "كلاب" فرنسا مثلا.. لاستسغناه.. ولو كان عن "كلاب" بريطانيا البولدوغ مثلا.. لقبلناه.. لكن أن يأتي هذا الخبر من دولة من دول العالم الثالث "البني آدم" فيها لا يجد ما يأكله إلا ما تجود به "حاويات القمامة" ولا يجد ما يستره سوى "كرتونة" فارغة لأحد المنتجات.. ولا يجد لنومه اكثر من "رصيف" شارع حقير.. فإنه يعتبر قمة التناقض التي لا تجده سوى في بلاد العجائب "الهند".

سينظر الكوريون لهذا "الخان" بعيون الغضب كونهم لا يتعاملون بالـ"داباوالاه" ولا يتحملون رؤية الـ"دابا" حيث أن خدمات توصيل المنازل لديهم تختلف قليلا عما يتم في بومباي من حيث أن ما يوصل في الهوم ديليفري هي الكلاب عينها كونهم يعشقون أكل الكلاب و"يتمزمزون" في "نقرشة" عظامها والتلذذ في التهام أطرافها وتجهيز أصناف عديدة من "الشوربة الكلابية".. وعمل حفلات "الباربكيو" ماركة "هاو هاو"..

لقد كان الكوريون سبب "إنقراض" الكلاب عندنا في منطقة الغور عندما كانوا يشرفون على إنشاء قناة الغور الشرقية. فقد وجدوا أن "طبقهم المفضل" يسرح ويمرح في أراضي الغور بدون حسيب ولا رقيب.. واهل الغور ومرتادوه كانوا يتمنون لو جاء من "يخلصهم" من هذا "الطبق المفضل" فخلال فترة وجيزة وصل سعر الكلب الواحد الى مبالغ خرافية بعد ازدياد الطلب عليه من قبل الكوريين. ولم يكتفوا بكلاب الغور بل امتدت أياديهم "الآثمة" إلى كلاب عجلون وعنجرة ووصلت حدود إربد وما حولها.

أما في حارتنا فالوضع مختلف بعض الشيء.. فقد كانت حارتنا تعاني من انقراض في هذا النوع من "الأطباق الشهية" لأن خالد صديقي كان العدو اللدود لها.. فلو "غلط" كلب أو أوصله حظه العاثر حدود حارتنا فإن خالد كان بالمرصاد بحجارته الجاهزة.. وقد كان ماهرا بالرماية والصيد لا أعرف إذا أصبح بطل رماية أردني او قناصاً في إحدى "شبكات المافيا" فيما بعد كوني انقطعت عن تلك الحارة منذ عقود.. فبمجرد إطلالة ذلك "الضنين" على مشارف الحارة فسيكون مصيره كسابقيه بإصابة قاتلة في الرأس او البطن يدخل على اثرها في غيبوبة (كوما) تستمر لفترة قليلة قبل أن يلفظ آخر أنفاسه في "حاوية القمامة" التي كانت في أول الحارة.

خالد كان العدو الأول للفنانة الفرنسية بريجيت باردو والتي كانت تشجب أعماله الوحشية في كل مؤتمراتها الصحفية وتستنكر عمليات الإرهاب "الكلابية" التي كان يمارسها خالد ضد "اصدقائها".. وكانت تضع "حارتنا" في الصف الأول لـ"حارات" محور الشر حيث كانت تنادي دائما بمقاطعتها وعزلها عن الحارات المجاورة نظرا لقيام "خالد" بالعبث بقرارات الأمم المتحدة و"البعبشة" بمقررات جينيف لحقوق "الكلاب" الأمر الذي كان يعرض حارتنا دائما لغزوات الحارات الأخرى ومحاولة النيل من عنفوان "اولادها" الذين كانوا يردوهم على اعقابهم خاسئين في كل مرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى