السبت ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم صلاح عليوة

كلمات أخيرة للهنود الحمر

سيعلو الهتافُ

لأرباب وول ستريت

ليبقى جداراً

وتبقى به صرخاتُ العبيدِ

أنيناً تحدّر

عبر ضلوعِ القرون

فيا رب هذا الزمان الوحيدِ

حنانيكَ

فالحقُ ما نطقت شفتاكَ

تقدسَ ما صنعته يداكَ

وأعمالنا كلها للكسادْ

فأنت المليكُ الوحيدُ

المتوجُ فوق رقاب العبادْ

وقاتلنا طيبٌ

من ضياءٍ أتي

كي يبيعَ التراتيلَ بالأرضِ

أو ليقايضنا ( كي نُسرَ )

زجاجاً بعاجْ

سيعبرُ في صوتنا النهرُ

يتبعنا أمسنا كالصدى

ثم نبقى على ظل أسماءنا

في نقوش الثرى

وملامحِ أرواحنا

في اسوداد الرمادْ

فدم واثقا بالبقاءِ

فأنت المليكُ الوحيدُ

المتوج فوق رقاب العباد

ونحن انطلقنا

على طرقِ الليل

صغنا الأناشيدَ مرثيةً

واحتمينا بأقوال أجدادنا

فلنا الموتُ والجوعُ والحزنُ والخوفُ ..

رجفة أطفالنا

تحت سروِ الشتاء

وما أنزل اللهُ

فوق قرى الإثمِ

من عهد عادْ

فنم سالماً

ناعما بالرقاد

فأنت المليك الوحيدُ

المتوج فوق رقاب العبادْ

ستبقى لغرفة نومكَ

زينتها من قرون الوعول

ستبقى لك الأرضُ

حتى تبدل فيها الفصول

وتملأها

بخيول المغول

لتسطو على غيمنا

وتهشم أقمارنا

ثم تتركنا بين أكواخِ قش

يدحرجها الموتُ

بين الوهاد

فنم سالما في قصور الحديدِ

ولا تكترث بالأنين المعادْ

فأنت الوحيد المليكُ

المتوج فوق رقاب العبادْ

 [1]


[1(وول ستريت) في نيويورك: شارع المال والأعمال الشهير، ترجمته (شارع الجدار) نسبة إلى الجدار الذي بناه المستوطنون الجدد بأمريكا في القرن السابع عشر للاحتماء من هجمات السكان الأصليين ولمنع هرب العبيد المجلوبين من إفريقيا وغيرها من البلاد والمسخرين لخدمتهم والعمل في مزارعهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى