الخميس ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم حسني التهامي

كنسر خرافي تصعد عاليا

إلى أحمد الشحات (الشاب الذي رفع علم مصر فوق السفارة الإسرائيلية)

كعادة متسلقي الجبال
وبسرعة فراشة تصعد نحو الضوء
تطلعت عيناك الصغيرتان عاليا
والواسعتان كبحر زاخر باللآليء الطامحة
والأسماك التي لا تكل في دورانها وسط البحار
وكنسر جبلي
بغيته الذؤابة
تطلعت عيناك للطابق الثاني والعشرين
هل انتابك الخوف؟
حين جدفت قدماك في الهواء
وقد حذرتك النسور الصغيرة
النسور التي لا تقوي على الطيران بعد
لكنها تحلم
- أو على الأقل مثلك -
أن تطير يوما ما
قد تطيش رصاصة في الرأس
أو في الصدر
كالتي طاشت - كما زعموا خطأ - علي الحدود
لكنما الخوف – في عينيك – كأزرار قميصك اللبني
أو كسحابة خفيفة
فوق كوب ينسون تشربه في الصباح
كيف حملت قلوبنا كمروحة
عاليا ذهبت بنا
لنشرب من نبيذ نبيل
ونأكل من خبز كريم تشهيناه
ولم نطعم حنطته منذ ثلاثين
سحبت أرواحنا عاليا
لنغترف أخيرا
من مواعين غالية ونادرة
لكي نتربى من جديد
ونعلو
حين تسلقت ساقاك النحيلتان
"كسبيدرمان"
أمام النيل وميدان "نهضة مصر"
كي يكونا شاهدين
و يومئا لك فرحين
وربما حاولا الصعود كي يقبلاك
أو يطبعا فوق جبينك قبلة الخلود
حينما كنت تستبدل نجمة معممة بعار النذالة
بنسر خرافي
يضرب منقاره في الأعالي
ربما أغرتك يوما
أجنحة حمامة
قررت أن تطلق نفسها للريح
أو ربما أعجبتك فكرة عباس بن فرناس
والذين حاولوا الطيران بعده
فطرت
وربما أغرتك نجمتان حلمت أن تضعهما علي الكتفين
فاعتبرت نفسك حارسا
فصعدت
وربما أغاظتك النجمة التي على أصابعها آثار دم الشهداء الستة
وعدد غير قليل
من الجثث التي توارت تحت مبدأ
" فلنفتدى الأم بالجنين "
فثرت
هل دار بمخيلتك ذات يوم
وأنت على مقعد الدراسة
حينما كنت تجرب الألوان
كي ترسم حقلا
أو علما
أو منخار رجل لسعت قفاه الشمس
هل دار في مخيلتك يوما
أن
تحضر في ميدان أذهاننا
سليمان خاطر؟
أكنتما على موعد ؟
و أنتما ابنا محافظة واحدة
و من سلالة نذرت نفسها للصعود
كي تكلم الله
في ليلة القدر
مع الملايين التي نذرت نفسها
للخلاص !!!!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى