السبت ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم أسامة جودة

لن اهلل

لن أستطيع وحدي أن اغضب.فكيف لصوت وضعف الصمت أن يقهر صهيل القطار الطائر؟وكيف لنملة تثب أن تحرك جبل شاهق؟

فلن أغضب!

حقا حدثتني نفسي بذلك قديما في تلك الأيام الحالكة من حياتي ذلك عندما وقعت تحت وطأة الوهن والضعف والذل، أياما كنت فيها كالمحتضر،الجسد ساكن والعقل غائب واللسان صامت.أياما كنت فيها لا أستطيع السير، ساقي لا تحملني والأرض
لا تتحملني، أرضى كانت بركة صديد ضحلة، وأنا قعيد الإرادة.

حتى الشمس باتت لا تريد أن ترى وجهي الشاحب!

باتت تتساءل : كيف لماء بارد حل محل الدم أن يغضب؟ وكنت أصبح فأرد دون أن انبس بكلمة:لا يا شمس هذا ليس ماء بارد... هذا خليط جبن خائف بنفاق كاذب.

كم كنت مخطئ؟!، نعم أنا المخطئ، أنا الذي هللت لك يوم ركبت جوادي....يومها أعطيتك مائي وهوائي وذراعي وحين انطلقت صرخت بأعلى صوتك:(أنا المارد الطاغي، أنا الآمر الناهي)

أحييك تحية السوء وأحيى معك فرعون وجنكيز خان وهتلر وشارون، فتحية سوء لكل ملوك الخوف والموت.

كم أسخر من نفسي اليوم حين أذكر صمتي يوم وضعت يدك في يد قاتل ولدى...آه ولدى الصغير جلس على الصخرة يبكى ومعه السماء... أتذكر يوم فقأوا عينه؟لم يكتفوا يومها بذلك بل قطعوا أذنه وجدعوا انفه ثم مزقوا قلبه وسلخوا جلده ثم طحنوا عظامه وبعدها باعوا لي أسنانه مسبحة، يومها لم أستطيع أن أبكى، هجرتني دموع الحرقة وملئتنى دموع التماسيح واليوم...

اليوم أنا لا أشبهك أيها المادح الشادي، فلن اهلل... ولن انحاز لشرح تاريخ الفرح وميلاد فصل الربيع ولن أتمهل... بل سأغضب غضبة كبرى وسأتحرك ولو حبوا... سأتغير سريعا وسأغير من حولي.

لن أكتفي اليوم بأن أكتب الشعر والقصص فالأقلام رفعت والصحف جفت لكن سأعمل،فلا أمل في عاطل ولا المهنة قاتل وسأقول لكم أنا لست وحدي وإن ظننتمونى فإن بعض الظن إثم، ولو كنت وحيدا فهناك وحيدا آخر غيري والوحيد قنبلة موقوتة، الوحيد عاصفة وطوفان، فالوحيد مع الوحيد كالحجر على الحجر يصنع جدار وأنا فى غنى عن شرح تاريخ صمود الأحجار وسأبدأ بالصرخة وأقول :(انتبهوا، أفيقوا فالموت على الأبواب).

والآن يدق موتك بابي وسأفتح له دون خوف أو اضطراب لأنني سأقتله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى