الجمعة ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم عمرو باسم تفاحة

لوحة في بقايا المرايا

سنا الأغنيات
بقايا حروفي
وبعض وريقات شعر قديم
عزفت بها صبوتي وجنوني
رحلت بها عن شاطئ الأغنيات
إلى شاطئ الأمنيات البعيد
إلى اللازورد المعتق حزنا
على صدر حسناء
غاية في الجمال
أمام المرايا
رحلت إلى الصمت
مثل الرخام شديد السكون
كأن الحروف دموع العذارى
تذيب عيون الغمام إذا ما استفاقت
وترسم للناي لحنا حزينا
هي الأمنيات بصدري
بحار ونار
أحار برسم الحروف
عشاءا أخيرا كأني "دفنشي"
كأني رسمت خيوط الجمال ببعد أخير
تعتق خمرا
وأثملت بالحزن ريشة رسمي
فكانت قصيدتيَ الموناليزا
فمن ذا يلوم
بكاء الرضيعِ
إذا اشتاق يوما لثدي ٍ رأى فيه معنى الحياة
ومن ذا يلوم الفتى إن تمرد
كسر ألعابه كهرقلٍ
وثار على ما تربى عليهِ
أحبَّ وذاب بشهد الغرام
وعاقر كأس الصبابة لحنا
وأدمن صوت الحبيبة في كل وقت
تمنى تموت العقارب
تسهو الثواني عن السير حتى يطول اللقاء
هو الحب
يا صاحب الحزن
يقلب كل المعاني
فمن ذا يلوم فؤادي
إذا ما استحلت أنا نبض شعري
وقافية للغرام
تذوب كجدول عشق
سرى في ربوع بلادي
ليزهر سوسنة في حقول الدموع
ودمعي سيروي الأقاحي إذا ما استفاقت
وفي موطني الأقحوانة تعني شهيدا
إلى الله يعرج كل مساء
بطلقة حقدٍ
بحاجز جيشٍ
يخاف من الطفل
يحمل بين يديه الحياة وقطعة حلوى
وبعض من الذكريات القليلة
عامان
أو نصف عام يزيد
فما أتقن الطفل بعد فنون الحساب
ولا أتقن اللفظ يخلط بين حروف الهجاء
كأول درس بعزف الكمان
تراه تلعثم بالسير
قد كان بعدُ حديث المسير
ولكن على حاجز الموت لا بد يمشي الجميع
ولو كنت طفلا
ولو كنت كهلا
هو العدل فيه تساوى الجميع
فلو كنت رثاً
ولو كنت أنت الزعيم
سواء عليه
فمعذرتي للحروف
التي ما استفاقت لتسعف مثلي
فذابت بقلب خيوط المرايا
لتعكس بعضي
وتترك ما أثقلته الليالي
يذوب بظل المعاني
بعيدًا عن اللحن
يبدو بصمت المقاطع
بين الكواليس
في كل ما لا يراه المشاهد
في شاشة العرض
صمتا أخيرا
فكيف سأنهي قصائد حزني
وزمزم كانت حروف قصيدي
وقصدي تشتت بين الأماكن
من غير إذني
تبعثر أحجية للزمان الأخير
فأصبحت أمشي ببعض حروف الهجاء
ويمشي ببعضٍ أخي في طريق سواه
كلانا على الحق
كلٌّ يظنُ
وأجزم أنِّي على الحق وحدي
ويجزم مثلي
فمهلا
كلانا إذا ما افترقنا يضل الطريق
فنحن سنبقى برغم العداء الدخيل علينا
رفيقَيْ طريق
فما من سلامٍ
ولكن هلامٌ
ومسخ تعثر بين الدروب
فهيا رفيق الطفولة
نترك وهم السلام
ووهم الأماني
ونحمل رشاشنا الخشبي
ونلعب لعبتنا الأزلية
ضد اليهود
بأحجارنا
بحلمٍ حلمناه منذ قرونٍ
بروح الفدائيِ
يزرع قنبلةً لتشبَّ سنابل
وها أنا ذا قد
أطلت الغناء بعزف دموعي
فمن ذا
يعيد الحكاية عند النهاية
في لوحة من بقايا المرايا
سنا الأغنيات
بقايا حروفي
وبعض وريقات شعر قديم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى