السبت ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم نور صلاح أبومدين

لم يغدر البحر

عَبَّارَةٌ غَرَقَتْ أَمْ أَنَّهَا بَلَدُ النَّاسُ حَائِرَةٌ وَالدَّمْعُ يَتَّقِدُ
رُبَّانُهَا أَحْمَقٌ بِالحُمْقِ أَوْرَدَهَا بَحْرًا تًمُورُ بِهِ الأَمْوَاجُ وَالزَّبَدُ
البَحْرُ أَرْجَى لَهَا مِنْ عُصْبَةٍ فَسَدُوا لَمْ يَغْدِرِ البَحْرُ بَلْ لِلْغَدْرِ هُمْ قَصَدُوا
شَمْطَاءُ قَدْ شَهِدُوا لَهَا بِحُسْنِ صِبًا وَالحُسْنُ مِنْ قُبْحِهَا قَدْ بَاتَ يَرْتَعِدُ
مَرَّتْ دُهُورٌ بِهَا حَتَّى غَدَتْ مِزَقًا لانَ الحَدِيدُ وَلانَ الحَبْلُ وَالوَتَدُ
كُلُّ الأَحِبَّةِ فِي أَحْشَائِهَا دُفِنُوا غَابَ الحَفِيدُ وَغَابَ الأَبُّ وَالوَلَدُ
وَآبَ شَيْخٌ وَقَدْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ بِئْسَ الحَيَاةُ إِذَا أَحْبَابُهُ فُقِدُوا
أَرْوَاحُهُمْ ذَهَبَتْ رُخْصًا بِلا ثَمَنٍ فَلا أَنِيسٌ بَقَى كَلا وَلا سّنّدُ
يَا طُولَ غُرْبَتِهِ مِنْ بَعْدِ فَقْدِهمُ مَلَّ الحَيَاةَ وَأَضْنَى قَلْبَهُ الكَمَدُ
لِلهِ يَشْكُو أُنَاسًا مِنْ فَرْطِ ظُلْمِهمُ غَصَّتْ حُلُوقُ الوَرَى وَتَفَتَّتَ الكَبِدُ
أَيْنَ القَضَاءُ الَّذِي قَدْ كَانَ مَفْخَرَةً لِأَهْلِ مِصْرَ وَفِي جَنَبَاتِهِ وَجَدُوا
مِيزَانَ عَدْلٍ يُحِقُّ الحَقَّ بَيْنَهُمُ حِصْنَ الأَمَانِ الَّذِي فِي ظِلِّهِ سَعَدُوا
بَلْ أَيْنَ مِصْرَ الَّتِي فِي القَلْبُ مَسْكَنُهَا فَالقَلْبُ يَعْشَقُهَا وَالرُّوحُ وَالجَسَدُ
كَانَتْ جَمِيعُ الدُّنَا بِالأَمْسِ تَحْسِدُهَا مَنْ كَانَ ذَا عِزَّةٍ فِي النَّاسِ، يَنْحَسِدُ
الظُّلْمُ جَرَّدَهَا مِنْ ثَوْبِ عِزَّتَهَا فَاليَومَ يُرْثِي لَهَا حَتَّى الأُولَى حَسَدُوا
أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَى أَمْجَادِهَا فَغَدَتْ وَالظُّلْمُ يَعْلُو بِهَا، وَالعَدْلُ يُفْتَقَدُ
إِنَّ الفَسَادَ الَّذِي بِالقَهْرِ كَمَّمَنَا قَدْ طَالَ فِي عَهْدِهِ فَكَأَنَّهُ الأَبَدُ
بِاللهِ لا تَيْأَسِي(يَا مِصْرُ)وَاصْطَبِرِي مَهْمَا عَلا مَوْجُهُمْ لَنْ يَمْكُثَ الزَّبَدُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى