الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم محمد أبو زيد

ليل/داخلي

1
في مشهد أخير من "غزل البنات" يبكي نجيب الريحاني وهو يرتشف: "وعشق الروح مالوش آخر .. لكن عشق الجسد فاني"، ثم يقرر ترك قلبه وليلى مراد في الميكروباص، ويستقل المترو المتجه إلى المرج، حين يناديه قلبه بعد ذلك، سيعلق عينيه على شماعة الحمام حتى لا يراه، أعرف أنه لا أحد في صالة السينما سوى لحن يبيت، وحيدا، على البلاط، أغير التتر، وأستعين بممحاة طفلي حتى أنسى، أحرك يدي يمينا فيتطاير الطباشير على الحكايات، أحركها شمالا فتسقط السبورة فوق رأسي، ومن تحت الأنقاض أكتب الآن.

2

في أفلام "توم آند جيري" لا تسقط الحيوانات التي تسير في الفراغ إلا عندما تنظر إلى أسفل، والآن بعد أن خرجنا من السينما، لا أحاذر وأنا أتحسس الهاوية، أخرج من حرب البسوس إلى الحرب العالمية الثالثة، الموت في يد، والموسيقى التصويرية تضغط أصابع يدي الأخرى، ولا جاذبية تشدني إلى أعلى.

3

الذين يؤمنون بنظرية تناسخ الأرواح في "سي عمر"، سيكتبون في شريط الأخبار "كل الأشياء منطقية يا محمد ، أنت الذي لم تعد تفهم"، فتقتل "نهى" أسماكها بالموسيقى ، وأخترع آلة زمنية تنقل "طاهر" من المطبعة إلى وسط البلد إلى حلوان والعكس في نفس اللحظة، يحبس عم صالح الملائكة في المقهى حتى لا تراهم البلدية، وأستأجر منطادا أطارد به طيور النورس ومحمد ثروت، الأشياء غير المنطقية تجرني من يدي في الشوارع، الطربوش يسقط من رأسي ليخبئ قلبي؛ قلبي الذي لا يتوقف عن الرنين.

3

لا يعرف "الفقد" إلا من يكابده

.................................

تعددت الأسباب و"الليل" واحد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى