السبت ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم صلاح عليوة

لصحابي القدامى

و ماذا سأذكرُ منهم
صحابي القدامى
و قد كبرتْ بيننا مدنٌ من بعاد
و غادر موجٌ
بأبناء بحارة
عن قرى في الضفافِ
و حط الخريف العجوزُ
على رجفةٍ في الفروعْ
 
و ماذا سأذكر منهم صحابي القدامى
سوى لحظةٍ
ربما
أو أقل
و غير ارتعاد الضياء الوجيز
قبيلَ انطفاء الشموع
 
و ماذا سأذكر منهم ؟
تلكؤهم في طريق الوداع
تلعثمهم
حينما اعترفوا بهشاشتهم
تحت صخر القناع
تجلدهم
فوق سلمِ أيامهم
حين يذوي الضياءُ الجهير
و تصحو ارتجافتهم في الضلوع
 
و ماذا سأذكر منهم
سوى ما أضعتُ على طرقِ المجد
حتى أعودَ لألفتهم
نادماً
تحت نفس القلوع
 
و أعبر في ليلهم كالغريب
لأرثي الذي أودعوه على معصمي
من وصايا
و ما سفحوه على جعبتي من دموع
 
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم سافروا
سافروا في الهواء القديم
حيارى
يصاحبهم قمرٌ في الليالي
و تبهت أصداءُ آمالهم
في نسيمِ النجوع
 
و ماذا سأذكر منهم
سوى أنهم يرجعون
بكامل أحزانهم
نحو قلبي
يعيدون ما كرروه على خاطري
ليلةً بعد أخرى
و ينسون أني
أرممُ أقوالهم في خيالي
لأبقى
و أني أسامرهم
بعدما ذهبوا
و مضت خلفهم
طرقات الرجوع
 
صلاح عليوة
مصر / هونج كونج

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى